إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلٰمُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِـَٔايٰتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
اِنَّ الدِّيۡنَ عِنۡدَ اللّٰهِ الۡاِسۡلَامُ ۗ وَمَا اخۡتَلَفَ الَّذِيۡنَ اُوۡتُوا الۡكِتٰبَ اِلَّا مِنۡۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ الۡعِلۡمُ بَغۡيًا ۢ بَيۡنَهُمۡؕ وَمَنۡ يَّكۡفُرۡ بِاٰيٰتِ اللّٰهِ فَاِنَّ اللّٰهَ سَرِيۡعُ الۡحِسَابِ
تفسير ميسر:
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله، ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية، واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته، فإن الله سريع الحساب، وسيجزيهم بما كانوا يعملون.
وقوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام" إخبارا منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" الآية. وقال في هذه الآية مخبرا بانحصار الدين المتقبل منه عنده في الإسلام "إن الدين عند الله الإسلام" وذكر ابن جرير; أن ابن عباس قرأ "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام" بكسر إنه وفتح أن الدين عند الله الإسلام أي شهد هو والملائكة وأولو العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام والجمهور قرءوها بالكسر على الخبر وكلا المعنيين صحيح ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول إنما اختلفوا بعدما قامت عليهم الحجة بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم فقال "وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم" أي بغى بعضهم على بعض فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقا ثم قال تعالى "ومن يكفر بآيات الله" أي من جحد ما أنزل الله في كتابه "فإن الله سريع الحساب" أي فإن الله سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفته كتابه.
قوله تعالى ; إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب[ ص; 42 ] قوله تعالى ; إن الدين عند الله الإسلام الدين في هذه الآية الطاعة والملة ، والإسلام بمعنى الإيمان والطاعات ; قاله أبو العالية ، وعليه جمهور المتكلمين . والأصل في مسمى الإيمان والإسلام التغاير ; لحديث جبريل . وقد يكون بمعنى المرادفة . فيسمى كل واحد منهما باسم الآخر ; كما في حديث وفد عبد القيس وأنه أمرهم بالإيمان بالله وحده وقال ; ( هل تدرون ما الإيمان ) ؟ قالوا ; الله ورسوله أعلم . قال ; ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمسا من المغنم ) الحديث . وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - ; ( الإيمان بضع وسبعون بابا فأدناها إماطة الأذى وأرفعها قول لا إله إلا الله ) أخرجه الترمذي . وزاد مسلم ( والحياء شعبة من الإيمان ) . ويكون أيضا بمعنى التداخل وهو أن يطلق أحدهما ويراد به مسماه في الأصل ومسمى الآخر ، كما في هذه الآية إذ قد دخل فيها التصديق والأعمال ; ومنه قوله عليه السلام ; الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل [ ص; 43 ] بالأركان . أخرجه ابن ماجه ، وقد تقدم والحقيقة هو الأول وضعا وشرعا وما عداه من باب التوسع ، والله أعلم .قوله تعالى ; وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الآية أخبر تعالى عن اختلاف أهل الكتاب أنه كان على علم منهم بالحقائق ، وأنه كان بغيا وطلبا للدنيا . قاله ابن عمر وغيره . وفي الكلام تقديم وتأخير ، والمعنى ; وما اختلف الذين أوتوا الكتاب بغيا بينهم إلا من بعد ما جاءهم العلم ; قاله الأخفش . قال محمد بن جعفر بن الزبير ; المراد بهذه الآية النصارى ، وهي توبيخ لنصارى نجران . وقال الربيع بن أنس ; المراد بها اليهود . ولفظ الذين أوتوا الكتاب يعم اليهود والنصارى ; أي وما اختلف الذين أوتوا الكتاب يعني في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا من بعد ما جاءهم العلم يعني بيان صفته ونبوته في كتبهم . وقيل ; أي وما اختلف الذين أوتوا الإنجيل في أمر عيسى وفرقوا فيه القول إلا من بعد ما جاءهم العلم بأن الله إله واحد ، وأن عيسى عبد الله ورسوله . بغيا نصب على المفعول من أجله ، أو على الحال من الذين ، والله تعالى أعلم .
