فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُوۡلٍ حَسَنٍ وَّاَنۡۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ۙ وَّكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ؕ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا الۡمِحۡرَابَۙ وَجَدَ عِنۡدَهَا رِزۡقًا ۚ قَالَ يٰمَرۡيَمُ اَنّٰى لَـكِ هٰذَا ؕ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِنۡدِ اللّٰهِؕ اِنَّ اللّٰهَ يَرۡزُقُ مَنۡ يَّشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ
تفسير ميسر:
فاستجاب الله دعاءها وقبل منها نَذْرها أحسن قَبول، وتولَّى ابنتها مريم بالرعاية فأنبتها نباتًا حسنًا، ويسَّر الله لها زكريا عليه السلام كافلا فأسكنها في مكان عبادته، وكان كلَّما دخل عليها هذا المكان وجد عندها رزقًا هنيئًا معدّاً قال; يا مريم من أين لكِ هذا الرزق الطيب؟ قالت; هو رزق من عند الله. إن الله -بفضله- يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب.
يخبر ربنا أنه تقبلها من أمها نذيرة وأنه أنبتها نباتا حسنا أي جعلها شكلا مليحا ونظرا بهيجا ويسر لها أسباب القبول وقرنها بالصالحين من عباده تتعلم منهم العلم والخير والدين فلهذا قال "وكفلها زكريا" بتشديد الفاء ونصب زكريا على المفعولية أي جعله كافلا لها قال ابن إسحق; وما ذلك إلا أنها كانت يتيمة وذكر غيره; إن بني إسرائيل أصابتهم سنة جدب فكفل زكريا مريم لذلك ولا منافاة بين القولين والله أعلم وإنما قدر الله كون زكريا كفلها لسعادتها لتقتبس منه علما جما نافعا وعملا صالحا ولأنه كان زوج خالتها على ما ذكره ابن إسحق وابن جرير وغيرهما وقيل; زوج أختها كما ورد في الصحيح "فإذا بيحيى وعيسى وهما ابنا الخالة" وقد يطلق على ما ذكره ابن إسحق ذلك أيضا توسعا فعلى هذا كانت في حضانة خالتها وقد ثبت في الصحيح; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في عمارة بنت حمزة أن تكون في حضانة خالتها امرأة جعفر بن أبي طالب وقال;"الخالة بمنزلة الأم" ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلادتها في محل عبادتها فقال "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو الشعثاء وإبراهيم النخعي والضحاك وقتادة والربيع بن أنس وعطية العوفي والسدي; يعني وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف وعن مجاهد "وجد عندها رزقا" أي علما أو قال; صحفا فيها علم رواه ابن أبي حاتم والأول أصح وفيه دلالة على كرامات الأولياء وفي السنة لهذا نظائر كثيرة فإذا رأى زكريا هذا عندها "قال يا مريم أنى لك هذا" أي يقول من أين لك هذا؟ "قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" وقال الحافظ أبو يعلى; حدثنا سهل بن زنجلة حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا عبدالله بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال "يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع؟" قالت; لا والله بأبي أنت وأمي فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت; والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أوحسينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت; بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشيء فخبأته لك قال "هلمي يا بنية" قالت فأتيته بالجفنة فكشفت عنها فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهت وعرفت أنها بركة من الله فحمدت الله وصليت على نبيه وقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه حمد الله وقال "من أين لك هذا يا بنية"؟ قالت; يا أبت "هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" فحمد الله وقال "الحمد لله الذي جعلك يا بنية شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا وسئلت عنه قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل علي وفاطمة وحسن وحسين وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته حتى شبعوا جميعا قالت; وبقيت الجفنة كما هي قالت; فأوسعت ببقيتها على جميع الجيران وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا.
قوله تعالى ; فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حسابقوله تعالى ; فتقبلها ربها بقبول حسن المعنى ; سلك بها طريق السعداء ; عن ابن عباس . وقال قوم ; معنى التقبل التكفل في التربية والقيام بشأنها . وقال الحسن ; معنى التقبل أنه ما عذبها ساعة قط من ليل ولا نهار . وأنبتها نباتا حسنا يعني سوى خلقها من غير زيادة ولا نقصان ، فكانت تنبت في اليوم ما ينبت المولود في عام واحد . والقبول والنبات مصدران على غير المصدر ، والأصل تقبلا وإنباتا . قال الشاعر ;أكفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعاأراد بعد إعطائك ، لكن لما قال أنبتها دل على نبت ; كما قال امرؤ القيس ;فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضت فذلت صعبة أي إذلالوإنما مصدر ذلت ذل ، ولكنه رده على معنى أذللت ; وكذلك كل ما يرد عليك في هذا الباب . فمعنى تقبل وقبل واحد ، فالمعنى فقبلها ربها بقبول حسن . ونظيره قول رؤبة ;وقد تطويت انطواء الحضبالأفعى لأن معنى تطويت وانطويت واحد ; ومثله قول القطامي ;وخير الأمر ما استقبلت منه وليس بأن تتبعه اتباعالأن تتبعت واتبعت واحد . وفي قراءة ابن مسعود ( وأنزل الملائكة تنزيلا ) لأن معنى نزل وأنزل واحد . وقال المفضل ; معناه وأنبتها فنبتت نباتا حسنا . ومراعاة المعنى أولى كما ذكرنا . والأصل في القبول الضم ; لأنه مصدر مثل الدخول والخروج ، والفتح جاء في حروف قليلة ; مثل الولوع والوزوع ; هذه الثلاثة لا غير ; قال أبو عمر والكسائي والأئمة . وأجاز الزجاج ( بقبول ) بضم القاف على الأصل .[ ص; 66 ] قوله تعالى ; وكفلها زكريا أي ضمها إليه . أبو عبيدة ; ضمن القيام بها . وقرأ الكوفيون وكفلها بالتشديد ، فهو يتعدى إلى مفعولين ; والتقدير وكفلها ربها زكريا ، أي ألزمه كفالتها وقدر ذلك عليه ويسره له . وفي مصحف أبي ( وأكفلها ) والهمزة كالتشديد في التعدي ; وأيضا فإن قبله فتقبلها ، و أنبتها فأخبر تعالى عن نفسه بما فعل بها ; فجاء كفلها بالتشديد على ذلك . وخففه الباقون على إسناد الفعل إلى زكريا . فأخبر الله تعالى أنه هو الذي تولى كفالتها والقيام بها ; بدلالة قوله ; أيهم يكفل مريم . قال مكي ; وهو الاختيار ; لأن التشديد يرجع إلى التخفيف ، لأن الله تعالى إذا كفلها زكريا كفلها بأمر الله ، ولأن زكريا إذا كفلها فعن مشيئة الله وقدرته ; فعلى ذلك فالقراءتان متداخلتان . وروى عمرو بن موسى عن عبد الله بن كثير وأبي عبد الله المزني " وكفلها " بكسر الفاء . قال الأخفش ; يقال كفل يكفل وكفل يكفل ولم أسمع كفل ، وقد ذكرت . وقرأ مجاهد " فتقبلها " بإسكان اللام على المسألة والطلب . " ربها " بالنصب نداء مضاف . " وأنبتها " بإسكان التاء " وكفلها " بإسكان اللام " زكرياء " بالمد والنصب . وقرأ حفص وحمزة والكسائي زكريا بغير مد ولا همزة ، ومده الباقون وهمزوه . وقال الفراء ; أهل الحجاز يمدون " زكرياء " ويقصرونه ، وأهل نجد يحذفون منه الألف ويصرفونه فيقولون ; زكري . قال الأخفش ; فيه أربع لغات ; المد والقصر ، وزكري بتشديد الياء والصرف ، وزكر ورأيت زكريا . قال أبو حاتم ; زكري بلا صرف لأنه أعجمي وهذا غلط ; لأن ما كان فيه " يا " مثل هذا انصرف مثل كرسي ويحيى ، ولم ينصرف زكرياء في المد والقصر لأن فيه ألف تأنيث والعجمة والتعريف .قوله تعالى ; كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا إلى قوله إنك سميع الدعاءفيه مسائل ;قوله تعالى ; كلما دخل عليها زكريا المحراب المحراب في اللغة أكرم موضع في المجلس . وسيأتي له مزيد بيان في سورة ( مريم ) . وجاء في الخبر ; إنها كانت في غرفة كان زكريا يصعد إليها بسلم . قال وضاح اليمن ;ربة محراب إذا جئتها لم ألقها حتى أرتقي سلماأي ربة غرفة . روى أبو صالح عن ابن عباس قال ; حملت امرأة عمران بعدما أسنت [ ص; 67 ] فنذرت ما في بطنها محررا فقال لها عمران ; ويحك ما صنعت ؟ أرأيت إن كانت أنثى ؟ فاغتما لذلك جميعا . فهلك عمران وحنة حامل فولدت أنثى فتقبلها الله بقبول حسن ، وكان لا يحرر إلا الغلمان فتساهم عليها الأحبار بالأقلام التي يكتبون بها الوحي ، على ما يأتي . فكفلها زكريا وأخذ لها موضعا فلما أسنت جعل لها محرابا لا يرتقى إليه إلا بسلم ، واستأجر لها ظئرا وكان يغلق عليها بابا ، وكان لا يدخل عليها إلا زكريا حتى كبرت ، فكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله فتكون عند خالتها وكانت خالتها امرأة زكريا في قول الكلبي . قال مقاتل ; كانت أختها امرأة زكريا . وكانت إذا طهرت من حيضتها واغتسلت ردها إلى المحراب . وقال بعضهم ; كانت لا تحيض وكانت مطهرة من الحيض . وكان زكريا إذا دخل عليها يجد عندها فاكهة الشتاء في القيظ وفاكهة القيظ في الشتاء فقال ; يا مريم أنى لك هذا ؟ فقالت ; هو من عند الله . فعند ذلك طمع زكريا في الولد وقال ; إن الذي يأتيها بهذا قادر أن يرزقني ولدا . ومعنى أنى من أين ; قاله أبو عبيدة . قال النحاس ; وهذا فيه تساهل ; لأن " أين " سؤال عن المواضع و " أنى " سؤال عن المذاهب والجهات . والمعنى من أي المذاهب ومن أي الجهات لك هذا . وقد فرق الكميت بينهما فقال ;أنى ومن أين آبك الطرب من حيث لا صبوة ولا ريبو كلما منصوب ب وجد ، أي كل دخلة .إن الله يرزق من يشاء بغير حساب قيل ; هو من قول مريم ، ويجوز أن يكون مستأنفا ; فكان ذلك سبب دعاء زكريا وسؤاله الولد .
القول في تأويل قوله ; فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًاقال أبو جعفر; يعني بذلك; أن الله جل ثناؤه تقبّل مريمَ من أمها حَنَّة، وتحريرَها إياها للكنيسة وخدمتها وخدمة ربها = (58) " بقبول حَسن ".* * *" والقبول " مصدر من; " قبِلها ربُّها "، فأخرج المصدر على غير لفظ الفعل. ولو كانَ على لفظه لكان; " فتقبلها ربها تقبُّلا حسنًا ". وقد تفعل العرب ذلك كثيرًا; أن يأتوا بالمصادر على أصول الأفعال، وإن اختلفت ألفاظها في الأفعال بالزيادة، وذلك كقولهم; " تكلم فلان كلامًا "، ولو أخرج المصدر على الفعل لقيل; " تكلم فلان تكلمًا ". ومنه قوله; " وأنبتها نباتًا حسنًا "، ولم يقل; إنباتًا حسنًا. (59)وذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال; لم نسمع العرب تضم القاف في" قبول "، وكان القياس الضمّ، لأنه مصدر مثل; " الدُّخول، والخروج ". قال; ولم أسمع بحرف آخر في كلام العرب يُشبهه.6900 - حدثت بذلك عن أبي عبيد قال، أخبرني اليزيدي، عن أبي عمرو.* * *وأما قوله; " وأنبتها نباتًا حسنًا "، فإن معناه; وأنبتها رَبُّها في غذائه ورزْقه نباتًا حسنًا، حتى تمّت فكملت امرأةً بالغةً تامة، كما;-&; 6-345 &;6901 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال الله عز وجل; " فتقبلها ربها بقبول حسن "، قال; تقبل من أمها ما أرادت بها للكنيسة، وأجرَها فيها =" وأنبتها "، قال; نبتت في غذاء الله.* * *القول في تأويل قوله ; وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاقال أبو جعفر; اختلفت القرأة في قراءة قوله; " وكفلها "فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والمدينة والبصرة; ( وَكَفَلَهَا ) مخففة " الفاء ". بمعنى; ضمها زكريا إليه، اعتبارًا بقول الله عز وجل; يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ [سورة آل عمران; 44].* * *وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين.( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا )، بمعنى; وكفَّلها اللهُ زكريا.* * *قال أبو جعفر; وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندي، قراءة من قرأ; ( وَكَفَّلَهَا ) مشددة " الفاء "، بمعنى; وكفَّلها الله زكريا، بمعنى; وضمها الله إليه. لأن زكريا أيضًا ضمها إليه بإيجاب الله له ضمَّها إليه بالقُرْعة التي أخرجها اللهُ له، والآية التي أظهرَها لخصومه فيها، فجعله بها أولى منهم، إذ قَرَعَ فيها من شاحَّه فيها. (60) &; 6-346 &; وذلك أنه بلغنا أن زكريا وخصومَه في مريم إذ تنازعوا فيها أيهم تكونُ عنده، تساهموا بقِدَاحهم، فرموا بها في نهر الأردنّ. (61) فقال بعض أهل العلم; ارْتزّ قدح زكريا، (62) فقام ولم يجر به الماء، وجرى بقدَاح الآخرين الماء. فجعل الله ذلك لزكريا علَمًا أنه أحق المتنازعين فيها بها. (63)* * *وقال آخرون; بل اصّاعدَ قدح زكريا في النهر، (64) وانحدرت قداحُ الآخرين مع جرية الماء وذهبت، فكان ذلك له علَمًا من الله في أنه أولى القوم بها.* * *قال أبو جعفر; وأيّ الأمرين كان من ذلك، فلا شك أن ذلك كان قضاءً من الله بها لزكريا على خصومه، بأنه أولاهم بها، وإذْ كان ذلك كذلك، فإنما ضمها زكريا إلى نفسه بضمّ الله إياها إليه بقضائه له بها على خصومه عند تَشاحِّهم فيها، واختصامهم في أولاهم بها.&; 6-347 &;وإذْ كان ذلك كذلك؛ كان بيِّنًا أنّ أولى القراءتين بالصواب ما اخترنا من تشديد " كفَّلها ".* * *وأما ما اعتلَّ به القارئون ذلك بتخفيف " الفاء "، من قول الله; أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ، وأن ذلك موجبٌ صحةَ اختيارهم التخفيفَ في قوله; " وكفلها " = فحجة دالةٌ على ضَعف احتيال المحتج بها. (65)ذلك أنه غير ممتنع ذُو عقل من أن يقول قائل; " كفَّل فلانٌ فلانًا فكفَله فلان ". فكذلك القول في ذلك; ألقى القوم أقلامهم; أيهم يكفُل مريم، بتكفيل الله إياه بقضائه الذي يقضي بينهم فيها عند إلقائهم الأقلام.* * *قال أبو جعفر; وكذلك اختلفت القرأة في قراءة " زكريا ".فقرأته عامة قرأة المدينة بالمدّ.وقرأته عامة قرأة الكوفة بالقصر.وهما لغتان معروفتان، وقراءتان مستفيضتان في قراءة المسلمين، وليس في القراءة بإحداهما خلافٌ لمعنى القراءة الأخرى، فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب.* * *غيرَ أن الصوابَ عندنا - إذا مُدّ" زكريا " أن يُنصب بغير تنوين، لأنه اسم من أسماء العجم لا يُجرَى، (66) ولأن قراءتنا في" كفَّلها " بالتشديد، وتثقيل " الفاء ". فـ" زكرياء " منصوب بالفعل الواقع عليه. (67)* * *&; 6-348 &;وفي" زكريا " لغة ثالثة لا تجوز القراءة بها، لخلافها مصاحفَ المسلمين، وهو " زكري" بحذف المدة و " الياء " الساكنة، تشبهه العرب بالمنسوب من الأسماء، فتنوّنه وتُجْريه في أنواع الإعراب مجاريَ" ياء " النسبة. (68)* * *قال أبو جعفر; فتأويل الكلام; وضمها اللهُ إلى زكريا، من قول الشاعر; (69)فَهُوَ لِضُلالِ الهَوَامِ كَافِل (70)يراد به; (71) لما ضلّ من متفرّق النعم ومنتشره، ضامٌّ إلى نفسه وجامع. وقد روي;فَهُوَ لِضُلالِ الهَوافِي كَافِلُ (72)بمعنى أنه لما ندّ فهرب من النعمَ ضامٌّ من قولهم; " هفا الظَّليم "، إذا أسرَع الطيران.يقال منه للرجل; " ما لك تكفُل كلَّ ضالة "؟ يعني به; تضمها إليك وتأخذُها.* * *وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;6902 - حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاويّ قال حدثنا محمد بن ربيعة، عن النضر بن عربيّ، عن عكرمة في قوله; إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ &; 6-349 &; مَرْيَمَ ، قال; ألقوا أقلامهم فجرَت بها الجِرْية، إلا قلم زكريا اصّاعدَ، (73) فكفلها زكريا.6903 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله; " وكفلها زكريا "، قال; ضمها إليه. قال; ألقوا أقلامهم - يقول; عصَّيهم - قال; فألقوها تلقاء جِرْية الماء، فاستقبلت عصا زكريا جِرْيةَ الماء، (74) فَقرَعهم.6904 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السديّ، قال الله عز وجل; فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ، فانطلقت بها أمها في خِرَقها - يعني أمّ مريم بمريم - حين ولدتها إلى المحراب = وقال بعضهم; انطلقت حين بلغتْ إلى المحراب = وكان الذين يكتبون التوراةَ إذا جاءوا إليهم بإنسان يجرّبونه، (75) اقترعوا عليه أيهم يأخذه فيعلمه. وكان زكريا أفضلهم يومئذ، وكان بينهم، وكانت خالة مريم تحته. (76) فلما أتوا بها اقترعوا &; 6-350 &; عليها، وقال لهم زكريا; أنا أحقكم بها، تحتي أختها! (77) فأبوا، فخرجوا إلى نهر الأردنّ، فألقوا أقلامهم التي يكتبون بها; أيهم يقوم قلمه فيكفلها. فجرت الأقلام، وقام قلم زكريا على قُرْنتَه كأنه في طين، (78) فأخذ الجارية. وذلك قول الله عز وجل; " وكفلها زكريا "، فجعلها زكريا معه في بيته، وهو المحراب. (79)6905 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " وكفلها زكريا "، يقول; ضمها إليه.6906 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " وكفلها زكريا "، قال; سَهمهم بقلمه. (80)6907 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه.6908 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن قتادة، قال; كانت مريم ابنة سيدهم وإمامهم. قال; فتشاحَّ عليها أحبارُهم، فاقترعوا فيها بسهامهم أيُّهم يكفلها. قال قتادة; وكان زكريا زوجَ أختها، (81) فكفلها، وكانت عنده وَحضَنَها.&; 6-351 &;6909 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة; أنه أخبره، عن عكرمة = وأبي بكر، عن عكرمة قال; ثم خرجت بها = يعني; أمّ مريم = بمريم في خِرَقها تحملها إلى بني الكاهن بن هارون، أخي موسى بن عمران. قال; وهم يومئذ يَلون من بيت المقدس ما يلي الحجبةُ من الكعبة، فقالت لهم; دُونكم هذه النذيرة، فإنّي حرّرتها، وهي ابنتي، ولا يدخل الكنيسة حائض، وأنا لا أردُّها إلى بيتي! فقالوا; هذه ابنة إمامنا = وكان عمران يؤُمهم في الصلاة = وصاحب قُرْباننا! (82) فقال زكريا; ادفعوها إلىّ، فإن خالتها عندي. قالوا; لا تطيب أنفسنا، هي ابنة إمامنا! فذلك حين اقترعوا، فاقترعوا بأقلامهم عليها - بالأقلام التي يكتبون بها التوراة - فقرعهم زكريا، فكفلها.6910 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال; جعلها زكريا معه في محرابه، قال الله عز وجل; " وكفلها زكريا " = قال حجاج قال، ابن جريج; " الكاهنُ" في كلامهم; العالمُ.6911 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير; " وكفلها زكريا "، بعد أبيها وأمها، يذكرها باليتم، ثم قص خبرها وخبرَ زكريا. (83)6912 - حدثنا المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن &; 6-352 &; عطاء، عن سعيد بن جبير قوله; " وكفلها زكريا "، قال; كانت عنده.6913 - حدثني علي بن سهل قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير قوله; " وكفلها زكريا "، قال; جعلها زكريا معه في مِحْرابه.6914 - حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله; فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ، وتقارعها القومُ، فقرَع زكريا، فكفلها زكريا.* * *وقال آخرون; بل كان زكريا بعد ولادة حَنَّةَ ابنتها مريمَ، كفَلها بغير اقتراع ولا استهام عليها، ولا منازعة أحد إياه فيها. وإنما كفلها، لأن أمها ماتت بعد موت أبيها وهي طفلة، وعند زكريا خالتها ألاشِباع ابنة فاقوذ (84) = وقد قيل. إنّ اسم أم يحيى خالة عيسى; إشبع=. (85)6915 - حدثنا بذلك القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال; أخبرني وهب بن سليمان، عن شعيب الجبأيّ; أن اسم أم يحيى أشبع. (86)* * *&; 6-353 &;= فضمها إلى خالتها أمّ يحيى، فكانت إليهم ومعهم، حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنذْر أمها التي نذرت فيها.قالوا; والاقتراع فيها بالأقلام، إنما كان بعد ذلك بمدة طويلة لشدة أصابتهم، ضَعُفَ زكريا عن حمل مئونتها، فتدافعوا حملَ مؤونتها، لا رغبة منهم، ولا تنافسًا عليها وعلى احتمال مؤونتها. وسنذكر قصّتها على قول من قال ذلك، إذَا بلغنا إليها إن شاء الله تعالى.6916 - حدثنا بذلك ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق.= فعلى هذا التأويل، تصح قراءة من قرأ; " وكفَلها زكريا " بتخفيف " الفاء "، لو صح التأويلُ. غير أن القول متظاهرٌ من أهل التأويل بالقول الأوّل; أن استهامَ القوم فيها كان قبل كفالة زكريا إياها، وأن زكريا إنما كفلها بإخراج سَهمه منها فالجًا على سهام خُصومه فيها. (87) فلذلك كانت قراءته بالتشديد عندنا أولى من قراءته بالتخفيف.