قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهٰرُ خٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزْوٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوٰنٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌۢ بِالْعِبَادِ
قُلۡ اَؤُنَبِّئُكُمۡ بِخَيۡرٍ مِّنۡ ذٰ لِكُمۡؕ لِلَّذِيۡنَ اتَّقَوۡا عِنۡدَ رَبِّهِمۡ جَنّٰتٌ تَجۡرِىۡ مِنۡ تَحۡتِهَا الۡاَنۡهٰرُ خٰلِدِيۡنَ فِيۡهَا وَاَزۡوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَّرِضۡوَانٌ مِّنَ اللّٰهِؕ وَاللّٰهُ بَصِيۡرٌۢ بِالۡعِبَادِۚ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول-; أأخبركم بخير مما زُيِّن للنَّاس في هذه الحياة الدنيا، لمن راقب الله وخاف عقابه جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، خالدين فيها، ولهم فيها أزواج مطهرات من الحيض والنفاس وسوء الخلق، ولهم أعظم من ذلك; رضوان من الله. والله مطَّلِع على سرائر خلقه، عالم بأحوالهم، وسيجازيهم على ذلك.
ولهذا قال تعالى "قل أؤنبئكم بخير من ذلكم" أي قل يا محمد للناس أؤخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة ثم أخبر عن ذلك فقال "للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار" أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "خالدين فيها" أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولا "وأزواج مطهرة" أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا "ورضوان من الله" أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدا ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة "ورضوان من الله أكبر" أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم ثم قال تعالى "والله بصير بالعباد" أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
قوله تعالى ; قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعبادمنتهى الاستفهام عند قوله ; من ذلكم ، للذين اتقوا خبر مقدم ، وجنات رفع بالابتداء . وقيل ; منتهاه عند ربهم ، وجنات على هذا رفع بابتداء مضمر تقديره ذلك جنات . ويجوز على هذا التأويل ; " جنات " بالخفض بدلا من " خير " ولا يجوز ذلك على الأول . قال ابن عطية ; وهذه الآية والتي قبلها نظير قوله ، عليه السلام ; تنكح المرأة لأربع ; لمالها وحسبها وجمالها ودينها ، فاظفر بذات الدين ، تربت يداك خرجه مسلم وغيره . فقوله ( فاظفر بذات الدين ) مثال لهذه الآية . وما قبل مثال للأولى . فذكر تعالى هذه تسلية عن الدنيا وتقوية لنفوس تاركيها . وقد تقدم في البقرة معاني ألفاظ هذه الآية . والرضوان مصدر من الرضا ، وهو أنه إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى لهم ( تريدون شيئا أزيدكم ) ؟ [ ص; 36 ] فيقولون ; يا ربنا وأي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول ; ( رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) خرجه مسلم . وفي قوله تعالى والله بصير بالعباد وعد ووعيد .
القول في تأويل قوله ; قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)قال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه; قل، يا محمد، للناس الذين زُيِّن لهم حب الشهوات من النساء والبنين، وسائر ما ذكر ربنا جل ثناؤه; " أؤنبئكم "، أأخبركم وأعلمكم (87) =" بخير من ذلكم "، يعني; بخير وأفضل لكم =" من &; 6-260 &; ذلكم "، يعني; مما زُيِّن لكم في الدنيا حبُّ شهوته من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وأنواع الأموال التي هي متاع الدنيا.* * *ثم اختلف أهل العربية في الموضع الذي تناهى إليه الاستفهام من هذا الكلام.فقال بعضهم; تناهى ذلك عند قوله; " من ذلكم "، ثم ابتدأ الخبر عما للذين اتقوا عند ربهم، فقيل; " للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها "، فلذلك رفع " الجنات ".* * *ومن قال هذا القول لم يجز في قوله; " جنات تجري من تحتها الأنهار " إلا الرفع، وذلك أنه خبر مبتدأ غيرُ مردود على قوله; " بخير "، فيكون الخفض فيه جائزا. وهو وإن كان خبرًا مبتدأ عندهم، ففيه إبانة عن معنى " الخير " الذي أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول; للناس; أؤنبئكم به؟" والجنات " على هذا القول مرفوعة باللام التي في قوله; " للذين اتقوا عند ربهم ".