فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثٰى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثٰى ۖ وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّىٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطٰنِ الرَّجِيمِ
فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ اِنِّىۡ وَضَعۡتُهَاۤ اُنۡثٰىؕ وَاللّٰهُ اَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡؕ وَ لَيۡسَ الذَّكَرُ كَالۡاُنۡثٰىۚ وَاِنِّىۡ سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَاِنِّىۡۤ اُعِيۡذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيۡطٰنِ الرَّجِيۡمِ
تفسير ميسر:
فلما تمَّ حملها ووضعت مولودها قالت; ربِّ إني وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" -والله أعلم بما وضَعَتْ، وسوف يجعل الله لها شأنًا- وقالت; وليس الذكر الذي أردت للخدمة كالأنثى في ذلك؛ لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها، وإني سمَّيتها مريم، وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك.
" فلما وضعتها قالت; رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت" قرئ برفع التاء على أنها تاء المتكلم وأن ذلك من تمام قولها وقرئ بتسكين التاء على أنه من قول الله عز وجل "وليس الذكر كالأنثى" أي في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى "وإني سميتها مريم" فيه دليل على جواز التسمية يوم الولادة كما هو الظاهر من السياق لأنه شرع من قبلنا وقد حكى مقررا وبذلك ثبتت السنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال "ولد لي الليلة ولد سميته باسم أبي إبراهيم" أخرجاه وكذلك ثبت فيهما أن أنس بن مالك ذهب بأخيه حين ولدته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه فحنكه وسماه عبدالله. وفي صحيح البخاري; أن رجلا قال; يا رسول الله ولد لي الليلة ولد فما أسميه؟ قال "سم ابنك عبدالرحمن" وثبت في الصحيح أيضا; أنه لما جاء أبو أسيد بابنه ليحنكه فذهل عنه فأمر به أبوه فرد إلى منزلهم فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس سماه المنذر فأما حديث قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل غلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه" فقد رواه أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي وروى ويدمى وهو أثبت وأحفظ والله أعلم. وكذا ما رواه الزبير بن بكار في كتاب النسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن ولده إبراهيم وسماه إبراهيم فإسناده لا يثبت وهو مخالف لما في الصحيح ولو صح لحمل على أنه اشتهر اسمه بذلك يومئذ والله أعلم وقوله إخبارا عن أم مريم أنها قالت "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" أي عوذتها بالله عز وجل من شر الشيطان وعوذت ذريتها وهو ولدها عيسى عليه السلام فاستجاب الله لها ذلك كما قال عبدالرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى "ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" أخرجاه من حديث عبدالرزاق ورواه ابن جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية عن الزبيدي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وروي من حديث قيس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى ابن مريم ومريم" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" ومن حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة ورواه ابن وهب أيضا عن ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة ورواه محمد بن إسحق عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصل الحديث وهكذا رواه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج قال; قال أبو هريرة قال رسول الله صلى "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه إلا عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن بالحجاب".
