الرسم العثمانيثُمَّ جَعَلْنٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ
الـرسـم الإمـلائـيثُمَّ جَعَلۡنٰهُ نُطۡفَةً فِىۡ قَرَارٍ مَّكِيۡنٍ
تفسير ميسر:
ثم خلقنا بنيه متناسلين مِن نطفة; هي مني الرجال تخرج من أصلابهم، فتستقر متمكنة في أرحام النساء.
"ثم جعلناه نطفة" هذا الضمير عائد على جنس الإنسان كما قال في الآية الأخرى " وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين " أي ضعيف كما قال " ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين " يعني الرحم معد لذلك مهيأ له " إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون " أي المدة معلومة وأجل معين حتى استحكم ونقل من حال. إلى حال وصفة إلى صفة ولهذا قال ههنا.
وهو القليل من الماء , وقد يقع على الكثير منه ; ومنه الحديث ( حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا ) .أراد بحر المشرق وبحر المغرب .والنطف ; القطر .نطف ينطف وينطف .وليلة نطوفة دائمة القطر.
يعني تعالى ذكره بقوله; ( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) ثم جعلنا الإنسان الذي جعلناه من سلالة من طين نطفة في قرار مكين، وهو حيث استقرّت فيه نطفة الرجل من رحم المرأة، ووصفه بأنه مكين؛ لأنه مكن لذلك ، وهيأ له ليستقرّ فيه إلى بلوغ أمره الذي جعله له قرارا. وقوله; ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) يقول; ثم صيرنا النطفة التي جعلناها في قرار مكين علقة، وهي القطعة من الدم، ( فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) يقول; فجعلنا ذلك الدم مضغة، وهي القطعة من اللحم.وقوله; ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) يقول; فجعلنا تلك المضغة اللحم عظاما. وقد اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والعراق سوى عاصم; ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) على الجمع، وكان عاصم وعبد الله يقرآن ذلك; ( عَظْما ) في الحرفين على التوحيد جميعا.والقراءة التي نختار في ذلك الجمع؛ لإجماع الحجة من القراء عليه.وقوله; (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) يقول; فألبسنا العظام لحما.
{ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ } أي: جنس الآدميين { نُطْفَةً } تخرج من بين الصلب والترائب، فتستقر { فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } وهو الرحم، محفوظة من الفساد والريح وغير ذلك.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :١٣
Al-Mu'minun23:13