قَالَ يٰهٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوٓا
قَالَ يٰهٰرُوۡنُ مَا مَنَعَكَ اِذۡ رَاَيۡتَهُمۡ ضَلُّوۡٓا
تفسير ميسر:
قال موسى لأخيه هارون; أيُّ شيء منعك حين رأيتهم ضلُّوا عن دينهم أن لا تتبعني، فتلحق بي وتتركهم؟ أفعصيت أمري فيما أمرتك به من خلافتي والإصلاح بعدي؟
يخبر تعالى عن موسى عليه السلام حين رجع إلى قومه فرأى ما قد حدث فيهم من الأمر العظيم فامتلأ عند ذلك غضبا وألقى ما كان في يده من الألواح الإلهية وأخذ برأس أخيه يجره إليه وقد قدمنا في سورة الأعراف بسط ذلك وذكرنا هناك حديث " ليس الخبر كالمعاينة " وشرع يلوم أخاه هارون فقال ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أي فتخبرني بهذا الأمر أول ما وقع أفعصيت أمري أي فما كنت قدمت إليك وهو قوله اخلفني في قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين قال يا ابن أم ترفق له بذكر الأم مع أنه شقيقه لأبويه لأن ذكر الأم ههنا أرق وأبلغ في الحنو والعطف ولهذا قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي الآية. هذا اعتذار من هارون عند موسى في سبب تأخره عنه حيث لم يلحقه فيخبره بما كان من هذا الخطب الجسيم قال إني خشيت أن أتبعك فأخبرك بهذا فتقول لي لم تركتهم وحدهم وفرقت بينهم ولم ترقب قولي أي وما راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم قال ابن عباس وكان هارون هائبا مطيعا له.