الرسم العثمانيقَالُوا سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوٰعِظِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡا سَوَآءٌ عَلَيۡنَاۤ اَوَعَظۡتَ اَمۡ لَمۡ تَكُنۡ مِّنَ الۡوٰعِظِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
قالوا له; يستوي عندنا تذكيرك وتخويفك لنا وتركه، فلن نؤمن لك.
يقول تعالى مخبرا عن جواب قوم هود له بعد ما حذرهم وأنذرهم ورغبهم ورهبهم وبين لهم الحق ووضحه "قالوا سواء علينا أو عظت أم لم تكن من الواعظين" أي لا نرجع عما نحن عليه "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين" وهكذا الأمر فإن الله تعالى قال; "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون" وقال تعالى; "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون" الآية.
قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين كل ذلك عندنا سواء لا نسمع منك ولا نلوي على ما تقوله . وروى العباس عن أبي عمرو وبشر عن الكسائي ; ( أوعظت ) مدغمة الظاء في التاء وهو بعيد ; لأن الظاء حرف إطباق إنما يدغم فيما قرب منه جدا وكان مثله ومخرجه .
يقول تعالى ذكره; قالت عاد لنبيهم هود صلى الله عليه وسلم; معتدل عندنا وعظك إيانا, وتركك الوعظ, فلن نؤمن لك ولن نصدّقك على ما جئتنا به.
فقالوا معاندين للحق مكذبين لنبيهم: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ أي: الجميع على حد سواء، وهذا غاية العتو, فإن قوما بلغت بهم الحال إلى أن صارت مواعظ الله, التي تذيب الجبال الصم الصلاب, وتتصدع لها أفئدة أولي الألباب, وجودها وعدمها -عندهم- على حد سواء، لقوم انتهى ظلمهم, واشتد شقاؤهم, وانقطع الرجاء من هدايتهم، ولهذا قالوا:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع
(علينا) متعلّق بسواء ،
(الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية
(أم) حرف عطف معادل للهمزة
(من الواعظين) متعلّق بمحذوف خبر تكن.
والمصدر المؤوّلـ (أوعظت ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي:
وعظك سواء علينا أم عدم وعظك.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «
(وعظك) سواء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وعظت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(الهمزة) .وجملة: «لم تكن من الواعظين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعظت.
(137)
(إن) حرف نفي(إلّا) أداة حصر
(خلق) خبر المبتدأ هذا ...لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «إن هذا إلّا خلق ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(138)
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجّر الياء.
وجملة: «ما نحن بمعذّبين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :١٣٦
Asy-Syu'ara'26:136