* * *وقال آخرون منهم بنحو من هذا القول، إلا أنهم قالوا; إن جعلت اللام التي في قوله; " للذين " من صلة " الإنباء "، جاز في" الجنات " الخفض والرفع; الخفضُ على الرد على " الخير "، والرفع على أن يكون قوله; " للذين اتقوا " خبرَ مبتدأ، على ما قد بيَّناه قبلُ.* * *وقال آخرون; بل منتهى الاستفهام قوله; " عند ربهم "، ثم ابتدأ; " جناتٌ تجري من تحتها الأنهار ". وقالوا; تأويل الكلام; " قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم "، ثم كأنه قيل; " ماذا لهم ". أو; " ما ذاك "؟ (88) فقال; هو " جناتٌ تجري من تحتها الأنهار "، الآية.* * *&; 6-261 &;قال أبو جعفر; وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قولُ من جعل الاستفهام متناهيًا عند قوله; " بخير من ذلكم "، والخبر بعده مبتدأ عمن له الجنات بقوله; " للذين اتقوا عند ربهم جنات "، فيكون مخرج ذلك مخرج الخبر، وهو إبانة عن معنى " الخير " الذي قال; أؤنبئكم به؟ (89) فلا يكون بالكلام حينئذ حاجة إلى ضمير. قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري; وأما قوله; " خالدين فيها "، فمنصوب على القطع (90)* * *ومعنى قوله; " للذين اتقوا "، للذين خافوا الله فأطاعوه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. (91) =" عند ربهم "، يعني بذلك; لهم جنات تجري من تحتها الأنهار عند ربهم.* * *" والجنات "، البساتين، وقد بينا ذلك بالشواهد فيما مضى = وأنّ قوله; " تجري من تحتها الأنهار "، يعني به; من تحت الأشجار، وأن " الخلود " فيها دوام البقاء فيها، وأن " الأزواج المطهرة "، هن نساء الجنة اللواتي طُهِّرن من كل &; 6-262 &; أذًى يكون بنساء أهل الدنيا، من الحيض والمنىّ والبوْل والنفاس وما أشبه ذَلك من الأذى = بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (92)* * *وقوله; " ورِضْوَانٌ من الله "، يعني; ورضى الله، وهو مصدر من قول القائل; " رَضي الله عن فلان فهو يَرْضى عنه رضًى " منقوص " ورِضْوانًا ورُضْوانًا ومَرْضاةً". فأما " الرُّضوان " بضم الراء، فهو لغة قيس، وبه كان عاصم يقرأ.* * *قال أبو جعفر; وإنما ذكر الله جل ثناؤه فيما ذكر للذين اتقوا عنده من الخير = رضْوانَه، لأن رضوانه أعلى منازل كرامة أهل الجنة، كما;-6751 - حدثنا ابن بشار قال، حدثني أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال; إذا دخل أهلُ الجنة الجنة، قال الله تبارك وتعالى; أعطيكم أفضلَ من هذا! فيقولون; أيْ ربنا، أيّ شيء أفضل من هذا؟ قال; رِضْواني. (93)* * *وقوله; " والله بصير بالعباد "، يعني بذلك; واللهُ ذو بصر بالذي يتقيه من عباده فيخافه، (94) فيطيعه، ويؤثر ما عنده مما ذكر أنه أعدّه للذين اتقوه على حُبّ ما زُيِّنَ له في عاجل الدنيا من شهوات النساء والبنين وسائر ما عدّد منها تعالى &; 6-263 &; ذكره = وبالذي لا يتقيه فيخافه، ولكنه يعصيه ويطيع الشيطان ويؤثر ما زيِّن له في الدنيا من حب شهوة النساء والبنين والأموال، على ما عنده من النعيم المقيم = عالمٌ تعالى ذكره بكلّ فريق منهم، حتى يجازي كلَّهم عند معادهم إليه جزاءَهم، المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بإساءته.* * *------------------------الهوامش;(87) انظر تفسير"أنبأ" فيما سلف 1; 488 ، 489.(88) في المطبوعة والمخطوطة بعد هذا ، وقيل قوله; "فقال; هو جنات..." ما نصه; "أو على أنه يقال; ماذا لهم؟ أو ما ذاك؟" ومن البين أن هذا تكرار لا معنى له ، وأنه من سهو الناسخ الكثير السهو. فمن أجل ذلك طرحته من المتن.(89) في المخطوطة والمطبوعة; "أنبئكم به" ، والصواب ما أثبت ، وانظر تفصيل ذلك في معاني القرآن للفراء 1; 195-198.(90) عند هذا انتهى آخر جزء من التقسيم القديم الذي نقلت عنه نسختنا ، وفيها ما نصه;"يتلوه; وأما قوله; {خالدين فيها} فمنصوب على القطع.وصلى الله على سيدنا محمد النبيّ وعلى آله الطاهرين وسَلّم كثيرًا"ويتلوه ما نصه;"بسم الله الرحمن الرحيم"."القطع" ، يعني; الحال ، كما بينت في 2; 392 ، والمراجع هناك ، وانظر فهرس المصطلحات في الأجزاء السالفة. ثم انظر ما سيأتي; ص 270 ، تعليق; 3 .(91) انظر تفسير"اتقى" في فهارس اللغة مادة"وقى".(92) انظر تفسير"الجنة" فيما سلف 1; 384 / ثم 5; 535 ، 542 = وتفسير"الخلود" فيما سلف 1; 397 ، 398 / 2; 286 / 4; 317 / 5; 429 = وتفسير"الأزواج المطهرة" فيما سلف 1; 395-397.(93) الأثر; 6751- هذا خبر غير مرفوع ، ولكن شاهده من المرفوع ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال; "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; إن الله يقول لأهل الجنة; يا أهل الجنة! يقولون; لبيك ربنا وسعديك! فيقول; هل رضيتم؟ فيقولون; وما لنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك! فيقول; أنا أعطيكم أفضل من ذلك! قالوا; يا رب ، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول; أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم أبدًا".وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى حديث جابر في الفتح 11; 364 ، وقال; عند البزار وصححه ابن حبان". ولم أجد لفظه.(94) انظر تفسير"بصير" فيما سلف 2; 140 ، 376 ، 506 / ثم 5; 76 ، 167.
يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية، وخص هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها، قال تعالى { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } فلما زينت لهم هذه المذكورات بما فيها من الدواعي المثيرات، تعلقت بها نفوسهم ومالت إليها قلوبهم، وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين: قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله، وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي: وجه حصلوها، ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب، والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانا لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودن منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها { ذلك متاع الحياة الدنيا } فجعلوها معبرا إلى الدار الآخرة ومتجرا يرجون بها الفوائد الفاخرة، فهؤلاء صارت لهم زادا إلى ربهم. وفي هذه الآية تسلية للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذير للمغترين بها وتزهيد لأهل العقول النيرة بها، وتمام ذلك أن الله تعالى أخبر بعدها عن دار القرار ومصير المتقين الأبرار، وأخبر أنها خير من ذلكم المذكور، ألا وهي الجنات العاليات ذات المنازل الأنيقة والغرف العالية، والأشجار المتنوعة المثمرة بأنواع الثمار، والأنهار الجارية على حسب مرادهم والأزواج المطهرة من كل قذر ودنس وعيب ظاهر وباطن، مع الخلود الدائم الذي به تمام النعيم، مع الرضوان من الله الذي هو أكبر نعيم، فقس هذه الدار الجليلة بتلك الدار الحقيرة، ثم اختر لنفسك أحسنهما واعرض على قلبك المفاضلة بينهما { والله بصير بالعباد } أي: عالم بما فيهم من الأوصاف الحسنة والأوصاف القبيحة، وما هو اللائق بأحوالهم، يوفق من شاء منهم ويخذل من شاء. فالجنة التي ذكر الله وصفها ونعتها بأكمل نعت وصف أيضا المستحقين لها وهم الذين اتقوه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وكان من دعائهم أن قالوا:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(الهمزة) للاستفهام
(أنبّئ) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير متّصل مفعول به
(بخير) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنبّئ)
(من) حرف جرّ
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق-
(خير) و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (اللام) حرف جرّ
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف
حال من جنات - صفة تقدّمت على الموصوف-
(ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه
(جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء
(من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجري) ، و (ها) مضاف إليه
(الأنهار) فاعل مرفوع
(خالدين) حل منصوبة من الموصول وعلامة النصب الياء
(في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين
(الواو) عاطفة
(أزواج) معطوف على جنّات مرفوع مثله
(مطهّرة) نعت لأزواج مرفوع مثله
(الواو) عاطفة
(رضوان) معطوف على جنّات مرفوع مثله
(من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرضوان
(الواو) استئنافيّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(بصير) خبر مرفوع
(بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق ببصير.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أأنبّئكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «للذين اتّقوا.. جنّات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ « .
وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: «الله بصير» لا محلّ لها استئنافيّة.