قوله تعالى ; فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى قال ابن عباس ; إنما قالت هذا لأنه لم يكن يقبل في النذر إلا الذكور ، فقبل الله مريم . و أنثى حال ، وإن شئت بدل . فقيل ; إنها ربتها حتى ترعرعت وحينئذ أرسلتها ; رواه أشهب عن مالك ; وقيل ; لفتها في خرقتها وأرسلت بها إلى المسجد ، فوفت بنذرها وتبرأت منها . ولعل الحجاب لم يكن عندهم كما كان في صدر الإسلام ; ففي البخاري ومسلم أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فماتت . الحديث .قوله تعالى ; والله أعلم بما وضعت هو على قراءة من قرأ " وضعت " بضم التاء من جملة كلامها ; فالكلام متصل . وهي قراءة أبي بكر وابن عامر ، وفيها معنى التسليم لله والخضوع والتنزيه له أن يخفى عليه شيء ، ولم تقله على طريق الإخبار لأن علم الله في كل شيء قد تقرر في نفس المؤمن ، وإنما قالته على طريق التعظيم والتنزيه لله تعالى . وعلى قراءة الجمهور هو من كلام الله عز وجل قدم ، وتقديره أن يكون مؤخرا بعد وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم والله أعلم بما وضعت ; قال المهدوي . وقال مكي ; هو إعلام من الله تعالى لنا على طريق التثبيت فقال ; والله أعلم بما وضعت أم مريم قالته أو لم تقله . ويقوي ذلك أنه لو كان من كلام أم مريم لكان وجه الكلام ; وأنت أعلم بما [ ص; 64 ] وضعت ; لأنها نادته في أول الكلام في قولها ; رب إني وضعتها أنثى . وروي عن ابن عباس ( بما وضعت ) بكسر التاء ، أي قيل لها هذا .قوله تعالى ; وليس الذكر كالأنثى استدل به بعض الشافعية على أن المطاوعة في نهار رمضان لزوجها على الوطء لا تساويه في وجوب الكفارة عليها ، ابن العربي ، وهذه منه غفلة ، فإن هذا خبر عن شرع من قبلنا وهم لا يقولون به ، وهذه الصالحة إنما قصدت بكلامها ما تشهد له به بينة حالها ومقطع كلامها ، فإنها نذرت خدمة المسجد في ولدها ، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها . ولم ينصرف ( مريم ) لأنه مؤنث معرفة ، وهو أيضا أعجمي ; قاله النحاس . والله تعالى أعلم .قوله تعالى ; وإني سميتها مريم يعني خادم الرب في لغتهم . وإني أعيذها بك يعني مريم . وذريتها يعني عيسى . وهذا يدل على أن الذرية قد تقع على الولد خاصة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة ; اقرءوا إن شئتم ; وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم . قال علماؤنا ; فأفاد هذا الحديث أن الله تعالى استجاب دعاء أم مريم ، فإن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها . قال قتادة ; كل مولود يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى وأمه جعل بينهما حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ لهما منه شيء ، قال علماؤنا ; وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما ، ولا يلزم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال الممسوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد ; فكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك فعصمهم الله مما يرومه الشيطان ، كما قال تعالى ; إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين ; كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمريم وابنها وإن عصما من نخسه فلم يعصما من ملازمته لهما ومقارنته ، والله أعلم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه ; فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَقال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " فلما وضعتها "، فلما وضعت حَنَّة النذيرةَ، ولذلك أنث. ولو كانت " الهاء " عائدة على " ما " التي في قوله; إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ، لكان الكلام; " فلما وضعته قالتْ رب إني وضعته أنثى ".* * *ومعنى قوله; (وضعتها)"، ولدتها. يقال منه; " وضعت المرأة تَضَع وضْعًا ".