وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَآ ءَاتَيْنٰكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وَاِذۡ اَخَذۡنَا مِيۡثَاقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ الطُّوۡرَؕ خُذُوۡا مَآ اٰتَيۡنٰكُمۡ بِقُوَّةٍ وَّ اذۡكُرُوۡا مَا فِيۡهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُوۡنَ
تفسير ميسر:
واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة، ورفعنا جبل الطور فوقكم، وقلنا لكم; خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه، وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.
يقول تعالى مذكرا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتباع رسله وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل فوق رؤسهم ليقروا بما عوهدوا عليه ويأخذوه بقوة وجزم وامتثال كما قال تعالى "وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون" فالطور هو الجبل كما فسره به في الأعراف ونص على ذلك ابن عباس ومجاهد وعطاء وعكرمة والحسن والضحاك والربيع بن أنس وغير واحد وهذا ظاهر وفي رواية عن ابن عباس الطور ما أنبت من الجبال وما لم ينبت فليس بطور وفي حديث الفتون عن ابن عباس أنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا. وقال السدي; فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم فنظروا إليه وقد غشيهم فسقطوا سجدوا فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر فرحمهم الله فكشفه عنهم فقالوا والله ما سجدة أحب إلى الله من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك وذلك قول الله تعالى "ورفعنا فوقكم الطور" وقال الحسن في قوله "خذوا ما آتيناكم بقوة" يعني التوراة وقال أبو العالية والربيع بن أنس بقوة أي بطاعة وقال مجاهد; بقوة بعمل بما فيه وقال قتادة "خذوا ما آتيناكم بقوة" قوة الجد وإلا قذفته عليكم. قال; فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة ومعنى قوله وإلا قذفته عليكم أي أسقطه عليكم يعني الجبل. وقال أبو العالية والربيع "واذكروا ما فيه" يقول اقرءوا ما في التوراة واعملوا به.
قوله تعالى ; وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرينقوله تعالى ; وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور هذه الآية تفسر معنى قوله تعالى ; وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة . قال أبو عبيدة ; المعنى ; زعزعناه فاستخرجناه من مكانه . قال ; وكل شيء قلعته فرميت به فقد نتقته . وقيل ; نتقناه رفعناه . قال ابن الأعرابي ; الناتق الرافع ، والناتق الباسط ، والناتق الفاتق . وامرأة ناتق ومنتاق ; كثيرة الولد . وقال القتبي ; أخذ ذلك من نتق السقاء ، وهو نفضه حتى تقتلع الزبدة منه . قال وقوله ; وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة قال ; قلع من أصله .واختلف في الطور ، فقيل ; الطور اسم للجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وأنزل عليه فيه التوراة دون غيره ، رواه ابن جريج عن ابن عباس . وروى الضحاك عنه أن الطور ما أنبت من الجبال خاصة دون ما لم ينبت . وقال مجاهد وقتادة ; أي جبل كان . إلا أن مجاهدا قال ; هو اسم لكل جبل بالسريانية ، وقاله أبو العالية . وقد مضى الكلام ; هل وقع في القرآن ألفاظ مفردة غير معربة من غير كلام في مقدمة الكتاب . والحمد لله . وزعم البكري أنه سمي بطور بن إسماعيل عليه السلام ، والله تعالى أعلم .القول في سبب رفع الطوروذلك أن موسى عليه السلام لما جاء بني إسرائيل من عند الله بالألواح فيها التوراة ، قال لهم ; خذوها والتزموها . فقالوا ; لا إلا أن يكلمنا الله بها كما كلمك . فصعقوا ثم أحيوا . فقال لهم ; خذوها . فقالوا ; لا ، فأمر الله الملائكة فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين طوله فرسخ في مثله ، وكذلك كان عسكرهم ، فجعل عليهم مثل الظلة ، وأتوا ببحر من خلفهم ، ونار من قبل وجوههم ، وقيل لهم ; خذوها وعليكم الميثاق ألا تضيعوها ، وإلا سقط عليكم الجبل . فسجدوا توبة لله وأخذوا التوراة بالميثاق . قال الطبري عن بعض العلماء ; لو أخذوها أول مرة لم يكن عليهم ميثاق . وكان سجودهم على شق ؛ لأنهم كانوا يرقبون الجبل خوفا ، فلما رحمهم الله قالوا ; لا سجدة أفضل من سجدة تقبلها الله ورحم بها عباده ، فأمروا سجودهم على شق واحد . قال ابن عطية ; والذي لا يصح سواه أن الله تعالى اخترع وقت سجودهم الإيمان في قلوبهم لا أنهم آمنوا كرها وقلوبهم غير مطمئنة بذلك .قوله تعالى ; " خذوا " أي ; فقلنا ; خذوا ، فحذف . " ما آتيناكم " أعطيناكم . بقوة أي ; بجد واجتهاد ، قال ابن عباس وقتادة والسدي . وقيل ; بنية وإخلاص . مجاهد ; القوة ; العمل بما فيه . وقيل ; بقوة ; بكثرة درس . واذكروا ما فيه أي ; تدبروه واحفظوا أوامره ووعيده ، ولا تنسوه ولا تضيعوه .قلت ; هذا هو المقصود من الكتب ، العمل بمقتضاها لا تلاوتها باللسان وترتيلها ، فإن ذلك نبذ لها ، على ما قاله الشعبي وابن عيينة ، وسيأتي قولهما عند قوله تعالى ; نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب . وقد روى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ; إن من شر الناس رجلا فاسقا يقرأ القرآن لا يرعوي إلى شيء منه . فبين صلى الله عليه وسلم أن المقصود العمل كما بينا . وقال مالك ; قد يقرأ القرآن من لا خير فيه . فما لزم إذا من قبلنا وأخذ عليهم لازم لنا وواجب علينا . قال الله تعالى ;واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم فأمرنا باتباع كتابه والعمل بمقتضاه ، لكن تركنا ذلك كما تركت اليهود والنصارى ، وبقيت أشخاص الكتب والمصاحف لا تفيد شيئا ، لغلبة الجهل وطلب الرياسة واتباع الأهواء . روى الترمذي عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال ; كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فشخص ببصره إلى السماء ثم قال ; [ ص; 409 ] هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء . فقال زياد بن لبيد الأنصاري ; كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لأقرأنه ولأقرئنه نساءنا وأبناءنا . فقال ; ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم وذكر الحديث ، وسيأتي . وخرجه النسائي من حديث جبير بن نفير أيضا عن عوف بن مالك الأشجعي من طريق صحيحة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزياد ; ثكلتك أمك يا زياد هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى . وفي الموطأ عن عبد الله بن مسعود ، قال لإنسان ; إنك في زمان كثير فقهاؤه ، قليل قراؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون الصلاة ويقصرون فيه الخطبة ، يبدءون فيه أعمالهم قبل أهوائهم . وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه ، كثير قراؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده ، كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون فيه الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، يبدءون فيه أهواءهم قبل أعمالهم . وهذه نصوص تدل على ما ذكرنا . وقد قال يحيى سألت ابن نافع عن قوله ; يبدءون أهواءهم قبل أعمالهم ؟ قال يقول ; يتبعون أهواءهم ويتركون العمل بالذي افترض عليهم .وتقدم القول في معنى قوله ; لعلكم تتقون فلا معنى لإعادته .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْقال أبو جعفر; " الميثاق "،" المفعال "، من " الوثيقة "، إما بيمين, وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق. (26)ويعني بقوله; (وإذ أخذنا ميثاقكم) الميثاق الذي أخبر جل ثناؤه أنه أخذ منهم في قوله; وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ البقرة; 83-85] الآيات الذي ذكر معها. وكان سبب أخذ الميثاق عليهم - فيما ذكره ابن زيد - ما;-1115 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد; لما رجع موسى من عند ربه بالألواح. قال لقومه بني إسرائيل; إن هذه الألواح فيها كتاب الله, فيه أمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه. (27) فقالوا; ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله إلينا فيقول; هذا كتابي فخذوه! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى، فيقول; هذا كتابي فخذوه؟ قال; فجاءت غضبة من الله، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم, فماتوا أجمعون. قال; ثم أحياهم الله بعد موتهم, فقال لهم موسى; خذوا كتاب الله. فقالوا; لا. قال; أي شيء أصابكم؟ قالوا; متنا ثم حيينا! (28) قال; خذوا &; 2-157 &; كتاب الله. قالوا; لا. فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم, فقيل لهم; أتعرفون هذا؟ قالوا; نعم, هذا الطور, قال; خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم. قال; فأخذوه بالميثاق، وقرأ قول الله; وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا حتى بلغ; وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [ البقرة; 83-85]، قال; ولو كانوا أخذوه أول مرة، لأخذوه بغير ميثاق. (29)* * *القول في تأويل قوله تعالى ; وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَقال أبو جعفر; وأما " الطور " فإنه الجبل في كلام العرب, ومنه قول العجاج;دانَــى جناحيـه مـن الطـور فمـرتَقَضِّــيَ البـازي إذا البـازي كسـر (30)وقيل; إنه اسم جبل بعينه. وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى. وقيل; إنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت. (31)* * ** ذكر من قال; هو الجبل كائنا ما كان;1116 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال; أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا; حِطَّةٌ وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا, فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم, وقالوا حنطة. فنتق فوقهم الجبل - يقول; أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة = و " الطور "، بالسريانية، الجبل = تخويفا، أو خوفا, شك أبو عاصم، فدخلوا سجدا على خوف، وأعينهم إلى الجبل. هو الجبل الذي تجلى له ربه. (32)1117 - وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال; رفع الجبل فوقهم كالسحابة, فقيل لهم; لتؤمنن أو ليقعن عليكم. فآمنوا. والجبل بالسريانية; " الطور ".1118 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور) قال; الطور الجبل؛ كانوا بأصله، فرفع عليهم فوق رؤوسهم, فقال; لتأخذن أمري، أو لأرمينكم به.1119 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة; (ورفعنا فوقكم الطور)، قال; الطور الجبل. اقتلعه الله فرفعه فوقهم, فقال; خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ فأقروا بذلك.1120 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع, عن أبي العالية; (ورفعنا فوقكم الطور) قال; رفع فوقهم الجبل، يخوفهم به.&; 2-159 &;1121 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن النضر, عن عكرمة قال; الطور الجبل.1122 - وحدثنا موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي; لما قال الله لهم; ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. فأبوا أن يسجدوا، أمر الله الجبل أن يقع عليهم, فنظروا إليه وقد غشيهم, فسقطوا سجدا على شق, ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله فكشفه عنهم فذلك قوله; وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ [ الأعراف; 171] ، وقوله; ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ).1123 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد; الجبل بالسريانية الطور.* * *وقال آخرون; " الطور " اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه.* ذكر من قال ذلك;1124 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال; قال ابن عباس; الطور، الجبل الذي أنـزلت عليه التوراة - يعني على موسى - وكانت بنو إسرائيل أسفل منه. قال ابن جريج; وقال لي عطاء; رفع الجبل على بني إسرائيل، فقال; لتؤمنن به أو ليقعن عليكم. فذلك قوله; كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ .* * *وقال آخرون; الطور، من الجبال، ما أنبت خاصة.* ذكر من قال ذلك;1125 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس في قوله; (الطور) قال; الطور من الجبال ما أنبت, وما لم ينبت فليس بطور.* * *القول في تأويل قوله تعالى ذكره خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍقال أبو جعفر; اختلف أهل العربية في تأويل ذلك. فقال بعض نحويي أهل البصرة; هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له. وذلك أن معنى الكلام; ورفعنا فوقكم الطور، وقلنا لكم; خذوا ما آتيناكم بقوة, وإلا قذفناه عليكم.وقال بعض نحويي أهل الكوفة; أخذ الميثاق قول فلا حاجة بالكلام إلى إضمار قول فيه, فيكون من كلامين، غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من الكلام -الذي هو بمعنى القول- أن يكون معه " أن " كما قال الله جل ثناؤه إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ [