وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَآءِ الْءَاخِرَةِ وَأَتْرَفْنٰهُمْ فِى الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا مَا هٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ
وَقَالَ الۡمَلَاُ مِنۡ قَوۡمِهِ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا وَكَذَّبُوۡا بِلِقَآءِ الۡاٰخِرَةِ وَاَتۡرَفۡنٰهُمۡ فِى الۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَا ۙ مَا هٰذَاۤ اِلَّا بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ ۙ يَاۡكُلُ مِمَّا تَاۡكُلُوۡنَ مِنۡهُ وَيَشۡرَبُ مِمَّا تَشۡرَبُوۡنَ
تفسير ميسر:
وقال الأشراف والوجهاء من قومه الذين كفروا بالله، وأنكروا الحياة الآخرة، وأطغاهم ما أُنعم به عليهم في الدنيا من ترف العيش; ما هذا الذي يدعوكم إلى توحيد الله تعالى إلا بشر مثلكم يأكل من جنس طعامكم، ويشرب من جنس شرابكم.
فكذبوه وخالفوه وأبوا عن اتباعه لكونه بشرا مثلهم واستنكفوا عن اتباع رسول بشري وكذبوا بلقاء الله في القيامة وأنكروا المعاد الجثماني.
قوله تعالى ; وقال الملأ أي الأشراف والقادة والرؤساء . من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة يريد بالبعث والحساب . وأترفناهم في الحياة الدنيا أي وسعنا عليهم نعم الدنيا حتى بطروا وصاروا يؤتون بالترفة ، وهي مثل التحفة . ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون فلا فضل له عليكم لأنه محتاج إلى الطعام والشراب كأنتم . وزعم الفراء أن معنى ويشرب مما تشربون على حذف من ، أي مما تشربون منه ؛ وهذا لا يجوز عند البصريين ولا يحتاج إلى حذف البتة ؛ لأن ( ما ) إذا كان مصدرا لم يحتج إلى عائد ، فإن جعلتها بمعنى الذي حذفت المفعول ولم يحتج إلى إضمار من .
يقول تعالى ذكره; وقالت الأشراف من قوم الرسول الذي أرسلنا بعد نوح، وعَنَى بالرسول في هذا الموضع; صالحًا، وبقومه; ثمود.( الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ ) يقول; الذين جحدوا توحيد الله، وكذبوا بلقاء الآخرة، يعني ، كذّبوا بلقاء الله في الآخرة. وقوله; ( وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول; ونعَّمناهم في حياتهم الدنيا بما وسَّعنا عليهم &; 19-29 &; من المعاش ، وبسطنا لهم من الرزق، حتى بَطِرُوا وعَتوْا على ربهم ، وكفروا، ومنه قول الراجز;وَقَدْ أُرَانِي بِالدِّيَارِ مُتْرَفا (1)وقوله; ( مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) يقول; قالوا; بعث الله صالحا إلينا رسولا من بيننا، وخصه بالرسالة دوننا، وهو إنسان مثلنا ، يأكل مما نأكل منه من الطعام ، ويشرب مما نشرب، وكيف لم يرسل ملكا من عنده يبلغنا رسالته، قال; ( وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) معناه; مما تشربون منه، فحذف من الكلام " منه "؛ لأن معنى الكلام; ويشرب من شرابكم، وذلك أن العرب تقول; شربت من شرابك.------------------------الهوامش ;(1) البيت للعجاج ( أراجيز العرب للسيد محمد توفيق البكري ص 19 ) قال في شرحه له ; وقد أراني أي قد كنت أرني . والمترف من الترف ، وهو النعيم والرفه . وفي (اللسان ; ترف) ; والمترف ; المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهوتها . ورجل مترف ، ومترف كمعظم ; موسع عليه . وترف الرجل وأترفه ; دلّله وملكه . وقوله تعالى { إلا قال مترفوها } ; أي أولوا الترف وأراد رؤساءها وقادة الشر منها .
{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: قال الرؤساء الذين جمعوا بين الكفر والمعاندة، وأطغاهم ترفهم في الحياة الدنيا، معارضة لنبيهم، وتكذيبا وتحذيرا منه: { مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } أي: من جنسكم { يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } فما الذي يفضله عليكم؟ فهلا كان ملكا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب
(الواو) استئنافيّة
(قال الملأ ... كفروا) مرّ إعراب نظيرها ،
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(بلقاء) متعلّق بـ (كذّبوا) ،
(في الحياة) متعلّق بـ (أترفناهم) ،
(ما هذا ... مثلكم) مرّ إعرابها
(ممّا) متعلّق بـ (يأكل) ،
(منه) متعلّق بـ (تأكلون) ،
(ممّا) الثاني متعلّق بـ (يشرب) .
جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أترفناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ما هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من بشر .
وجملة: «تأكلون منه ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .وجملة: «يشرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
وجملة: «تشربون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
34-
(الواو) عاطفة
(اللام) موطّئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(أطعتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(مثلكم) نعت لـ (بشرا) منصوبـ (إذاً) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له
(اللام) لام القسم عوض من المزحلقة
(خاسرون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «إن أطعتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما هذا إلّا بشر.
وجملة: «إنّكم.. لخاسرون» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
35-
(الهمزة) للاستفهام التعجبيّ، وفاعلـ (يعدكم) ضمير مستتر تقديره هو أي الرسول، وخبر
(أنكم) الأول هو (مخرجون) ، وكرّر
(أنّكم) توكيدا لطول الفاصلة ...والمصدر المؤوّلـ (أنّكم ... مخرجون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعدكم.
(إذا) ظرف قد يحمل معنى الشرط، فالجواب محذوف، ويتعلّق به الظرف، وقد يكون ظرفا محضا متعلّق بما دلّ عليه خبر أنّكم
(الواو) عاطفة في الموضعين.
وجملة: «يعدكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.وجملة: «متمّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنتم ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متّم.
36-
(هيهات) اسم فعل ماض بمعنى بعد
(هيهات) الثاني توكيد للأولـ (اللام) زائدة .
(ما) حرف مصدريّ ،
(توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع..
و (الواو) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّلـ (ما توعدون..) محلّه الأبعد فاعل هيهات.. ومحلّه الأقرب مجرور باللام أي بعد وعد الرسول بإخراجكم بعد الموت.
وجملة: «هيهات ... لما توعدون» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق في حيّز القول السابق.
37-
(إن) نافية
(إلّا) للحصر
(حياتنا) خبر المبتدأ
(هي) ،
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(نحن) اسمها
(مبعوثين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجر الياء.
وجملة: «إن هي إلّا حياتنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «نموت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «نحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
وجملة: «ما نحن بمبعوثين» لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
38
(إن هو إلّا رجل) مثل إن هي إلّا حياتنا
(على الله) متعلّق بـ (افترى) ،
(كذبا) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(ما نحن له بمؤمنين) مثل ما نحن بمبعوثين..
(له) متعلّق بـ (مؤمنين) .
وجملة: «إن هو إلّا رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «افترى ... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «ما نحن له بمؤمنين» في محلّ رفع معطوفة على جملة افترى.