الرسم العثمانيإِنِّىٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ
الـرسـم الإمـلائـياِنِّىۡۤ اٰمَنۡتُ بِرَبِّكُمۡ فَاسۡمَعُوۡنِؕ
تفسير ميسر:
أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئًا، إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه، ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر. إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم، وأطيعوني بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه، فأدخله الله الجنة.
وقوله تعالى; "إني آمنت بربكم فاسمعون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب يقول لقومه "إني آمنت بربكم" الذي كفرتم به "فاسمعون" أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم "فاسمعون" أي فاشهدوا لي بذلك عنده وقد حكاه ابن جرير فقال وقال آخرون بل خاطب بذلك الرسل وقال لهم اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي إنى آمنت بربكم واتبعتكم وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى والله أعلم. قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهم فلما قال ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه ولم يكن له أحد يمنع عنه وقال قتادة جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون فلم يزالوا به حتى أقعصوه وهو يقول كذلك فقتلوه رحمه الله.
إني آمنت بربكم فاسمعون قال ابن مسعود ; خاطب الرسل بأنه مؤمن بالله ربهم . ومعنى فاسمعون أي ; فاشهدوا ، أي ; كونوا شهودي بالإيمان . وقال كعب ووهب ; إنما قال ذلك لقومه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به . وقيل ; إنه لما قال لقومه ; اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا رفعوه إلى الملك [ ص; 20 ] وقالوا ; قد تبعت عدونا ، فطول معهم الكلام ليشغلهم بذلك عن قتل الرسل ، إلى أن قال ; إني آمنت بربكم فوثبوا عليه فقتلوه . قال ابن مسعود ; وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره ، وألقي في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس . وفي رواية أنهم قتلوا الرسل الثلاثة . وقال السدي ; رموه بالحجارة وهو يقول ; اللهم اهد قومي ، حتى قتلوه . وقال الكلبي ; حفروا حفرة وجعلوه فيها ، وردموا فوقه التراب فمات ردما . وقال الحسن ; حرقوه حرقا ، وعلقوه من سور المدينة ، وقبره في سور أنطاكية ، حكاه الثعلبي .
وقوله ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) فاختلف في معنى ذلك، فقال بعضهم; قال هذا القول هذا المؤمن لقومه يعلمهم إيمانه بالله.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عباس، وعن كعب، وعن وهب بن منبه ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) إني آمنت بربكم الذي كفرتم به، فاسمعوا قولي .وقال آخرون; بل خاطب بذلك الرسل، وقال لهم; اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي، وأني قد آمنت بكم واتبعتكم؛ فذكر أنه لما قال هذا القول، ونصح لقومه النصيحة التي ذكرها الله في كتابه وثبوا به فقتلوه.ثم اختلف أهل التأويل في صفة قتلهم إياه، فقال بعضهم; رجموه بالحجارة .* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) هذا رجل دعا قومه إلى الله، وأبدى لهم &; 20-508 &; النصيحة فقتلوه على ذلك. وذُكر لنا أنهم كانوا يرجمونه بالحجارة، وهو يقول; اللهم اهد قومي، اللهم اهد قومي، اللهم اهد قومي، حتى أقْعَصوه وهو كذلك .وقال آخرون; بل وثبوا عليه، فوطئوه بأقدامهم حتى مات.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عباس، وعن كعب، وعن وهب بن منبه قال لهم ( وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ) .. إلى قوله ( فَاسْمَعُونِ ) وثبوا وثبة رجل واحد فقتلوه واستضعفوه لضعفه وسقمه، ولم يكن أحد يدفع عنهحدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أصحابه &; 20-509 &; أن عبد الله بن مسعود كان يقول; وطئوه بأرجلهم حتى خرج قُصْبه من دُبُره .
{ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } فقتله قومه، لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - يس٣٦ :٢٥
Yasin36:25