القول في تأويل قوله جل ثناؤه ; بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)قال أبو جعفر; يعني بذلك تعالى ذكره; أن الله مسدِّدكم، أيها المؤمنون، فمنقذكم من طاعة الذين كفروا.* * *وإنما قيل; " بل الله مولاكم "، لأن في قوله; إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، نهيًا لهم عن طاعتهم، فكأنه قال; يا أيها الذين آمنوا لا تُطيعوا الذين كفروا فيردُّوكم على أعقابكم، ثم ابتدأ الخبر فقال; " بل الله مولاكم "، فأطيعوه، دون الذين كفروا، فهو خيرُ من نَصَر. ولذلك رفع اسم " الله "، ولو كان منصوبًا على معنى; بل أطيعوا الله مولاكم، دون الذين كفروا = كان وجهًا صحيحًا.* * *ويعني بقوله; " بل الله مولاكم "، وليّكم وناصركم على أعدائكم الذين كفروا، (5) " وهو خير الناصرين "، لا من فررتم إليه من اليهود وأهل الكفر بالله. فبالله الذي هو ناصركم ومولاكم فاعتصموا، وإياه فاستنصروا، دون غيره ممن يبغيكم الغوائل، ويرصدكم بالمكاره، كما;-8001- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " بل الله مولاكم "، إن كان ما تقولون بألسنتكم صدقًا في قلوبكم =" وهو خير الناصرين "، أي; فاعتصموا به ولا تستنصروا بغيره، ولا ترجعوا على أعقابكم مرتدِّين عن دينكم. (6)--------------------الهوامش ;(5) انظر تفسير"المولى" فيما سلف 6; 141.(6) الأثر; 8001- سيرة ابن هشام 3; 119 ، 120 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 7998 ، مع اختلاف يسير في اللفظ.