وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلٰى عَلَيْكُمْ ءَايٰتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُۥ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلٰى صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَكَيۡفَ تَكۡفُرُوۡنَ وَاَنۡـتُمۡ تُتۡلٰى عَلَيۡكُمۡ اٰيٰتُ اللّٰهِ وَفِيۡكُمۡ رَسُوۡلُهٗ ؕ وَمَنۡ يَّعۡتَصِمۡ بِاللّٰهِ فَقَدۡ هُدِىَ اِلٰى صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيۡمٍ
تفسير ميسر:
وكيف تكفرون بالله -أيها المؤمنون -، وآيات القرآن تتلى عليكم، وفيكم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يبلغها لكم؟ ومَن يتوكل على الله ويستمسك بالقرآن والسنة فقد وُفِّق لطريق واضح، ومنهاج مستقيم.
قال تعالى وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله يعني أن الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه فإن آيات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارا وهو يتلوها عليكم ويبلغها إليكم وهذا كقوله تعالى وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين الآية بعدها. وكما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه يوما " أي المؤمنين أعجب إليكم إيمانا "؟ قالوا; الملائكة قال " وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم " قالوا; فنحن قال " وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟ " قالوا; فأي الناس أعجب إيمانا؟ قال " قوم يجيئون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها " وقد ذكرت سند هذا الحديث والكلام عليه في أول شرح البخاري ولله الحمد. ثم قال تعالى "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" أي ومع هذا فالاعتصام بالله والتوكل عليه هو العمدة في الهداية والعدة في مباعدة الغواية والوسيلة إلى الرشاد وطريق السداد وحصول المراد.
قوله تعالى ; وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيمقاله تعالى على جهة التعجب ، أي وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله [ ص; 148 ] يعني القرآن .وفيكم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال ابن عباس ; كان بين الأوس والخزرج قتال وشر في الجاهلية ، فذكروا ما كان بينهم فثار بعضهم على بعض بالسيوف ; فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فذهب إليهم ; فنزلت هذه الآية وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله - إلى قوله تعالى ; فأنقذكم منها ويدخل في هذه الآية من لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن ما فيهم من سنته يقوم مقام رؤيته . قال الزجاج ; يجوز أن يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد خاصة ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيهم وهم يشاهدونه . ويجوز أن يكون هذا الخطاب لجميع الأمة ; لأن آثاره وعلاماته والقرآن الذي أوتي فينا مكان النبي - صلى الله عليه وسلم - فينا وإن لم نشاهده . وقال قتادة ; في هذه الآية علمان بينان ; كتاب الله ونبي الله ; فأما نبي الله فقد مضى ، وأما كتاب الله فقد أبقاه بين أظهرهم رحمة منه ونعمة ; فيه حلاله وحرامه ، وطاعته ومعصيته . وكيف في موضع نصب ، وفتحت الفاء عند الخليل وسيبويه لالتقاء الساكنين ، واختير لها الفتح لأن ما قبل الفاء ياء فثقل أن يجمعوا بين ياء وكسرة .قوله تعالى ; ومن يعتصم بالله أي يمتنع ويتمسك بدينه وطاعته . فقد هدي وفق وأرشد إلى صراط مستقيم ابن جريج يعتصم بالله يؤمن به . وقيل ; المعنى ومن يعتصم بالله أي يتمسك بحبل الله ، وهو القرآن . يقال ; أعصم به واعتصم ، وتمسك واستمسك إذا امتنع به من غيره . واعتصمت فلانا هيأت له ما يعتصم به . وكل متمسك بشيء معصم ومعتصم . وكل مانع شيئا فهو عاصم ; قال الفرزدق ;أنا ابن العاصمين بني تميم إذا ما أعظم الحدثان ناباقال النابغة ;يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة بعد الأين والنجدوقال آخر ;فأشرط فيها نفسه وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلاوعصمه الطعام ; منع الجوع منه ; تقول العرب ; عصم فلانا الطعام أي منعه من الجوع ; فكنوا السويق بأبي عاصم لذلك . قال أحمد بن يحيى ; العرب تسمي الخبز عاصما وجابرا ; وأنشد ;فلا تلوميني ولومي جابرا فجابر كلفني الهواجرا[ ص; 149 ] ويسمونه عامرا . وأنشد ;أبو مالك يعتادني بالظهائر يجيء فيلقي رحله عند عامرأبو مالك كنية الجوع .