فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنۢبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَ
فَعَمِيَتۡ عَلَيۡهِمُ الۡاَنۡۢبَآءُ يَوۡمَٮِٕذٍ فَهُمۡ لَا يَتَسَآءَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
فخفيت عليهم الحجج، فلم يَدْروا ما يحتجون به، فهم لا يسأل بعضهم بعضًا عما يحتجون به سؤال انتفاع.
قال تعالى; "فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون" قال مجاهد فعميت عليهم الحجج فهم لا يتساءلون بالأنساب.
فعميت عليهم الأنباء يومئذ .[ ص; 279 ] أي خفيت عليهم الحجج ; قاله مجاهد ; لأن الله قد أعذر إليهم في الدنيا فلا يكون لهم عذر ولا حجة يوم القيامة و ( الأنباء ) الأخبار ; سمى حججهم أنباء لأنها أخبار يخبرونها . فهم لا يتساءلون أي لا يسأل بعضهم بعضا عن الحجج ; لأن الله تعالى أدحض حججهم ; قاله الضحاك . وقال ابن عباس ; لا يتساءلون أي لا ينطقون بحجة . وقيل ; لا يتساءلون في تلك الساعة ، ولا يدرون ما يجيبون به من هول تلك الساعة ، ثم يجيبون بعد ذلك كما أخبر عن قولهم ; والله ربنا ما كنا مشركين . وقال مجاهد ; لا يتساءلون بالأنساب . وقيل ; لا يسأل بعضهم بعضا أن يحمل من ذنوبه شيئا ; حكاه ابن عيسى .
( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ ) يقول; فخفيت عليهم الأخبار, من قولهم; قد عمي عني خبر القوم; إذا خفي. وإنما عُنِي بذلك أنهم عميت عليهم الحجة, فلم يدروا ما يحتجون؛ لأن الله تعالى قد كان أبلغ إليهم في المعذرة, وتابع عليهم الحجة, فلم تكن لهم حجة يحتجون بها, ولا خبر يخبرون به, مما تكون لهم به نجاة ومخلص.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; ( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ ) قال; الحجج, يعني الحجة.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد; ( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ ) قال; الحجج.قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, في قوله; ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) قال; بلا إله إلا الله, التوحيد.وقوله; ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) بالأنساب والقرابة.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) قال; لا يتساءلون بالأنساب, ولا يتماتون بالقرابات, إنهم كانوا في الدنيا إذا ألتقوا تساءلوا وتماتوا.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد; ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) قال; بالأنساب.وقيل معنى ذلك; فعميت عليهم الحجج يومئذ, فسكتوا, فهم لا يتساءلون في حال سكوتهم.
{ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ } أي: لم يحيروا عن هذا السؤال جوابا، ولم يهتدوا إلى الصواب.ومن المعلوم أنه لا ينجى في هذا الموضع إلا التصريح بالجواب الصحيح، المطابق لأحوالهم، من أننا أجبناهم بالإيمان والانقياد، ولكن لما علموا تكذيبهم لهم وعنادهم لأمرهم، لم ينطقوا بشيء، ولا يمكن أن يتساءلوا ويتراجعوا بينهم في ماذا يجيبون به، ولو كان كذبا.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة