قُلْ فَأْتُوا بِكِتٰبٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدٰى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ
قُلۡ فَاۡتُوۡا بِكِتٰبٍ مِّنۡ عِنۡدِ اللّٰهِ هُوَ اَهۡدٰى مِنۡهُمَاۤ اَتَّبِعۡهُ اِنۡ كُنۡتُمۡ صٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء; فأتوا بكتاب من عند الله هو أقوم من التوراة والقرآن أتبعه، إن كنتم صادقين في زعمكم.
أي فيما تدافعون به الحق وتعارضون به من الباطل.
قوله تعالى ; قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه أي قل يا محمد إذ كفرتم معاشر المشركين بهذين الكتابين فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه ليكون ذلك عذرا لكم في الكفر إن كنتم صادقين في أنهما سحران . أو فأتوا بكتاب هو أهدى من كتابي موسى ومحمد عليهما السلام . وهذا يقوي قراءة الكوفيين ( سحران ) . أتبعه . قال الفراء ; بالرفع ; لأنه صفة للكتاب وكتاب نكرة . قال ; وإذا جزمت - وهو الوجه - فعلى الشرط .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل يا محمد للقائلين للتوراة والإنجيل; هما سحران تظاهرا; ائتوا بكتاب من عند الله, هو أهدى منهما لطريق الحقّ, ولسبيل الرشاد ( أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) في زعمكم أن هذين الكتابين سحران, وأن الحقّ في غيرهما.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد, قال; ثني أبي, قال; ثني عمي, قال; ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قال; فقال الله تعالى ( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا ) ... الآية.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, فقال الله ( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا ) من هذين الكتابين; الذي بعث به موسى, والذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى ملزما لهم بذلك: { فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا } أي: من التوراة والقرآن { أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ولا سبيل لهم ولا لغيرهم أن يأتوا بمثلهما، فإنه ما طرق العالم منذ خلقه اللّه، مثل هذين الكتابين، علما وهدى، وبيانا، ورحمة للخلق، وهذا من كمال الإنصاف من الداعي أن قال: أنا مقصودي الحق والهدى والرشد، وقد جئتكم بهذا الكتاب المشتمل على ذلك، الموافق لكتاب موسى، فيجب علينا جميعا الإذعان لهما واتباعهما، من حيث كونهما هدى وحقا، فإن جئتموني بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما اتبعته، وإلا، فلا أترك هدى وحقا قد علمته لغير هدى وحق .
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(بكتاب) متعلّق بـ (ائتوا) ، وكذلك
(من عند) ،
(منهما) متعلّق بأهدى
(أتّبعه) مضارع مجزوم جواب الطلبـ (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ...جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تقولون فأتوا ... وجملة الشرط المقدّر مقول القول.
وجملة: «هو أهدى ... » في محلّ جرّ نعت لكتاب.
وجملة: «أتّبعه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(50)
(الفاء) عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط
(يستجيبوا) مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون
(لك) متعلّق بـ (يستجيبوا) ،
(أنّما)كافّة ومكفوفة
(الواو) استئنافيّة
(من) اسم استفهام مبتدأ خبره
(أضل)
(ممّن) متعلّق بأضلّ
(بغير) حال من فاعل اتّبع
(من الله) متعلّق بنعت لهدى
(لا) نافية ...وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «اعلم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتّبعون ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق .
وجملة: «من أضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «إنّ الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا يهدي» في محلّ رفع خبر إنّ.