إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
اِنَّ الَّذِيۡنَ هُمۡ مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِمۡ مُّشۡفِقُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
إنَّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون وَجِلون مما خوَّفهم الله تعالى به.
يقول تعالى " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون " أي هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفون منه وجلون من مكره بهم كما قال الحسن البصري; إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة وإن الكافر جمع إساءة وأمنا.
قوله تعالى ; إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون لما فرغ من ذكر الكفرة وتوعدهم عقب ذلك بذكر المؤمنين المسارعين في الخيرات ووعدهم ، وذكر ذلك بأبلغ صفاتهم . و مشفقون خائفون وجلون مما خوفهم الله تعالى .
يعني تعالى ذكره; ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ) إن الذين هم من خشيتهم وخوفهم من عذاب الله مشفقون، فهم من خشيتهم من ذلك دائبون في طاعته جادّون في طلب مرضاته.
لما ذكر تعالى الذين جمعوا بين الإساءة والأمن، الذين يزعمون أن عطاء الله إياهم في الدنيا دليل على خيرهم وفضلهم، ذكر الذين جمعوا بين الإحسان والخوف، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } أي: وجلون، مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم، خوفا أن يضع عليهم عدله، فلا يبقى لهم حسنة، وسوء ظن بأنفسهم، أن لا يكونوا قد قاموا بحق الله تعالى، وخوفا على إيمانهم من الزوال، ومعرفة منهم بربهم، وما يستحقه من الإجلال والإكرام، وخوفهم وإشفاقهم يوجب لهم الكف عما يوجب الأمر المخوف من الذنوب، والتقصير في الواجبات.
(من خشية) متعلّق بالخبر
(مشفقون) ، و (الموصولات) الثلاثة معطوفة على الموصول الأول بحروف العطف في محلّ نصبـ (بآيات) متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(بربّهم) متعلّق بـ (يشركون) المنفيّ،
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يؤتون، والمفعول الأول محذوف أي الناس
(الواو) واو الحالـ (إلى ربّهم) متعلّق بخبر أنّ
(راجعون) ،
(في الخيرات) متعلّق بـ (يسارعون) ،
(الواو) عاطفة أو حاليّة
(لها) متعلّق بـ (سابقون) ،
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(إلّا) للحصر
(وسعها) مفعول به ثان منصوب عامله نكلّف ،
(الواو) عاطفة
(لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(كتاب) ،
(بالحقّ) متعلّق بـ (ينطق) ،
(الواو) عاطفة أو حالية
(لا) نافية.والمصدر المؤوّلـ (أنّهم ... راجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأنهم أو بأنهم.. متعلّق بـ (وجلة) .
جملة: «إنّ الذين ... أولئك يسارعون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الأول.
وجملة: «هم ... يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
وجملة: «هم ... لا يشركون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثالث.
وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) الثالث.
وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الرابع.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «قلوبهم وجلة ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتوا.
وجملة: «أولئك يسارعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسارعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) .
وجملة: «هم لها سابقون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يسارعون .
وجملة: «لا نكلّف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة: إنّ الذين.
وجملة: «لدينا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف.
وجملة: «ينطق ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: «هم لا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف ..
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) الرابع.