* * *القول في تأويل قوله ; كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًاقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; أن زكريا كان كلما دخل عليها المحرابَ، بعد إدخاله إياها المحراب، وجد عندها رزقًا من الله لغذائها.فقيل إن ذلك الرزقَ الذي كان يجده زكريا عندها، فاكهةُ الشتاء في الصيف، وفاكهةُ الصيف في الشتاء.&; 6-354 &;ذكر من قال ذلك;6917 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا الحسن بن عطية، عن شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس; " وجد عندها رزقًا "، قال; وجد عندَها عنبًا في مِكْتَلٍ في غير حينه. (88)6918 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد في قوله; " كلما دخل عليها زكريا المحراب وَجد عندها رزقًا "، قال; العنب في غير حينه.6919 - حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم في قوله; " وجد عندها رزقًا "، قال; فاكهة في غير حينها.6920 - حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو إسحاق الكوفي، عن الضحاك; أنه كان يجدُ عندها فاكهةَ الصيف في الشتاء، وفاكهةَ الشتاء في الصيف = يعني في قوله; " وجد عندها رزقًا ". (89)6921 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك مثله.6922- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو قال، أخبرنا هشيم، عن بعض أشياخه، عن الضحاك مثله.6923 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، أخبرنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك مثله.6924 - حدثنا يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا من سمع الحكم بن عتيبة يحدّث، عن مجاهد قال; كان يجدُ عندها العنب في غير حينه.6925 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، &; 6-355 &; عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " وجد عندها رزقًا "، قال; عنبًا وجده زكريا عند مريم في غير زمانه.6926 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه.6927 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي قال، حدثنا النضر بن عربي، عن مجاهد في قوله; " وجد عندها رزقًا "، قال; فاكهةَ الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف.6928 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله; " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا "، قال; كنا نحدَّث أنها كانت تؤتَى بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء.6929 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة; " وجد عندها رزقًا "، قال; وجد عندها ثمرةً في غير زمانها.6930 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قال; جعل زكريا دونها عليها سبعةَ أبواب، فكان يدخل عليها فيجد عندها فاكهةَ الشتاء في الصيف، وفاكهةَ الصيف في الشتاء.6931 - حدثني موسى [بن عبد الرحمن] (90) قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي; قال; جعلها زكريا معه في بيتٍ - وهو المحراب - فكان يدخل عليها في الشتاء فيجد عندها فاكهةَ الصيف، ويدخل في الصيف فيجد عندها فاكهةَ الشتاء. (91)&; 6-356 &;6932 - حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; " وجدَ عندها رزقًا "، قال; كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء.6933 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال، أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس " كلما دخل عليها زكريا المحرابَ وجد عندها رزقًا "، قال; وجد عندها ثمارَ الجنة، فاكهةَ الصّيف في الشتاء، وفاكهةَ الشتاء في الصيف.6934 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، حدثني بعض أهل العلم; أنّ زكريا كان يجد عندها ثمرةَ الشتاء في الصيف، وثمرةَ الصيف في الشتاء.6935 - حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن قال; كان زكريا إذا دخل عليها = يعني على مريم = المحرابَ وجد عندها رزقًا من السماء، من الله، ليس من عند الناس. وقالوا; لو أن زكريا كان يعلم أن ذلك الرزق من عنده، لم يسألها عنه.* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك; أن زكريا كان إذا دخل إليها المحراب وجد عندها من الرزق فضلا عما كان يأتيها به، الذي كان يَمُونها في تلك الأيام.ذكر من قال ذلك;6936 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق قال; كفلها بعد هلاك أمها فضمها إلى خالتها أم يحيى، حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنَذْر أمها الذي نذرت فيها، فجعلت تنبت وتزيد. قال; ثم أصابت بني إسرائيل أزْمة وهي على ذلك من حالها، حتى ضعف زكريا عن حملها، فخرج على بني إسرائيل فقال; يا بني إسرائيل، أتعلمون؟ والله لقد ضعفتُ عن &; 6-357 &; حَمل ابنة عمران! فقالوا; ونحن لقد جُهِدنا وأصابنا من هذه السنة ما أصابكم! (92) فتدافعوها بينهم، وهم لا يرون لهم من حملها بُدًّا، حتى تقارعوا بالأقلام، فخرج السّهم بحملها على رجل من بني إسرائيل نجار يقال لهُ جريج، قال; فعرفت مريم في وجهه شدة مؤنة ذلك عليه، فكانت تقول له; يا جريج، أحسن بالله الظن! فإن الله سيرزقنا! فجعل جريج يرزق بمكانها، فيأتيها كلّ يوم من كسبه بما يُصلحها، فإذا أدخله عليها وهي في الكنيسة، أنماه الله وكثَّره، فيدخل عليها زكريا فيرى عندها فضلا من الرزق، وليس بقدر ما يأتيها به جُريج، فيقول; " يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا "؟ فتقول; " هو من عند الله إنّ الله يرْزُق من يشاء بغير حساب ".* * *قال أبو جعفر; وأما " المحراب "، فهو مقدم كل مجلس ومصلًّى، وهو سيد المجالس وأشرفُها وأكرمُها، وكذلك هو من المساجد، ومنه قول عديّ بن زيد;كَــدُمَى العَـاجِ فِـي المَحَـارِيبِ أَوْكـالبَيْضِ فِـي الرَّوْضِ زَهْرُهُ مُسْتَنِيرُ (93)&; 6-358 &;و " المحاريب " جمع " محراب "، وقد يجمع على " محارب ". (94)* * *القول في تأويل قوله ; قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; " قال " زكريا; " يا مريم; أنَّى لك هذا "؟ من أي وجه لك هذا الذي أرَى عندك من الرزقَ؟ (95) قالت مريم مجيبة له; " هو من عند الله "، تعني; أن الله هو الذي رزقها ذلك فساقه إليها وأعطاها.* * *وإنما كان زكريا يقول ذلك لها، لأنه كان - فيما ذكر لنا - يُغلِق عليها سبعة أبواب، ويخرج. ثم يدخل عليها فيجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. فكان يعجب مما يرى من ذلك، ويقول لها تعجبًا مما يرى; " أنَّى لك هذا "؟ فتقول; من عند الله.6937 - حدثني بذلك المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع.6938 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، حدثني بعض أهل العلم، فذكر نحوه.6939 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله; " يا مريم أنَّى لك هذا قالت هو من عند الله "، قال; فإنه وجد عندها الفاكهة الغضّة حين لا تُوجد الفاكهة &; 6-359 &; عند أحد، فكان زكريا يقول; " يا مريم أنَّى لك هذا "؟* * *وأما قوله; " إنّ الله يَرْزُقُ مَن يشاء بغير حساب "، فخبرٌ من الله أنه يسوق إلى من يشاء من خلقه رزقَه، بغير إحصاء ولا عدد يحاسب عليه عبدَه. لأنه جل ثناؤه لا ينقصُ سَوْقُه ذلك إليه كذلك خزائنَه، ولا يزيدُ إعطاؤه إياه، ومحاسَبته عليه في مُلكه، وفيما لديه شيئًا، ولا يعزب عنه علمُ ما يرزقه، وإنما يُحاسب مَنْ يعطي مَا يعطيه، مَنْ يخشى النقصانَ من ملكه، ودخولَ النفاد عليه بخروج ما خرج من عنده بغير حساب معروف، (96) ومن كان جاهلا بما يعطى على غير حساب. (97)* * *------------------------الهوامش ;(58) في المطبوعة; "بتحريرها" ، وفي المخطوطة"تحريرها" بغير باء قبلها ، وكأن الصواب"وتحريرها" كما أثبت ، معطوفًا على"تقبل مريم".(59) انظر بيان ذلك فيما سلف 1; 116 ، وقد عدد هناك شواهده / ثم 5; 533 ، 534.(60) قرع (بفتح القاف والراء); أصابته القرعة دونهم. يقال; قارعني فلان فقرعته; خرجت لي القرعة دونه. وشاحه في الأمر وعليه ، وتشاحا عليه وفيه (بتشديد الحاء); إذا تنازعاه ، لا يريد كل واحد منهما أن يفوته ، كأن بعضهم يشح على بعض فيه.(61) في المطبوعة; "رموا بها" ، والصواب بالفاء ، من المخطوطة.(62) في المطبوعة; " رتب قدح زكريا" ، ورتب الشيء; ثبت ، فهو قريب المعنى. بيد أن المخطوطة جاء فيها"ارتز" ، والراء مشبوكة بأسفل التاء ، فلذلك لم يستطع الناشر الأول أن يحسن قراءتها. و"رز الشيء في الحائط أو في الأرض يرزه رزًا ، فارتز فيه"; أثبته فثبت ، مثل رز السكين في الحائط ، فهو يرتز فيه.(63) في المطبوعة; "فجعل الله ذلك لزكريا أنه أحق المتنازعين فيها" لم يحسن قراءة المخطوطة فحذف ما أثبت. في المخطوطة"فجعل الله ذلك لزكريا علمًا أنه..." ، وكان النساخ قد كتب"آية" ، ثم أعاد على اللفظة نفسها بالقلم ، ليجعل"آية""وعلمًا" ، فاضطرب الخط ، فلم يحسن الناشر قراءتها ، فأسقطها ، فاختل جانب الكلام. وكان في المخطوطة"المتنازعين فيها ها" فلم يحسن قراءة"ها" الأخيرة ، لأن نبرة الباء قد أكلها الناسخ فظلمها ظلمًا شديدًا ، فظن الناشر أنها حرف لا معنى له ، فقذف به. فاختل جانب آخر من الكلام ، فصارت الجملة عرجاء تزك زكا.(64) في المطبوعة; "بل صعد قدح زكريا" ، وفي المخطوطة"صاعد" ، أسقط الناسخ الألف قبل الصاد ، فأسقط الناشر الألف بعد الصاد!! يقال; "صعد" ، و"اصعد" (بتشديد الصاد والعين مفتوحتين) و"اصاعد" (بتشديد الصاد المفتوحة); ارتفع.(65) في المطبوعة; "على ضعف اختيار المحتج بها" ، وهي فاسدة ضعيفة المعنى ، والصواب من المخطوطة. والاحتيال; طلب الحيلة والمخرج.(66) الإجراء; الصرف. يعني; لا يصرف ، لأنه ممنوع من الصرف ، كما يقول النحاة.(67) الواقع عليه; المتعدي إليه. وقد سلف أن"الوقوع" هو"التعدي" ، فاطلبه في فهرس المصطلحات.(68) انظر مقالة الفراء في"زكريا" في معاني القرآن 1; 208.(69) غاب عني قائله ، وإن كنت أذكر الشعر.(70) "الهوام" ، هي الهوامي ، جمع هامية. وهوامي الإبل; ضوالها المهملة بلا راع. والهوامي الضوال ، وفي حديث عثمان أنه ولي أبا غاضرة الهوافي ، أي الإبل الضوال. وانظر طبقات فحول الشعراء; 490.(71) في المطبوعة; "يراد أنه" ، والصواب من المخطوطة.(72) "الهوام" ، وهي الهوامي ، جمع هامية. وهوامي الإبل; ضوالها المهملة بلا راع. والهوامي الضوال ، وفي حديث عثمان أنه ولي أبا غاضرة الهوافي ، أي الإبل الضوال. وانظر طبقات فحول الشعراء; 490.