القول في تأويل قوله ; إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُقال أبو جعفر; ومعنى " الدين "، في هذا الموضع; الطاعة والذّلة، من قول الشاعر; (28)وَيَــوْمُ الحَــزْنِ إِذْ حُشِـدَتْ مَعَـدٌّوَكَــانَ النَّــاسُ, إِلا نَحْــنُ دِينَـا (29)يعني بذلك; مطيعين على وجه الذل، ومنه قول القطامي;كانَتْ نَوَارُ تَدِينُك الأدْيانا (30)يعني; تُذلك، وقول الأعشى ميمون بن قيس;هُـوَ دَانَ الـرِّبَابَ إذْ كَـرِهُـوا الـدِّينَ دِرَاكًـا بِغَـــزْوَةٍ وَصِيَــالِ (31)يعني بقوله; " دان " ذلل = وبقوله; " كرهوا الدين "، الطاعة.* * *وكذلك " الإسلام "، وهو الانقياد بالتذلل والخشوع، والفعل منه; " أسلم " بمعنى; دخل في السلم، كما يقال; " أقحط القوم "، إذا دخلوا في القحط،&; 6-275 &;" وأربعوا "، إذا دخلوا في الربيع = فكذلك " أسلموا "، إذا دخلوا في السلم، وهو الانقياد بالخضوع وترك الممانعة. (32)* * *فإذْ كان ذلك كذلك، فتأويل قوله; " إنّ الدّين عند الله الإسلام "; إنَّ الطاعةَ التي هي الطاعة عنده، الطاعةُ له، وإقرار الألسن والقلوب له بالعبودية والذّلة، وانقيادُها له بالطاعة فيما أمر ونهى، وتذلُّلها له بذلك، من غير استكبار عليه، ولا انحراف عنه، دون إشراك غيره من خلقه معه في العبودة والألوهة. (33)* * *وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;6763 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " إنّ الدين عندَ الله الإسلام "، والإسلام; شهادة أنّ لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، (34) وهو دين الله الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودلّ عليه أولياءه، لا يقبل غيرَه ولا يجزى إلا به.6764 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال، حدثنا أبو العالية في قوله; " إن الدين عند الله الإسلام "، قال; " الإسلام "، الإخلاص لله وحده، وعبادته لا شريك له، &; 6-276 &; وإقامُ الصّلاة، وإيتاءُ الزكاة، وسائرُ الفرائض لهذا تَبعٌ.6765 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; أَسْلَمْنَا [سورة الحجرات; 14]، قال; دخلنا في السِّلم، وتركنا الحرب. (35)6766 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير; " إنّ الدين عند الله الإسلام "، أي; ما أنت عليه يا محمد من التوحيد للربّ، والتصديق للرسل. (36)* * *القول في تأويل قوله ; وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; وما اختلف الذين أوتوا الإنجيل - وهو " الكتاب " الذي ذكره الله في هذه الآية - في أمر عيسى، وافترائهم على الله فيما قالوه فيه من الأقوال التي كثر بها اختلافهم بينهم، وتشتّتت بها كلمتهم، وباين بها بعضهم بعضًا؛ حتى استحلّ بها بعضُهم دماءَ بعض =" إلا من بعد ما جَاءهم العلم بغيًا بينهم "، يعني; إلا من بعد ما علموا الحقّ فيما اختلفوا فيه من أمره، وأيقنوا أنهم فيما يقولون فيه من عظيم الفِرْية مبطلون. (37) فأخبر الله عباده أنهم أتوا ما أتوا من الباطل، وقالوا من القول الذي هو كفر بالله، على علم منهم بخطأ &; 6-277 &; ما قالوه، وأنهم لم يقولوا ذلك جهلا منهم بخطئه، ولكنهم قالوه واختلفوا فيه الاختلافَ الذي هم عليه، تعدِّيًا من بعضهم على بعض، وطلبَ الرياسات والملك والسلطان، كما;-6767 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله; " وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم "، قال; قال أبو العالية، إلا من بعد ما جاءهم الكتابُ والعلم =" بغيًا بينهم "، يقول; بغيًا على الدنيا، وطلبَ ملكها وسلطانها، فقتل بعضهم بعضًا على الدنيا، من بعد ما كانوا علماءَ الناس.6768 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن ابن عمر; أنه كان يكثر