إِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ
اِنَّ اللّٰهَ رَبِّىۡ وَرَبُّكُمۡ فَاعۡبُدُوۡهُ ؕ هٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيۡمٌ
تفسير ميسر:
إن الله الذي أدعوكم إليه هو وحده ربي وربكم فاعبدوه، فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له، وهذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه.
"فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه" أي أنا وأنتم سواء في العبودية له والخضوع والاستكانة إليه "هذا صراط مستقيم".
لا يوجد تفسير لهذه الأية
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)قال أبو جعفر; واختلفت القرأة في قراءة قوله; " إن الله ربي وربكم فاعبدوه ".فقرأته عامة قرأة الأمصار; ( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ) بكسر " ألف "" إنّ" على ابتداء الخبر.* * *وقرأه بعضهم; ( أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ )، بفتح " ألف "" أنّ"، بتأويل; &; 6-442 &; وجئتكم بآية من ربكم، أنّ الله ربي وربكم، على ردّ" أن " على " الآية "، والإبدال منها.* * *قال أبو جعفر; والصواب من القراءة عندنا ما عليه قرأة الأمصار، وذلك كسر ألف " إن " على الابتداء، لإجماع الحجة من القرأة على صحة ذلك. وما اجتمعت عليه فحجةٌ، وما انفرد به المنفرد عنها فرأيٌ. ولا يعترضُ بالرأي على الحجة.* * *وهذه الآية وإن كان ظاهرُها خبرًا، ففيه الحجة البالغة من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على الوفد الذين حاجُّوه من أهل نجران، بإخبار الله عزّ وجل عن أن عيسى كان بريئًا مما نسبه إليه مَن نسبه إلى غير الذي وصفَ به نفسه، من أنه لله عبدٌ كسائر عبيده من أهل الأرض، إلا ما كان الله جل ثناؤه خصَّه به من النبوة والحجج التي آتاه دليلا على صدقه - كما آتى سائرَ المرسلين غيره من الأعلام والأدلة على صدقهم - وحُجةً على نبوته. (55)---------------------------الهوامش ;(55) في المطبوعة; "والحجة على نبوتهم" ، وأثبت ما في المخطوطة وهو الصواب. وقوله; "وحجة على نبوته" معطوف على قوله; "دليلا على صدقه" ، والضمير لعيسى ، وما بين المعطوف والمعطوف عليه فصل.
{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه } استدل بتوحيد الربوبية الذي يقر به كل أحد على توحيد الإلهية الذي ينكره المشركون، فكما أن الله هو الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا نعما ظاهرة وباطنة، فليكن هو معبودنا الذي نألهه بالحب والخوف والرجاء والدعاء والاستعانة وجميع أنواع العبادة، وفي هذا رد على النصارى القائلين بأن عيسى إله أو ابن الله، وهذا إقراره عليه السلام بأنه عبد مدبر مخلوق، كما قال { إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا } وقال تعالى: { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته } إلى قوله { ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم } وقوله { هذا } أي: عبادة الله وتقواه وطاعة رسوله { صراط مستقيم } موصل إلى الله وإلى جنته، وما عدا ذلك فهي طرق موصلة إلى الجحيم.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد
(الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (ربّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ربّكم) معطوف على ربّي مرفوع مثله.. و (كم) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(صراط) خبر مرفوع
(مستقيم) نعت لصراط مرفوع مثله. جملة: «إنّ الله ربّي» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر.. أي إذا أردتم الفوز والنجاح فاعبدوه. وجملة: «هذا صراط» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.