(73) في المطبوعة والمخطوطة; "إلا قلم زكريا صاعدًا" ، وهو لا معنى له ، وانظر ما سلف ص 346 تعليق; 4. وقوله; "الجرية" (بكسر الجيم وسكون الراء) ، وهي حالة الجريان ، والذي يسميه كتابنا اليوم; "التيار".(74) هكذا في المطبوعة والمخطوطة; "فاستقبلت" ، ولست أرتضيها ، وكأنها"واستعلت" ، من قولهم; "علاه وتعلاه واستعلاه" ، إذا قهره وغلبه. وفي اللسان مادة (جرى) ما نصه; "ومنه; وعال قلم زكريا الجرية ، وجرت الأقلام مع جرية الماء" ، وكأن هذا اللفظ"وعالى" ، وكلتاهما صواب بمعنى; قهر وغلب ، وأعجز الماء أن يحمله. وأما قوله; "فقرعهم" ، فقد سلف تفسيرها ص; 345 ، تعليق; 1.(75) في المطبوعة ، وسنن البيهقي 10; 286 هكذا"يجربونه" ، وهي في المخطوطة غير منقوطة ، وأخشى أن يكون هذا خطأ ، فإني رأيت السيوطي في الدر المنثور 2; 20 ، خرج هذا الأثر ، ونسبه للبيهقي في السنن ، وفيه; "إذا جاءوا إليهم بإنسان محرر ، اقترعوا عليه..." ، فكأن صواب هذا الحرف"يحررونه" اتصلت الراء بالواو فقرأوها"يجربونه". وهذا الأثر الذي رواه السدي ، هو في سنن البيهقي ، بإسناد السدي في التفسير ، الذي مضى الكلام فيه في رقم; 168 ، وهو الإسناد الدائر في التفسير. ثم حذف الطبري ما بعد السدي ، لما طال الكتاب.(76) في سنن البيهقي ، والدر المنثور; "وكانت أخت مريم تحته" ، وهو خطأ لا شك فيه ، فإن المقطوع به في التاريخ أن زكريا وعمران أبا مريم ، كانا متزوجين بأختين ، إحداهما عند زكريا ، وهي أم يحيى. والأخرى عند عمران ، وهي أم مريم ، فمات عمران وأم مريم حامل بمريم. انظر تاريخ الطبري 2; 13.(77) في المطبوعة; "تحتي خالتها" ، والصواب ما في الطبري والدر المنثور وسنن البيهقي ، وكأن الناشر ظن أنه أراد"أخت مريم" ، فغيرها ، وإنما أراد زكريا بمقالته ، أخت أم مريم ، التي جاءت تحملها.(78) القرنة (بضم فسكون); الطرف الشاخص من كل شيء. يقال; لحد السيف والسنان والسهم وغيرها"قرنة" ، وهو طرفه وذبابه.(79) الأثر; 6904- سنن البيهقي 10; 286 ، والدر المنثور 2; 20.(80) ساهم القوم فسهمهم ، وقارعهم فقرعهم; فاز سهمه ، وكانت له القرعة أو السهم دون أصحابه.(81) هكذا في المطبوعة والمخطوطة; "زوج أختها" ، وظاهر أن كلام قتادة مختصر ، كان في ذكر"أم مريم" ، وأن قوله; " زوج أختها" ، أي زوج أخت مريم ، وقد أسلفت صحة ذلك وبيانه في ص 350 تعليق; 1. وانظر سائر الآثار التي ستأتي بعد.(82) في المطبوعة; "وصاحب قربانهم" ، وفي المخطوطة"وصاحب" وما بعدها بياض ، واستظهر الناشر زيادتها هكذا ، وأستظهر أن زيادتها كذلك ، على أنها من تمام قولهم; "هذه ابنة إمامنا معطوفًا عليه ، وما بينهما جملة معترضة للبيان من راوي الخبر.(83) الأثر; 6910- سيرة ابن هشام 2; 229 ، وهو بقية الآثار التي آخرها رقم 6877.(84) في المطبوعة; "إيشاع" ، والصواب من المخطوطة وتاريخ الطبري 2; 13 ، وهو في كتاب القوم"أليصابات" ، ومعناها كما في قاموسهم كتابهم"الله حلفها ، أي عائدة الله" ، وكأنه هو الاسم العبري القديم"أليشابع" ، ومعناه أيضًا"الله حلفها" ، وهو اسم امرأة هارون.(85) في المطبوعة; "أشيع" بالياء ، والصواب بالباء. وهي في المخطوطة غير منقوطة.(86) الأثر; 6915-"وهب بن سليمان الجندي اليماني" ، روى عن شعيب الجبأي ، روى عنه ابن جريج. مترجم في الكبير 4 / 2 / 169 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 27. و"شعيب الجبأي ، الجندي البجلي" ، منسوب إلى"جبأ" وهو جبل. قال ابن أبي حاتم هو; "شعيب بن الأسود". قال; يروى عن الكتب. روى عنه سلمة بن وهرام ، ووهب بن سليمان. مترجم في الكبير 2 / 2 / 219 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 353. وكان في المطبوعة; "شعيب الحياني" خطأ ، لم يحسن قراءة المخطوطة.(87) السهم الفالج; الفاتر.(88) المكتل والمكتلة (بكسر الميم); الزبيل الكبير يحمل فيه التمر أو العنب ، كأن فيه كتلا منه ، أي قطعًا مجتمعة.(89) الأثر; 6920-"أبو إسحاق الكوفي" ، هو; عبد الله بن ميسرة ، روى عن الشعبي وأبي حريز وجماعة ، روى عنه هشيم ، وكناه أبا إسحاق ، وأبا عبد الجليل. وهو ضعيف الحديث. وقال ابن حبان; لا يحل الاحتجاج بخبره. مترجم في التهذيب ، والكنى للبخاري.(90) الأثر; 6931-"موسى بن عبد الرحمن" ، هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة ، وهو غريب جدًا ، ولم أعرف من هو"موسى بن عبد الرحمن" ، ولكن إسناد الطبري إلى السدي ، منذ بدأ التفسير ، فيه"حدثنا موسى بن هارون الهمداني" ، وهو إسناد دائر فيه دورانًا ، إلا هذا الموضع ، وأكاد أجزم بأنه خطأ من الناسخ ، وأنه"موسى بن هارون" ، ونسي الناسخ فكتب مكان"هارون" ، "عبد الرحمن". وانظر الكلام عن إسناده هذا في رقم; 168.(91) الأثر; 6931-"موسى بن عبد الرحمن" ، هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة ، وهو غريب جدًا ، ولم أعرف من هو"موسى بن عبد الرحمن" ، ولكن إسناد الطبري إلى السدي ، منذ بدأ التفسير ، فيه"حدثنا موسى بن هارون الهمداني" وهو إسناد دائر فيه دورانًا ، إلا هذا الموضع ، وأكاد أجزم بأنه خطأ من الناسخ ، وأنه"موسى بن هارون" ، ونسي الناسخ فكتب مكان"هارون" ، "عبد الرحمن". وانظر الكلام عن إسناده هذا في رقم; 168.(92) في المخطوطة; "لقد جهدنا من هذه السنة ما أصابكم" وبينهما بياض ، والذي في المطبوعة صواب جيد.