* * *&; 6-334 &;=" قالت ربّ إني وضعتها أنثى "، أي; ولدت النذيرة أنثى =" والله أعلم بما وضعت ".* * *واختلف القرأة في قراءة ذلك.فقرأته عامة القرأة; ( وَضَعَتْ )، خبرًا من الله عز وجل عن نفسه; أنه العالم بما وضعت، من غير قيلها; " ربّ إني وضعتها أنثى ".* * *وقرأ ذلك بعض المتقدّمين; ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعْتُ ) على وجه الخبر بذلك عن أم مريم أنها هي القائلة; " والله أعلم بما ولدتُ مني".* * *قال أبو جعفر; وأولى القراءتين بالصواب ما نقلته الحجة مستفيضة فيها قراءته بينها، لا يتدافعون صحتها. وذلك قراءة من قرأ " والله أعلم بما وضعتْ"، ولا يعترض بالشاذّ عنها عليها.* * *فتأويل الكلام إذًا; والله أعلم من كل خلقه بما وضعت = ثم رجع جل ذكره إلى الخبر عن قولها، وأنها قالت - اعتذارًا إلى ربها مما كانت نذرتْ في حملها فحررته لخدمة ربها -; " وليس الذكر كالأنثى "، لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها، وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدْس والقيام بخدمة الكنيسة، لما يعتريها من الحيض والنفاس =" وإني سميتها مريم "، كما;-6877 - حدثني ابن حميد قال، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير; " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى "، أي; لما جعلتها محرّرًا له نذيرة. (37)6878 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق; &; 6-335 &; " وليس الذكر كالأنثى "، لأن الذكر هو أقوى على ذلك من الأنثى.6879 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " وليس الذكر كالأنثى "، كانت المرأة لا يستطاع أن يصنع بها ذلك = (38) يعني أن تحرر للكنيسة، فتجعل فيها، تقوم عليها وتكنسها فلا تبرحها = مما يصيبها من الحيض والأذى، فعند ذلك قالت; (39) " ليس الذكر كالأنثى ".6880 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة; " قالت رب إني وضعتها أنثى "، وإنما كانوا يحرّرون الغلمان - قال; " وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم ".6881 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال; كانت امرأة عمران حرّرت لله ما في بطنها، وكانت على رَجاء أن يهبَ لها غلامًا، لأن المرأة لا تستطيع ذلك = يعني القيامَ على الكنيسة لا تَبرحها، وتكنُسها = لما يصيبها من الأذى.6882 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي; أن امرأة عمران ظنتّ أن ما في بطنها غلامٌ، فوهبته لله. فلما وضعت إذا هي جارية، فقالت تعتذر إلى الله; " رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى "، تقول; إنما يحرّر الغلمان. يقول الله; " والله أعلم بما وضعت "، فقالت; " إني سَمّيتها مريم ".&; 6-336 &;6883 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة; أنه أخبره عن عكرمة = وأبي بكر، عن عكرمة; " فلما وضعتها قالت رَبّ إني وضعتها أنثى " =" وليس الذكر كالأنثى "، يعني; في المحيض، ولا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال = أمها تقول ذلك.* * *القول في تأويل قوله جل ثناؤه ; وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)قال أبو جعفر; تعني بقولها; " وإني أعيذُها بك وذُريتها "، وإني أجعل مَعاذها ومَعاذ ذرّيتها من الشيطان الرجيم، بك.* * *وأصل " المعاذ "، الموئل والملجأ والمعقل. (40)* * *= فاستجاب الله لها، فأعاذها الله وذرّيتها من الشيطان الرجيم، فلم يجعل له عليها سبيلا.* * *6884 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نَفْس مولود يُولد إلا والشيطان ينال منه تلك الطعنة، ولها يَستهلّ الصبي، إلا ما كان من مريم ابنة عمران، فإنها لما وضعتها قالت; " رب إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم "، فضُرب دُونها حجاب، فطعَن فيه. (41)&; 6-337 &;6885 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; كل مولود من ولد آدم له طَعنةٌ من الشيطان، وبها يستهلُّ الصبي، إلا ما كان من مريم ابنة عمران وولدها، فإنّ أمها قالت حين وضعتها; " إني أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم "، فضرب دونهما حجاب، فطَعَن في الحجاب.6886 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحوه.6887 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا هارون بن المغيرة، عن عمرو، عن شعيب بن خالد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال; سمعت أبا هريرة يقول; سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول; ما من بني آدم مولودٌ يولد إلا قد مسَّه الشيطان حين يولد، فيستهلّ صارخًا بمسِّه إياه، غير مريم وابنها. قال أبو هريرة; اقرءوا إن شئتم; " إني أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم ". (42)&; 6-338 &;6888 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، قال، أخبرني ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المشمعِلّ، عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; كل مولود يولد من بني آدم يمسُّه الشيطان بإصبعه، إلا مريم وابنها. (43)6889 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال، حدثني عمي عبد الله بن وهب قال، أخبرني عمرو بن الحارث; أن أبا يونس سُليماً مولى أبي هريرة حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال; كل بني آدم يمسُّه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها. (44)6890 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني عمران، أن &; 6-339 &; أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله. (45)6891 - حدثني الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; ما من مولود يولد إلا يمسُّه الشيطان، فيستهل صارخًا من مسَّةِ الشيطان، إلا مريم وابنها. ثم يقول أبو هريرة; اقرءوا إن شئتم; " وإني أعيذُها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم ". (46)6892 - حدثني المثنى قال، حدثني الحماني قال، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; ما من مولود يولد إلا وقد عَصَره الشيطان عَصرةً أو عصرتين، إلا عيسى ابن مريم ومريم. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم; " إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ". (47)&; 6-340 &;6893 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال; ما ولد مولود إلا وقد استهلّ، غير المسيح ابن مريم، لم يسلَّط عليه الشيطان ولم يَنْهَزْه. (48)&; 6-341 &;6894 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا المنذر بن النعمان الأفطس; أنه سمع وهب بن منبه يقول; لما وُلد عيسى أتت الشياطينُ إبليس، فقالوا; أصبحت الأصنام قد نكست رءوسها! فقال; هذا في حادث حدث! وقال; مكانَكم! (49) فطارَ حتى جاء خَافقي الأرض، فلم يجد شيئًا، (50) ثم جاء البحار فلم يجد شيئًا، ثم طار أيضًا فوجد عيسى قد ولد عند مِذْوَد حمار، (51) وإذا الملائكة قد حفَّت حوله، فرجع إليهم فقال; إن نبيًّا قد ولد البارحة، ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا بحضرتها، إلا هذه! فَأيِسوا أن تُعبد الأصنام بعد هذه الليلة، (52) ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفَّة والعجَلة. (53)6895 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " وإني أعيذُها بك وذريتها من الشيطان الرجيم "، وذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول; كل بني آدم طَعَن الشيطانُ في جنبه، إلا عيسى ابن مريم وأمه، جُعل بينهما وبينه حجابٌ، فأصابت الطعنة الحجابَ، ولم ينفذ إليهما شيء = وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبان الذنوبَ كما يصيبها سائرُ بني آدم. = وذكر لنا أنّ عيسى كان يمشي على البحر كما يمشي على البر، مما أعطاه الله تعالى من اليقين والإخلاص.