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; " وكيف تكفرون "، أيها المؤمنون بعد إيمانكم بالله وبرسوله، فترتدّوا على أعقابكم =" وأنتم تتلى عليكم آيات الله "، يعني; حججُ الله عليكم التي أنـزلها في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم =" وفيكم رسوله " حجةٌ أخرَى عليكم لله، مع آي كتابه، يدعوكم جميع ذلك إلى الحقّ، ويبصِّركم الهدَى والرشاد، وينهاكم عن الغيّ والضلال؟. يقول لهم تعالى ذكره; فما وجه عُذْركم عند ربكم في جحودكم نبوَّة نبيِّكم، وارتدادكم على أعقابكم، ورجوعكم إلى أمر جاهليتكم، إنْ أنتم راجعتم ذلك وكفرتم، وفيه هذه الحجج الواضحة والآياتُ البينة على خطأ فعلكم ذلك إن فعلتموه؟ كما;-7533- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله " الآية، علَمان بيِّنان; وُجْدان نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكتابُ الله. فأما نبيّ الله فمضى صلى الله عليه وسلم. وأما كتاب الله، فأبقاه الله بين أظهُركم رحمة من الله ونعمة، فيه حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.* * *وأما قوله; " ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم "، فإنه يعني; ومن يتعلق بأسباب الله، ويتمسَّك بدينه وطاعته =" فقد هدى "، يقول; فقد وُفِّق لطريق واضح، ومحجةٍ مستقيمة غير معوجَّة، فيستقيم به إلى رضى الله، وإلى النجاة من عذاب الله والفوز بجنته، كما;-7534- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله; " ومن يعتصم بالله فقد هدي " قال; يؤمن بالله.* * *وأصل " العَصْم " المنع، فكل مانع شيئًا فهو " عاصمه "، والممتنع به " معتصمٌ به "، ومنه قول الفرزدق;أَنَــا ابــنُ العَـاصِمينَ بَنِـي تَمِيـمإذَا مَــا أَعْظَــمُ الحَدَثَــانِ نَابَــا (1)ولذلك قيل للحبل " عِصام "، وللسبب الذي يتسبب به الرجل إلى حاجته " عِصام "، ومنه قول الأعشى;إلَــى المَــرْءِ قَيْسٍ أُطِيـلُ السُّـرَىوَآخُــذُ مِــنْ كُــلِّ حَـيٍّ عُصـمْ (2)يعني بـ " العُصم " الأسباب، أسبابَ الذمة والأمان. يقال منه; " اعتصمت بحبل من فلان " و " اعتصمتَ حبلا منه " و " اعتصمت به واعتصمته "، وأفصح اللغتين إدخال " الباء "، كما قال عز وجل; وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وقد جاء; " اعتصمته "، كما الشاعر; (3)إذَا أَنْــتَ جَــازَيْتَ الإخـاءَ بِمِثْلِـهِوَآسَــيْتَنِي, ثــمَّ اعْتَصَمْـتَ حِبَالِيَـا (4)فقال; " اعتصمت حباليا "، ولم يدخل " الباء ". وذلك نظير قولهم; " تناولت الخِطام، وتناولت بالخطام "، و " تعلَّقت به وتعلقته "، كما قال الشاعر; (5)تَعَلَّقَــتْ هِنْــدًا ناشِـئًا ذَاتَ مِـئْزَرٍوَأَنْـتَ وَقَـدَ قَـارَفْتَ, لم تَدْرِ مَا الحِلْمُ (6)* * *وقد بينت معنى " الهدى "،" والصراط"، وأنه معنيّ به الإسلام، فيما مضى قبل بشواهده، فكرهنا إعادته في هذا الموضع. (7)* * *وقد ذكر أن الذي نـزل في سبب تَحاوُز القبيلين (8) الأوس والخزرج، كان منْ قوله; (9) " وكيف تكفرُون وأنتم تتلى عليكم آيات الله ".*ذكر من قال ذلك;7535- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا حسن بن عطية قال، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأغرّ بن الصبّاح، عن خليفة بن حُصَين، عن أبي نصر، عن ابن عباس قال; كانت الأوس والخزرج بينهم حرب في الجاهلية كل شهر، (10) &; 7-64 &; فبينما هم جلوس إذْ ذكروا ما كان بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنـزلت هذه الآية; " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله " إلى آخر الآيتين، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً إلى آخر الآية. (11)----------------------الهوامش ;(1) ديوانه; 115 ، والنقائض; 451 ، مطلع قصيدة ينقض بها هجاء جرير.