(93) ديوانه في شعراء الجاهلية; 455 ، وسيأتي في التفسير 22; 48 (بولاق) ، يصف نساء ، يقول; هن كتماثيل العاج في محاريب المعابد. والبيض; يعني بيض النعام. والروض جمع روضة; وهي البستان الحسن ، في أرض سهلة ذات رواب يستنقع فيها الماء. وأصغر الرياض مئة ذراع. وقد استعمل عدي"الروض" على الإفراد فقال; "زهره مستنير" ، كأنه عده مفردًا مذكرًا ، كأنه حمله على وزن مثله من المفرد ، مثل ثور ونور ، وأشباهها فذكره للفظه ، وإن كنت أستجيز أن يكون"الروض" مفردًا غير جمع ، ولم أجد ذلك في كتب اللغة ، ولكن البيت شاهد عليه ، وإن كانوا يستركون عدي بن زيد.وقوله; "مستنير" من"النور" ، وهو زهر الشجر والنبات. يقال; "نورت الشجرة وأنارت" ، إذا أطلعت زهرها وحسن منظرها. ولم يذكر أهل اللغة"استنارت الشجرة" ، ولكن بيت عدي شاهد جيد ، وهو من عتيق العربية.يصف عديًا عذارى مشرقات في ثياب الوشى ، فشبههن ببيض النعام في أرض قد أصابها الغيث فاستنارت أزهارها من كل لون ، فزادها بهاء ، وزادته حسنًا.وهذا البيت في المخطوطة; "وهو مشتق / مستنير" و"مستنير" مكتوبة في هامش الصفحة ، ولم أدر كيف كان ، والذي في المطبوعة هي الرواية المعروفة ، وأخشى أن يكون الناسخ كتب; "وهو مشتق" ثم عاد فقرأ"مشتق""مستنير" فكتبها في الهامش ، فيكون الخطأ في كتابته"وهو" ، التي هي; "زهره".(94) لم ينص على ذلك أصحاب اللغة ، ولكنه قياس يرتضى. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1; 91.(95) انظر تفسير"أنى" فيما سلف 4; 398-416 / ثم 5; 312 ، 447.(96) في المطبوعة; "من يخشى النقصان من ملكه بخروج ما خرج من عنده. . ." ، وفي المخطوطة; "من يخشى النقصان من ملكه ، ودخول بخروج ما خرج من عنده..." ، وبين الكلامين بياض ، فلما لم يجد الناشر ما يكتبه مكانها ، حذف"ودخول" ووصل الكلامين. وزدت أنا"النفاد عليه" مكان البياض استظهارًا من سياق الكلام ، ومن تفسير هذه الجملة في مواضع أخرى سأذكرها فيما يلي.(97) انظر تفسير; "يرزق من يشاء بغير حساب" فيما سلف 4; 274 / ثم 6; 311.
{ فتقبلها ربها بقبول حسن } أي: جعلها نذيرة مقبولة، وأجارها وذريتها من الشيطان { وأنبتها نباتًا حسنًا } أي: نبتت نباتا حسنا في بدنها وخلقها وأخلاقها، لأن الله تعالى قيض لها زكريا عليه السلام { وكفلها } إياه، وهذا من رفقه بها ليربيها على أكمل الأحوال، فنشأت في عبادة ربها وفاقت النساء، وانقطعت لعبادة ربها، ولزمت محرابها أي: مصلاها فكان { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا } أي: من غير كسب ولا تعب، بل رزق ساقه الله إليها، وكرامة أكرمها الله بها، فيقول لها زكريا { أنى لك هذا قالت هو من عند الله } فضلا وإحسانا { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } أي: من غير حسبان من العبد ولا كسب، قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب } وفي هذه الآية دليل على إثبات كرامات الأولياء الخارقة للعادة كما قد تواترت الأخبار بذلك، خلافا لمن نفى ذلك، فلما رأى زكريا عليه السلام ما من الله به على مريم، وما أكرمها به من رزقه الهنيء الذي أتاها بغير سعي منها ولا كسب، طمعت نفسه بالولد
(الفاء) استئنافيّة
(تقبّل) فعل ماض و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به،
(ربّ) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه
(الباء) حرف جرّ زائد ،
(قبول) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق
(حسن) نعت لقبول مجرور مثله لفظا
(الواو) عاطفة
(أنبتها) مثل تقبّلها
(نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق
(حسنا) نعت لـ (نباتا) منصوب مثله
(الواو) عاطفة
(كفّلها) مثل تقبّلها
(زكريّا) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف
(كلّما) ظرف شرطيّ متعلّق بالجواب وجد .. وما حرف مصدريّ
(دخل) فعل ماض
(على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (دخل) ،
(زكريّا) فاعل ومرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(المحراب) مفعول به على التوسّع ،
(وجد) مثل دخلـ (عند) ظرف مكان متعلّق بـ (وجد) ، و (ها) مضاف إليه
(رزقا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (ما دخل) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت دخول.
(قال) مثل دخلـ (يا) أداة نداء
(مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر
(قالت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (يرزق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مثل يرزق
(بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ،
(حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «تقبّلها ربّها» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنبتها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفّلها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.وجملة: «دخل عليها» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «وجد» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا مريم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنّى لك هذا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو من عند الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «يرزق من يشاء» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .