خٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ
خٰلِدِيۡنَ فِيۡهَا ۚ لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ الۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنۡظَرُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
ماكثين في النار، لا يُرفع عنهم العذاب قليلا ليستريحوا، ولا يُؤخر عنهم لمعذرة يعتذرون بها.
"خالدين فيها" أي في اللعنة "لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون" أي لا يفتر عنهم العذاب ولا يخفف عنهم ساعة واحدة.
أي لا يؤخرون ولا يؤجلون .
=" خالدين فيها " يعني; ماكثين فيها، يعني في عقوبة الله (15)=" لا يخفَّف عنهم العذاب "، لا ينقصون من العذاب شيئًا في حال من الأحوال، ولا ينفَّسون فيه (16) =" ولا هم ينظرون "، يعني; ولا هم ينظرون لمعذرة يعتذرون. (17) وذلك كله عَينُ الخلود في العقوبة في الآخرة. (18)----------------الهوامش ;(15) انظر تفسير"خالدين" فيما سلف 1; 397 ، 398 / 2; 287 / 4; 317 ، وفهارس اللغة.(16) انظر تفسير"يخفف" فيما سلف 2; 316 ، 317 ، والتنفيس; والترفيه والتفريج هنا.(17) انظر تفسير"ينظرون" في نظيرة هذه الآية فيما سلف 3; 264 ، 265 ، وقبله 2; 467 ، 468.(18) في المخطوطة والمطبوعة; "وذلك كله أعني الخلود في العقوبة في الآخرة" ، وهي جملة فاسدة البناء والمعنى ، أخطأ الناسخ فهم مراد أبي جعفر ، فكتب ما كتب ، والصواب هو ما أثبت. فإن أبا جعفر قد لجأ إلى الاختصار في مواضع كثيرة من تفسيره ، منها هذا الموضع ، فلم يبين إعراب قوله تعالى; "لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون" ، وأهل الإعراب يعربونها حالا متداخلة - أي حالا من حال - لأن"خالدين" حال من الضمير في"عليهم". وأما أبو جعفر ، فهو يعدها جملة مستأنفة ، وهي بذلك بيان عن الخلود في النار. والدليل على صحة ذلك ، وعلى صحة ما أثبت من الصواب في نص أبي جعفر هنا ، أنه قال في تفسير نظيرة هذه الآية من"سورة البقرة; 162" في الجزء 3; 264 ما نصه."وأما قوله; " لا يخفف عنهم العذاب" ، فإنه خبر من الله تعالى ذكره عن دوام العذاب أبدًا من غير توقيت ولا تخفيف". فهذا نص قاطع في أن إعراب الطبري لهذا الموضع من الآية هو ما ذهبت إليه ، وفي أنه يرى أن معنى هذه الجملة من الآية ، هو معنى"الخلود" بعينه. والحمد لله أولا وآخرًا.
ثم أخبر عن عقوبة هؤلاء المعاندين الظالمين الدنيوية والأخروية، فقال { أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } أي: لا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا لحظة، لا بإزالته أو إزالة بعض شدته، { ولا هم ينظرون } أي: يمهلون، لأن زمن الإمهال قد مضى، وقد أعذر الله منهم وعمرهم ما يتذكر فيه من تذكر، فلو كان فيهم خير لوجد، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه.
(خالدين) ، حال منصوبة من الضمير في(عليهم) - الآية السابقة- وعلامة النصب الياء
(في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها
(لا) نافية
(يخفّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع
(عنهم) مثل فيها متعلّق بـ (يخفّف) ،
(العذاب) نائب فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي(هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ،
(ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «لا يخفّف عنهم العذاب» في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف.. أو لا محلّ لها.
وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .