ثم وعظهم تعالى في العودة إلى مثل هذه الحالة . و أن مفعول من أجله ، بتقدير ; كراهية أن ، ونحوه .قوله تعالى ; إن كنتم مؤمنين توقيف وتوكيد ؛ كما تقول ; ينبغي لك أن تفعل كذا وكذا إن كنت رجلا .قوله تعالى ; يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا يعني في عائشة ؛ لأن مثله لا يكون إلا نظير القول في المقول عنه بعينه ، أو فيمن كان في مرتبته من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لما في ذلك من إذاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عرضه وأهله ؛ وذلك كفر من فاعله .قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول ; من سب أبا بكر ، وعمر أدب ، ومن سب عائشة قتل لأن الله تعالى يقول ; يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين فمن سب عائشة فقد خالف القرآن ، ومن خالف القرآن قتل . قال ابن العربي ; قال أصحاب الشافعي من سب عائشة - رضي الله عنها - أدب كما في سائر المؤمنين ، وليس قوله ; إن كنتم مؤمنين في عائشة لأن ذلك كفر ، وإنما هو كما قال ; عليه السلام - ; لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه . ولو كان سلب الإيمان في سب من سب عائشة حقيقة لكان سلبه في قول ; لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن حقيقة . قلنا ; ليس كما زعمتم ؛ فإن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة ، فبرأها الله تعالى فكل من سبها بما برأها الله منه مكذب لله ، ومن [ ص; 190 ] كذب الله فهو كافر ؛ فهذا طريق قول مالك ، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر . ولو أن رجلا سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .