فَأَنجَيْنٰهُ وَأَصْحٰبَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنٰهَآ ءَايَةً لِّلْعٰلَمِينَ
فَاَنۡجَيۡنٰهُ وَاَصۡحٰبَ السَّفِيۡنَةِ وَجَعَلۡنٰهَاۤ اٰيَةً لِّـلۡعٰلَمِيۡنَ
تفسير ميسر:
فأنجينا نوحًا ومَن تبعه ممن كان معه في السفينة، وجعلنا ذلك عبرة وعظة للعالمين.
وقوله تعالى; "فأنجيناه وأصحاب السفينة" أي الذين آمنوا بنوح عليه السلام وقد تقدم ذكر ذلك مفصلا في سورة هود وتقدم تفسيره بما أغنى عن إعادته; وقوله تعالى; "وجعلناها آية للعالمين" أي وجعلنا تلك السفينة باقية إما عينها كما قال قتادة أنها بقيت إلى أول الإسلام على جبل الجودي أو نوعها جعله للناس تذكرة لنعمه على الخلق كيف أنجاهم من الطوفان كما قال تعالى; "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون - إلى قوله - ومتاعا إلى حين" وقال تعالى; "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية" وقال ههنا "فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين" وهذا من باب التدريج من الشخص إلى الجنس كقوله تعالى; "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين" أي وجعلنا نوعها رجوما فإن التي يرمى بها ليست هي زينة للسماء وقال تعالى; "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين" ولهذا نظائر كثيرة وقال ابن جرير لو قيل إن الضمير في قوله; "وجعلناها" عائد إلى العقوبة لكان وجها والله أعلم;.