تلاوة هذه الآية; " إنّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم "، يقول; بغيًا على الدنيا، وطلبَ ملكها وسلطانها. مِنْ قِبَلها والله أتِينا! ما كان علينا مَنْ يكون علينا، (38) بعد أن يأخذ فينا كتابَ الله وسنة نبيه، ولكنا أتِينا من قبلها.6769 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قال; إن موسى لما حضره الموتُ دعا سبعين حَبرا من أحبار بني إسرائيل، فاستودعهم التوراة، وجعلهم أمناء عليه، كلّ حبر جُزءًا منه، (39) واستخلف موسى يوشع بن نون. فلما مضى القرن الأول ومضى الثاني ومضى الثالث، وقعت الفرقة بينهم - وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين - حتى &; 6-278 &; أهَرقوا بينهم الدماء، ووقع الشرّ والاختلاف. وكان ذلك كله من قبل الذين أتوا العلم، بغيًا بينهم على الدنيا، طلبًا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها، فسلَّط الله عليهم جبابرتهم، فقال الله; إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ إلى قوله; وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ .* * *فقولُ الربيع بن أنس هَذا، (40) يدلّ على أنه كان عنده أنه معنيٌّ بقوله; " وما اختلف الذين أوتوا الكتاب "، اليهودُ من بني إسرائيل، دون النَّصارى منهم، وغيرهم. (41)* * *وكان غيره يوجه ذلك إلى أن المعنىّ به النصارى الذين أوتوا الإنجيل.ذكر من قال ذلك;6770 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير; " وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم "، الذي جاءك، أي أنّ اللهَ الواحدُ الذي ليس له شريك =" بغيًا بينهم "، يعني بذلك النصارى. (42)* * *&; 6-279 &;القول في تأويل قوله ; وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)قال أبو جعفر; يعني بذلك; ومن يجحدُ حجج الله وأعلامه التي نصَبها ذكرَى لمن عقل، وأدلةً لمن اعتبر وتذكر، فإن الله محص عليه أعماله التي كان يعملها في الدنيا، فمجازيه بها في الآخرة، فإنه جل ثناؤه " سريع الحساب "، يعني; سريع الإحصاء. وإنما معنى ذلك أنه حافظ على كل عامل عمله، لا حاجة به إلى عقد كما يعقده خلقه بأكفِّهم، أو يعونه بقلوبهم، ولكنه يحفظ ذلك عليهم، بغير كلفة ولا مؤونة، ولا معاناة لما يعانيه غيرُه من الحساب. (43)* * *وبنحو الذي قلنا في معنى " سريع الحساب "، كان مجاهد يقول;6771 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل; " ومن يكفر بآيات الله فإنّ الله سريع الحساب "، قال; إحصاؤه عليهم.6772 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب "، إحصاؤه.----------------------------------الهوامش ;(28) لم أعرف قائله بعد.(29) سيأتي في التفسير 26; 115 (بولاق) ومعه بيت سنذكره. والشطر الثاني من البيت الأول في اللسان (دين) ، وفي غيره من كتب اللغة. وأنا في شك من صحة هذا البيت ، ولم أعرف"يوم الحزن" ، ما أراد به. وأظن"حشدت" ، "حشرت" من"الحشر" ، والبيت الذي يليه;عَصَيْنَــا عَزْمَــةَ الجَبَّـارِ, حـتَّىصَبَحْنَــا الجُــرْفَ ألفًـا مُعْلِمِينَـاهكذا صححته هنا من معاني القرآن للفراء ، تفسير سورة (ق) مخطوطة ، وهو في المطبوعة من التفسير (26; 115)"صحبنا الخوف أكفًا" وهو كلام لا معنى له. وقد قال الطبري بعد هذا البيت هناك"ويروى; الحوف. وقال; أراد بالجبار; المنذر ، لولايته" وصوابه"الجرف" فإذا كان ذلك كذلك ، فأكبر ظني أنه كما أثبته"الجرف" (بضم الجيم وسكون الراء); وهو موضع بالحيرة كانت به منازل المنذر.وفي الطبري هناك"صحبنا" وهو خطأ. و"صبحنا" ، من قولهم; "صبح القوم شرًا" أي جاءهم به ، و"صبحتهم الخيل" ، جاءتهم صبحًا. و"ألفًا" يعني; ألف فرس عليها فرسانها. و"المعلم"; الفارس يجعل لنفسه علامة الشجعان ، أو جعل على فرسه علامة ، فهو فرس معلم. يريد; غزونا معقل المنذر الجبار ومنازله ، وصبحناه فدمرنا عليه منازله. وفي الطبري"حرمة الجبار" ، والتصحيح من معاني القرآن للفراء ، كما أسلفت.(30) ديوانه; 15 ، من أبيات جياد وصف فيها صاحبته"أميمة" ، وسماها"جنوب" في البيت الذي رواه الطبري ، وسماها"نوار" ، ويروى; "ظلوم" ، فكان مما قال;رَمَـتِ المَقَـاتِلَ مِـنْ فُـؤَادِكَ, بَعْدَ ماكــانَتْ جَــنُوبُ تَــدِينُكَ الأدْيانَـا""أي"; تفعل بك الأفاعيل. ويقال; تستعبدك ، أو; أنها كانت تعذبك. أو تدينك; تجزيك".وَأَرَى الغَــوَانِي إنّمَــا هِـيَ جِنَّـةٌشَــبَهُ الرِّيَــاحِ تَلَــوَّنُ الأَلْوَانَــافَـإذَا دَعَـوْنَكَ عَمَّهُـنّ, فَـلاَ تُجِــبْفَهُنَــاكَ لاَ يَجِــدُ الصَّفَـاءُ مَكَانَــانَسَــبٌ يَـزِيــدُكَ عِنْـدَهُنّ حَقَـارَةًوعَـــلَى ذَوَاتِ شَــبَابِهِنّ هَوَانَــاوَإذَا وَعَــدْنَ, فَهُــنَّ أكـثَرُ واعِـدٍخُلْفًــا, وَأمْلَــحُ حــانِثٍ أيْمَانَــاوَإذَا رَأَيْــنَ مِــنَ الشّـبَابِ لدُونَـةً,فَعَسَــتْ حِبَــالُكَ أَنْ تَكـونَ مِتَانَـا!وهذا شعر بارع مقدم.(31) مضى بيان هذا البيت فيما سلف 3; 571.(32) انظر تفسير"الإسلام" و"السلم" فيما سلف 2; 510 ، 511 / ثم 3; 73 ، 74 ، 92 ، 94 ، 110 / ثم 4; 251-255.(33) في المطبوعة; "في العبودية والألوهية" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وقد مضى استعماله العبودة فيما سلف ص; 271 ، تعليق; 1. و"الألوهة ، والإلاهة ، والألوهية"; العبادة ، وانظر ما سلف 1; 124 وما قبلها.(34) قوله; "بما جاء به" ، الضمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنه قال; "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" ، ولا تتم شهادة إلا به ، بأبي هو وأمي. وهكذا ذكره السيوطي بنصه في الدر المنثور 2; 12 ، ونسبه إلى عبد بن حميد أيضًا بهذا اللفظ.(35) الأثر; 6765- سيأتي في تفسير"سورة الحجرات" (26- 90 بولاق) ، بغير هذا اللفظ مطولا; "وأسلمنا; استسلمنا ، دخلنا في السلم ، وتركنا المحاربة والقتال". وإسناده هو هو.(36) الأثر; 6766 - رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق 2; 227 ، وأسقط"من" من قوله; "من التوحيد". وهو من بقية الآثار التي آخرها رقم; 6761.(37) انظر تفسير"البغي" فيما سلف 2; 342 / ثم تفسير مثل هذه الآية فيما سلف 4; 281 ، 282.(38) في المطبوعة; "ما كان علينا من يكون بعد أن يأخذ فينا..." حذف"علينا" الثانية فاختلط الكلام اختلاطًا ، والصواب من المخطوطة. ومعناه; ما كان يضيرنا أن يكون علينا واليًا كائنًا من كان ، بعد أن يقيم فينا كتاب الله وسنة رسوله؟(39) هكذا جاء نص هذه العبارة في المخطوطة أيضًا ، وفي الدر المنثور 2; 13 ، كأنه قال; استودع كل حبر جزءًا منه. وهي عبارة فيها ما فيها.(40) في المطبوعة والمخطوطة; "يقول الربيع بن أنس هذا يدل..." ، وهو فاسد جدًا. فإن هذا قول الطبري وتعليقه على خبر الربيع. والصواب ما أثبت ، كما هو ظاهر.(41) قوله; "دون النصارى منهم" معناه; دون النصارى من الذين أوتوا العلم. أما قوله; "وغيرهم" ، أي; ودون غير النصارى من الذين أوتوا العلم ، إشارة إلى ما جاء في خبر ابن عمر السالف رقم 6768. وكان في المطبوعة; "دون النصارى منهم ومن غيرهم" ، وهي جملة لا يستقيم معناها ، فحذفت"من" لذلك.(42) الأثر; 6770- رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق 2; 227 ، وهو بقية الآثار التي آخرها رقم; 6766 ، وقوله; "يعني بذلك النصارى" ، ليس في ابن هشام ، وكأنه من تفسير الطبري للخبر.(43) انظر معنى"الكفر" و"الآيات" فيما سلف من فهارس اللغة (كفر) ، و (أبى). وتفسير"سريع الحساب" فيما سلف 4; 207 ، وأيضًا; 274 ، 275 / ثم; هذا; 101 ، 102.
ولما قرر أنه الإله الحق المعبود، بين العبادة والدين الذي يتعين أن يعبد به ويدان له، وهو الإسلام الذي هو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته التي دعت إليها رسله، وحثت عليها كتبه، وهو الذي لا يقبل من أحد دين سواه، وهو متضمن للإخلاص له في الحب والخوف والرجاء والإنابة والدعاء ومتابعة رسوله في ذلك، وهذا هو دين الرسل كلهم، وكل من تابعهم فهو على طريقهم، وإنما اختلف أهل الكتاب بعد ما جاءتهم كتبهم تحثهم على الاجتماع على دين الله، بغيا بينهم، وظلما وعدوانا من أنفسهم، وإلا فقد جاءهم السبب الأكبر الموجب أن يتبعوا الحق ويتركوا الاختلاف، وهذا من كفرهم، فلهذا قال تعالى { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب } فيجازي كل عامل بعمله، وخصوصا من ترك الحق بعد معرفته، فهذا مستحق للوعيد الشديد والعقاب الأليم، ثم أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم عند محاجة النصارى وغيرهم ممن يفضل غير دين الإسلام عليه أن يقول لهم: قد { أسلمت وجهي لله ومن اتبعن } أي: أنا ومن اتبعني قد أقررنا وشهدنا وأسلمنا وجوهنا لربنا، وتركنا ما سوى دين الإسلام، وجزمنا ببطلانه، ففي هذا تأييس لمن طمع فيكم، وتجديد لدينكم عند ورود الشبهات، وحجة على من اشتبه عليه الأمر، لأنه قد تقدم أن الله استشهد على توحيده بأهل العلم من عباده ليكونوا حجة على غيرهم، وسيد أهل العلم وأفضلهم وأعلمهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم من بعده أتباعه على اختلاف مراتبهم وتفاوت درجاتهم، فلهم من العلم الصحيح والعقل الرجيح ما ليس لأحد من الخلق ما يساويهم أو يقاربهم، فإذا ثبت وتقرر توحيد الله ودينه بأدلته الظاهرة، وقام به أكمل الخلق وأعلمهم، حصل بذلك اليقين وانتفى كل شك وريب وقادح، وعرف أن ما سواه من الأديان باطلة، فلهذا قال { وقل للذين أوتوا الكتاب } من النصارى واليهود { والأميين } مشركي العرب وغيرهم { أأسلمتم فإن أسلموا } أي: بمثل ما أمنتم به { فقد اهتدوا } كما اهتديتم وصاروا إخوانكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم { وإن تولوا } عن الإسلام ورضوا بالأديان التي تخالفه { فإنما عليك البلاغ } فقد وجب أجرك على ربك، وقامت عليهم الحجة، ولم يبق بعد هذا إلا مجازاتهم بالعقاب على جرمهم، فلهذا قال { والله بصير بالعباد }
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (الدين) اسم إنّ منصوبـ (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت للدين أي: الدين الثابت أو المرضيّ عند الله.. أو بمحذوف حال من الدين والعامل فيه معنى التوكيد
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الإسلام) خبر إنّ مرفوع
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(اختلف) فعل ماض
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعلـ (الكتاب) مفعول به منصوبـ (إلّا) أداة حصر
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (اختلف) ،
(ما) حرف مصدريّ
(جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(العلم) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (ما جاءهم العلم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله منصوب ،
(بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (بغيا) أو بمحذوف نعت له و (هم) مضاف إليه
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يكفر) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إنّ الله) مثل إنّ الدين
(سريع) خبر إنّ مرفوع
(الحساب) مضاف إليه مجرور.جملة: «إنّ الدين.. الإسلام» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما اختلف الذين..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «جاءهم العلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(ما) .
وجملة: «من يكفر..» لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يكفر بآيات الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) » .
وجملة: «إنّ الله سريع» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي فالله محاسبه لأنه سريع الحساب.