&; 6-342 &;6896 - حدثني المثنى قال، حدثني إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع; " وإني أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم "، قال; إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال; كل آدمي طَعن الشيطان في جنبه غير عيسى وأمه، كانا لا يُصيبان الذنوب كما يصيبُها بنو آدم. قال; وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فيما يثني على ربَه; وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن له علينا سبيلٌ. (54)6897 - حدثنا الربيع بن سليمان قال، حدثنا شعيب بن الليث قال، حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز أنه قال; قال أبو هريرة; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; كل بني آدم يَطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه، إلا عيسى ابن مريم، ذهب يطعَن فطعَن في الحجاب. (55)6898 - حدثنا الربيع قال، حدثنا شعيب قال، أخبرنا الليث، عن &; 6-343 &; جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز أنه قال; قال أبو هريرة; أرأيتَ هذه الصرخة التي يَصرُخها الصبيُّ حين تلده أمه؟ فإنها منها. (56)6899 - حدثني أحمد بن الفرج قال، حدثنا بقية بن الوليد قال، حدثنا الزُّبيديّ، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال; ما من بني آدم مولودٌ إلا يمسُّه الشيطان حين يولدُ يستهلّ صارخًا. (57)----------------------الهوامش ;(37) الأثر; 6877- سيرة ابن هشام 2; 228 ، وهو بقية الآثار التي آخرها رقم; 6859. ونص ابن هشام في المطبوعة الأوربية; "لما جعلتها محررًا له نذيرة" كنص الطبري هنا ، وفي مطبوعة الحلبي; "محررًا لك" ، وفي إحدى نسخ سيرة ابن هشام"محررة" ، وهي صواب جيد ، ولكن مطبوعة الطبري غيرت نص المخطوطة الذي أثبته ، فجعلتها; "لما جعلتها له محررة نذيرة" ، ولست أدري لم فعل ذلك!!(38) في المطبوعة; "لا تستطيع" ، وفي المخطوطة; "لا تستطاع" ، وهو الصواب ، إلا أن الناسخ أخطأ فجعلها بالتاء الفوقية.(39) هكذا في المطبوعة والمخطوطة ، وأنا أرجح أن الصواب; "فعن ذلك قالت" ، أي من أجل ذلك قالت. و"عن" هنا بمعنى التعليل ، كما في قوله تعالى; "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك". وهي عبارة مشهورة من نهج عبارات القدماء ، وهي أجود من نص المخطوطة والمطبوعة وأشبه بالعربية.(40) انظر ما سلف في تفسير"عاذ يعوذ" 1; 111 ، قال; "الاستعاذة; الاستجارة".(41) الحديث; 6884 - يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني; تابعي فقيه ثقة من الثقات ، من شيوخ مالك ، احتج به في مواضع من الموطأ. وأخرج له الجماعة.والحديث سيأتي ، عقب هذا ، بإسنادين آخرين إلى ابن إسحاق ، بهذا الإسناد ، نحوه.وأشار إليه ابن كثير في التاريخ 2; 57 ، من رواية ابن إسحاق ، دون تعيين في تخريجه.ورواه الحاكم في المستدرك 2; 594 ، من طريق إسماعيل بن جعفر ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هرير. وقال; "هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ، قارئ أهل المدينة; ثقة مأمون ، شارك مالكًا في أكثر شيوخه.ووقع في المستدرك ومختصر الذهبي; "يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبيه ، عن أبي هريرة". وزيادة"عن أبيه" في الإسناد - خطأ صرف ، لا معنى لها. وأرجح أنه خطأ من ناسخي المستدرك. فإن والد يزيد هذا - غير معروف بالرواية ، ولم يذكره أحد في رواة الحديث.ثم رواه ابن جرير بنحوه ، بأسانيد متعددة ، إلى رقم; 6899. وكلها عن أبي هريرة ، إلا; 6893 ، فإنه عن ابن عباس.(42) الحديث; 6887 -عمرو- شيخ هارون; هو عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق ، وهو ثقة ، أثنى عليه الثوري.شعيب بن خالد البجلي ، قاصي الري; ثقة ، أثنى عليه الثوري أيضًا. وقال ابن عيينة; "حفظ من الزهري ومالك شابًا".وهو هنا يروي عن"الزهري". ووقع في المطبوعة"الزبير" بدل"الزهري". وهو خطأ. صوابه من المخطوطة.والحديث رواه البخاري 6; 338 - 339 ، من طريق شعيب ، عن الزهري ، بهذا ، بنحوه. و"شعيب" - في إسناد البخاري-; هو"شعيب بن أبي حمزة الحمصي". وأما "شعيب بن خالد" فلم يرو له من أصحاب الكتب الستة غير أبي داود.وكذلك رواه مسلم 2; 224 ، من طريق شعيب بن أبي حمزة.وانظر; 6891.(43) الحديث; 6888- عجلان مولى المشمعل; تابعي ثقة.والحديث; رواه أحمد في المسند; 7866 ، عن إسماعيل بن عمر; و; 7902 ، عن يزيد بن هارون ، و ; 7902 ، عن هاشم بن القاسم (2; 288 ، 292 ، 319 حلبي) - ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب ، بهذا الإسناد.ونقله ابن كثير في التاريخ 2; 57 ، عن الرواية الأولى من روايات المسند.وذكره في التفسير 2; 130 ، من رواية ابن وهب - إشارة إلى رواية الطبري هذه.(44) الحديث; 6889 - عمرو بن الحارث بن يعقوب المصري; مضت ترجمته في; 1387.سليم - بضم السين - بن جبير ، أبو يونس مولى أبي هريرة; تابعي مصري ثقة.وقع في المطبوعة; "أن أبا يونس سليمان" ، بزيادة النون في آخر الاسم. وصوابه من المخطوطة"سليما" ، بالتنوين. بل في رواية مسلم طبعة بولاق; "أن أبا يونس سليم مولى أبي هريرة" ، فرسم بالتنوين دون ألف ، على لغة ربيعة ، في الوقوف على المنصوب بالسكون.والحديث رواه مسلم 2; 224 ، من طريق ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، بهذا الإسناد.(45) الحديث 6890 -"عمران" - في الإسناد; هكذا ثبت في المخطوطة والمطبوعة. ولا ندري من هو؟ والظاهر أنه خطأ من الناسخين ، فرجح أن صوابه"ابن عمران". فإن يكنه يكن"حرملة بن عمران التجيبي المصري". وهو ثقة ، يروي عن سليم بن جبير مولى أبي هريرة ، راوي هذا الحديث. ويروي عنه ابن وهب. وهو الصواب إن شاء الله.(46) الحديث; 6891- مضى بنحوه; 6887 ، من رواية شعيب بن خالد عن الزهري. وأشرنا هناك إلى رواية شعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وهذه رواية معمر عن الزهري.وقد رواه أحمد في المسند; 7694 ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، به. ونقله ابن كثير في التاريخ 2; 57 ، عن رواية المسند.وكذلك رواه البخاري 8; 159 ، ومسلم 2; 224 كلاهما من طريق عبد الرزاق.ورواه أحمد أيضًا; 7182 ، عن عبد الأعلى ، عن معمر ، به.وكذلك رواه مسلم 2; 224 ، من طريق عبد الأعلى.(47) الحديث; 6892 - الحماني ، بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم; هو يحيى بن عبد الحميد ابن عبد الرحمن ، أبو زكريا الحافظ. وقد اختلف فيه كثيرًا ، والراجح عندي أنه ثقة. وقد وثقه ابن معين. وقال فيه غيره كلامًا شديدًا. ولكن المنصف إذا تتبع ترجمته مع إنصاف اقتنع بتوثيقه. مترجم في التهذيب ، والكبير 4 / 2 / 291 ، والصغير; 229 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 168-170 ، وتاريخ بغداد 14; 167- 177 ، وتذكره الحفاظ 2; 10-11.قيس; هو ابن الربيع الأسدي ، وهو ثقة ، كما رجحنا في; 4842.والحديث - من هذا الوجه - ذكره ابن كثير في التفسير 2; 130 ، والتاريخ 2; 57 - تعليقًا عن قيس ، دون أن يبين مخرجه.ولكن سياق كلامه في التفسير يدل على أنه يشير إلى روايته عند الطبري ، يعني هذا الإسناد.فإنه ذكر في التفسير رواية الطبري الآتية; 6899 ، ثم قال; "وروي من حديث قيس ، عن الأعمش. . ." - إلخ. فهذا الفعل"روى" ، ينبغي أن يقرأ مبنيًا للفاعل ، فيكون معناه أن ابن جرير"روى من حديث قيس". ولا نرى أن يقرأ بالبناء لما لم يسم فاعله. لأن علماء الحديث وأئمته ، أمثال ابن كثير - لا يستعملون صيغة التمريض هذه ، بالبناء للمجهول ، إلا في الأحاديث الواهية الإسناد. ولا يذكر الأحاديث الجياد بصيغة التمريض إلا جاهل أو غافل.ثم ذكر ابن كثير - بعد حديث قيس هذا ، عطفًا عليه - ما نصه; "ومن حديث العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة".فهذه إشارة منه إلى إسناد آخر. أرجح أنه رواه أيضًا الطبري ، بعد حديث قيس. ولعله سقط سهوًا من الناسخين.فرأيت - تمامًا للسياق- أن أذكره هنا من رواية أحمد ، واحتياطًا أيضًا;فقال الإمام أحمد في المسند; 8801 (ج 2 ص 368 حلبي); "حدثنا هُشيم ، قال; حدثنا حفص بن ميسرة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال; كل إنسانٍ تَلِدُه أُمُّه يَلْكُزُه الشَّيطانُ بِحِضْنَيْه ، إِلاّ ما كان مِن مريمَ وابنها ، أَلَمْ تَرَوْا إِلى الصَّبِيّ حين يَسْقُطُ ، كيفَ يَصْرُخُ؟ قالوا; بلى يا رسول الله! قال; فَذَاكَ حين يَلْكُزُه الشيطان بِحِضْنَيْه".وهذا إسناد صحيح ، على شرط مسلم.ورواية قيس بن الربيع ذكرها السيوطي 2; 19 ، ولم ينسبها لغير الطبري.وقوله; "عصره الشيطان. . ." - عصر العنب وغيره عصرًا; ضغطه ليستخرج ما فيه. وهو هنا مجاز ، أي; شديده عليه وضغطه.(48) الحديث; 6893- هذا إسناد صحيح.ولم أجد هذا الحديث من غير رواية الطبري ، وكذلك ذكره السيوطي 2; 19 ، ولم ينسبه لغيره.وقوله"ولم ينهزه" - من"التهز" ، وهو الدفع."تهزه ينهزه نهزًا"; دفعه ، مثل"نكزه" ، و"وكزه".(49) في المطبوعة; "فقال" ، والصواب من المخطوطة.(50) الخافقان; أفق المشرق وأفق المغرب ، محيطان بجانبي الأرض.(51) المذود (بكسر الميم وسكون الذال); معلف الدابة.(52) أيس الرجل يأيس يأسًا ، لغة في يئس. والأمر منه هنا على هذه اللغة.(53) الأثر; 6894 - في المخطوطة"أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر المنذر بن النعمان" ، أو كأنها تقرأ"معتمر" ثم ضرب على"معمر". والمنذر بن النعمان الأفطس اليماني ، روى عن وهب بن منبه. ثقة. روى عنه عبد الرزاق ، وروى عنه معتمر بن سليمان ، فأخشى أن يكون كان أصل الطبري"حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ومعتمر قال; أخبر المنذر بن النعمان الأفطس". والمنذر مترجم في الكبير 4 / 1 / 359 ، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 242 ، وتعجيل المنفعة; 410.(54) الأثران; 6895 ، 6896 - هذان خبران مرسلان كما هو ظاهر.(55) الحديث; 6897- جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري; ثقة من شيوخ الليث بن سعد. أخرج له الجماعة.عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني; تابعي ثقة مشهور ، من شيوخ الزهري وأبي الزناد. كان الناس يقرأون عليه حديثه عن أبي هريرة. انظر المسند; 7276 ، وابن سعد 5; 209 ، وهذا يرد على من يزعم أن الأحاديث لم تكتب إلا في عصر مالك. وهذا عبد الرحمن شيخ شيوخ مالك ، ومات سنة 117.والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 2; 130 ، من رواية الليث بن سعد ، بهذا الإسناد. ولم يذكر من خرجه ، فهو إشارة منه إلى رواية الطبري هذه.وقد رواه أحمد في المسند; 10783 (ج 2 ص 523 حلبي) ، عن عبد الملك بن عمرو ، عن المغيرة - وهو ابن عبد الرحمن الحزامي - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، مرفوعًا ، بنحوه.ونقله ابن كثير في التاريخ 2; 57 ، عن رواية المسند. وقال; "وهذا على شرط الصحيحين. ولم يخرجوه من هذا الوجه".ووقع في ابن كثير"المغيرة ، وهو ابن عبد الله الحزامي" ، وهو خطأ مطبعي.ولسنا نوافق ابن كثير على دعواه أنهم"لم يخرجوه من هذا الوجه" - فإن البخاري رواه 6; 242 ، عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، مرفوعًا ، بنحو روايتي المسند والطبري.فهذا من هذا الوجه; يجتمع مع إسناد المسند في"أبي الزناد" ، ومع إسناد الطبري في"الأعرج".(56) الحديث; 6898- وهذا حديث صحيح ، بالإسناد السابق نفسه. وظاهره أنه موقوف ، من كلام أبي هريرة. وعن ذلك - فيما أرى - فصله الطبري عن المرفوع الذي قبله.ومعناه ثابت صحيح ، من حديث أبي هريرة مرفوعًا;فرواه مسلم 2; 224 ، من رواية سهيل - وهو ابن أبي صالح - عن أبيه ، عن أبي هرير ، قال; "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; صياح المولود حين يقع ، نزغة من الشيطان".ثم معناه ثابت مرفوعًا ، ضمن بعض الأحاديث الصحاح السابقة.(57) الحديث; 6899 - بقية بن الوليد الحمصي; ثقة. تكلموا فيه من أجل تدليسه ، فإذا صرح بالسماع - كما هنا - كانت روايته صحيحة.الزبيدي - بضم الزاي; هو محمد بن الوليد بن عامر الحمصي. وهو ثقة ، روى له الشيخان.والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 2; 57 ، عن الموضع ، دون أن يسوق لفظه. ووقع فيه تسمية الزبيدي"عبد الله بن الزبيدي"! وهو تحريف من ناسخ أو طابع. ولا يوجد راو بهذا الاسم.وهذه الرواية ، هي من رواية الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وقد مضى الحديث بنحوه; 6887 ، 6891 ، من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. ولا تعل إحدى الروايتين بالأخرى. فالزهري له إذن في هذا الحديث شيخان.وقد أشار الحافظ في الفتح 6; 338 إلى هذه الرواية ، عند رواية الزهري عن ابن المسيب ، فقال; "كذا قال أكثر أصحاب الزهري. وقال الزبيدي; عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة. أخرجه الطبري".ووقع في الفتح"السدي" بدل"الزبيدي". وهو تحريف من الناسخين.
{ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى } كأنها تشوفت أن يكون ذكرا ليكون أقدر على الخدمة وأعظم موقعا، ففي كلامها [نوع] عذر من ربها، فقال الله: { والله أعلم بما وضعت } أي: لا يحتاج إلى إعلامها، بل علمه متعلق بها قبل أن تعلم أمها ما هي { وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم } فيه دلالة على تفضيل الذكر على الأنثى، وعلى التسمية وقت الولادة، وعلى أن للأم تسمية الولد إذا لم يكره الأب { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } دعت لها ولذريتها أن يعيذهم الله من الشيطان الرجيم.
(الفاء) استئنافيّة
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ (قالت) ،
(وضعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث
(ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي
(قالت) مثل وضعت
(ربّ إنّى وضعت) مثل ربّ إنّي نذرت في الآية السابقة و (ها) ضمير مفعول به
(أنثى) حال منصوبة من ضمير الغائبة
(الواو) اعتراضيّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(أعلم) خبر مرفوع
(الباء) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أعلم) ،
(وضعت) مثل الأولـ (الواو) عاطفة
(ليس) فعل ماض ناقص جامد
(الذكر) اسم ليس مرفوع
(كالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس
(الواو) عاطفة إنّي سميت) مثل في نذرت و (ها) ضمير مفعول به
(مريم) مفعول به ثان منصوب وامتنع لتنوين للعلميّة والتأنيث
(الواو) عاطفة
(إني أعيذ) مثل إنّي نذرت،
(ها) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(ذرّيّة) معطوف على ضمير النصب في عيذها و (ها) ضمير مضاف إليه
(من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أعيذ
(الرجيم) نعت للشيطان مجرور مثله.
جملة: «وضعتها» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي وضعتها..» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «وضعتها أنثى» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الله أعلم» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «وضعت لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «ليس الذكر كالأنثى» لا محلّ لها معطوفة على.
النداء» .
وجملة: «إنّي سمّيتها..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء .
وجملة: «سمّيتها مريم» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّي أعيذها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «أعيذها» في محلّ رفع خبر إنّ.