(2) ديوانه; 29 من قصيدته في ثنائه على صاحبه قيس بن معد يكرب الكندي ، وقد مضت منها أبيات في 1 ; 242 / 5 ; 422. والسرى; سير الليل كله. والعصم جمع عصام ، وهكذا ضبط في شعره ، وجائز أن يضبط"عصم" (بكسر العين وفتح الصاد) جمع"عصمة" (بكسر العين وسكون الصاد) وكلاهما مجاز في معنى العهود. وقوله; "وآخذ من كل حي عصم" ، يعني أن سطوة قيس في الأحياء ، ورهبته في صدورهم ، تجعل له عند كل حي عهدًا يأخذه ليجوز به أرضهم آمنًا ، لا يمسه أحد ولا ينال منه. وسيأتي مثل هذا المعنى في بيت آخر يأتي بعد قليل ص ; 70 ، تعليق ; 3 .(3) لم أعرف قائله.(4) معاني القرآن للفراء 1 ; 228 ، وضبطه"ثم" هكذا ، وبقى جواب"إذا" في بيت بعده فيما أرجح. ولو قرأته"ثم" بفتح الثاء ، أي هناك ، كان جواب"إذا" ، "اعتصمت حباليا". وتم البيت ، وانفرد عما بعده. ولكني لا أستطيع أن أرجح هذا حتى أعرف بقية الأبيات.(5) لم أعرف قائله.(6) معاني القرآن 1 ; 228. يقال; "غلام ناشئ ، وجارية ناشئة" ، ولكنه وصف"هندًا" على التذكير فقال; "ناشئًا" ، وقد زعم الليث أنه لم يسمع هذا النعت في الجارية ، فكأن الشاعر وصفها به ، وأمره على التذكير. وقوله; "وقد قارفت" ، أي قاربت ودنوت من الكبر ، والجملة حال معترضة. يقول; تعلقها صغيرة لم تحجب بعد ، وبلغت ما بلغت ، ولم تدر بعد ما الحلم ، وهو الأناة والعقل ومفارقة الصبا وطيش الشباب.(7) انظر تفسير"الهدى" فيما سلف 1 ; 166 - 170 ، وفهارس اللغة / وانظر تفسير"الصراط المستقيم" فيما سلف 1 ; 170 - 177 وفهارس اللغة.(8) في المطبوعة; "تحاور" ، وقد أسلفت قراءتي لهذا الحرف وبيانه فيما سلف; ص55 تعليق; 6 ، وفي المطبوعة; "القبيلتين" بالتاء ، وأثبت ما في المخطوطة.(9) في المطبوعة والمخطوطة; "كان منه قوله" ، وهو خطأ ، والصواب ما في المخطوطة. ويعني أن الآيات التي نزلت في شأن تحاوز الأوس والخزرج واقتتالهما ، كان من أول هذه الآية ، لا الآيتين قبلها.(10) قوله; "كل شهر" ، هكذا جاء في المخطوطة واضحا ، والذي في الدر المنثور 2 ; 58; "كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر" ، وفي القرطبي 4 ; 156; "كان بين الأوس والخزرج قتال وشر في الجاهلية" ، ويخشى أن يكون ما في المخطوطة; "كل شهر" ، تصحيف"وكل شر" ، ولكن ليس هذا موضع الرأي ، فإن الذين نقلوا هذا الأثر فيما بين يدي ، لم ينقلوه بإسناده هذا ، ولا بتمام لفظه كما هنا.(11) الأثر; 7535-"حسن بن عطية بن نجيح القرشي" ، سلفت ترجمته في رقم; 4962. و"قيس بن الربيع الأسدي" أبو محمد الكوفي. روي عن أبي إسحاق السبيعي ، والأغر بن الصباح ، وسماك بن حرب وغيرهم. روى عنه الثوري ، وهو من أقرانه ، وشعبة ، ومات قبله ، وعبد الرزاق ووكيع. تكلموا فيه ، وثقه الثوري وشعبة وغيرهما. وضعفه آخرون وقالوا; "ليس بقوي ، يكتب حديثه ولا يحتج به". مترجم في التهذيب. و"الأغر بن الصباح التميمي المنقري". روى عن خليفة بن حصين ، روى عنه الثوري وقيس بن الربيع ، وأبو شبيبة. قال ابن معين والنسائي; "ثقة" ، وقال أبو حاتم"صالح" مترجم في التهذيب. و"خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم التميمي المنقري" روى عن أبيه وجده ، وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن أرقم ، وأبي نصر الأسدي. وروى عنه الأغر بن الصباح. ثقة. مترجم في التهذيب. و"أبو نصر الأسدي". روي عن ابن عباس ، وعنه خليفة بن حصين. قال البخاري; "لم يعرف سماعه من ابن عباس" ، وقال أبو زرعة; "أبو نصر الأسدي الذي يروي عن ابن عباس; ثقة". مترجم في التهذيب ، والكنى للبخاري; 76 ، وأشار إلى هذا الأثر ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 448.
تفسير الآيات من 98 الى 101 :ـ يوبخ تعالى أهل الكتاب من اليهود والنصارى على كفرهم بآيات الله التي أنزلها الله على رسله، التي جعلها رحمة لعباده يهتدون بها إليه، ويستدلون بها على جميع المطالب المهمة والعلوم النافعة، فهؤلاء الكفرة جمعوا بين الكفر بها وصد من آمن بالله عنها وتحريفها وتعويجها عما جعلت له، وهم شاهدون بذلك عالمون بأن ما فعلوه أعظم الكفر الموجب لأعظم العقوبة { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون } فلهذا توعدهم هنا بقوله: { وما الله بغافل عما تعملون } بل محيط بأعمالكم ونياتكم ومكركم السيء، فمجازيكم عليه أشر الجزاء لما توعدهم ووبخهم عطف برحمته وجوده وإحسانه وحذر عباده المؤمنين منهم لئلا يمكروا بهم من حيث لا يشعرون، فقال: { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين } وذلك لحسدهم وبغيهم عليكم، وشدة حرصهم على ردكم عن دينكم، كما قال تعالى: { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } ثم ذكر تعالى السبب الأعظم والموجب الأكبر لثبات المؤمنين على إيمانهم، وعدم تزلزلهم عن إيقانهم، وأن ذلك من أبعد الأشياء، فقال: { وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله } أي: الرسول بين أظهركم يتلو عليكم آيات ربكم كل وقت، وهي الآيات البينات التي توجب القطع بموجبها والجزم بمقتضاها وعدم الشك فيما دلت عليه بوجه من الوجوه، خصوصا والمبين لها أفضل الخلق وأعلمهم وأفصحهم وأنصحهم وأرأفهم بالمؤمنين، الحريص على هداية الخلق وإرشادهم بكل طريق يقدر عليه، فصلوات الله وسلامه عليه، فلقد نصح وبلغ البلاغ المبين، فلم يبق في نفوس القائلين مقالا ولم يترك لجائل في طلب الخير مجالا، ثم أخبر أن من اعتصم به فتوكل عليه وامتنع بقوته ورحمته عن كل شر، واستعان به على كل خير { فقد هدي إلى صراط مستقيم } موصل له إلى غاية المرغوب، لأنه جمع بين اتباع الرسول في أقواله وأفعاله وأحواله وبين الاعتصام بالله.
الواو) عاطفة
(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال ،
(تكفرون) مضارع مرفوع والواو فاعلـ (الواو) حاليّة
(أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ
(تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة
(على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تتلى) ،
(آيات) نائب فاعل مرفوع
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(فيكم) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) استئنافيّة
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(يعتصم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يعتصم)
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(قد) حرف تحقيق
(هدي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى
(من ) ،(إلى صراط ) جارّ ومجرور متعلق ب(هدي ) ،(مستقيم )نعت لصراط مجرور مثله . جملة: «تكفرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة. وجملة: «أنتم تتلى» في محلّ نصب حال. وجملة: «تتلى ... آيات» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم. وجملة: «فيكم رسوله» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال. وجملة: «من يعتصم..» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعتصم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) . وجملة: «هدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.