فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ
فإذا كان يوم القيامة، ونفخ المَلَك المكلَّف في "القرن"، وبُعِثَ الناس من قبورهم، فلا تَفاخُرَ بالأنساب حينئذ كما كانوا يفتخرون بها في الدنيا، ولا يسأل أحد أحدًا.
فَمَن ثَقُلَتْ مَوٰزِينُهُۥ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فمن كثرت حسناته وثَقُلَتْ بها موازين أعماله عند الحساب، فأولئك هم الفائزون بالجنة.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُۥ فَأُولٰٓئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوٓا أَنفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خٰلِدُونَ
ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كٰلِحُونَ
تَحْرقُ النار وجوههم، وهم فيها عابسون تَقَلَّصَتْ شفاههم، وبرزت أسنانهم.
أَلَمْ تَكُنْ ءَايٰتِى تُتْلٰى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
يقال لهم; ألم تكن آيات القرآن تتلى عليكم في الدنيا، فكنتم بها تكذبون؟
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ
لما بلَّغتهم رسلهم وأنذرتهم قالوا يوم القيامة; ربنا غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا المقدَّرة علينا في سابق علمك، وكنا في فعلنا ضالين عن الهدى.
رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظٰلِمُونَ
ربنا أخرجنا من النار، وأعدنا إلى الدنيا، فإن رجعنا إلى الضلال فإنا ظالمون نستحق العقوبة.
قَالَ اخْسَـُٔوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ
قال الله عز وجل لهم; امكثوا في النار أذلاء ولا تخاطبوني. فانقطع عند ذلك دعاؤهم ورجاؤهم.
إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرّٰحِمِينَ
إنه كان فريق من عبادي- وهم المؤمنون- يَدْعون; ربنا آمنا فاستر ذنوبنا، وارحمنا، وأنت خير الراحمين.
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتّٰىٓ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ
فاشتغلتم بالاستهزاء بهم حتى نسيتم ذكر الله، فبقيتم على تكذيبكم، وقد كنتم تضحكون منهم سخرية واستهزاء.