وَهَلْ أَتٰىكَ حَدِيثُ مُوسٰىٓ
وَهَلۡ اَتٰٮكَ حَدِيۡثُ مُوۡسٰىۘ
تفسير ميسر:
وهل أتاك - أيها الرسول - خبر موسى بن عمران عليه السلام؟
من ههنا شرع تبارك وتعالى في ذكر قصة موسى وكيف كان ابتداء الوحي إليه وتكليمه إياه وذلك بعد ما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم.
قوله تعالى ; وهل أتاك حديث موسى قال أهل المعاني ; هو استفهام وإثبات وإيجاب معناه ؛ أليس قد أتاك ؟ وقيل ; معناه وقد أتاك ؛ قاله ابن عباس . وقال الكلبي ; لم يكن أتاه حديثه بعد ثم أخبره .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم مسليه عما يلقى من الشدّة من مشركي قومه، ومعرفه ما إليه بصائر أمره وأمرهم، وأنه معليه عليهم، وموهن كيد الكافرين، ويحثه على الجدّ في أمره، والصبر على عبادته، وأن يتذكر فيما ينوبه فيه من أعدائه من مُشركي قومه وغيرهم، وفيما يزاول من الاجتهاد في طاعته ما ناب أخاه موسى صلوات الله عليه من عدّوه، ثم من قومه، ومن بني إسرائيل وما لقي فيه من البلاء والشدة طفلا صغيرا، ثم يافعا مترعرعا، ثم رجلا كاملا( وَهَلْ أَتَاكَ ) يا محمد ( حَدِيثُ مُوسَى ) ابن عمران
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الاستفهام التقريري والتعظيم لهذه القصة والتفخيم لها: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } في حاله التي هي مبدأ سعادته، ومنشأ نبوته، أنه رأى نارا من بعيد، وكان قد ضل الطريق، وأصابه البرد، ولم يكن عنده ما يتدفأ به في سفره.
(الواو) استئنافيّة
(هل) حرف استفهام لتقرير الخبر.
جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة -
(إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (حديث) ،
(الفاء) عاطفة
(لأهله) متعلّق بـ (قال) ،
(لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. و (الياء) اسم لعلّ في محلّ نصبـ (آتيكم) خبر لعلّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (كم) ضمير مضاف إليه ،
(منها) متعلّق بـ (آتيكم) ،
(بقبس) متعلّق بـ (آتيكم) ،
(على النار) متعلّق بـ (أجد) ،
(هدى) مفعول به منصوب .
جملة: «رأى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأى.
وجملة: «امكثوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي آنست ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «آنست نارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لعلّي آتيكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر لعلّ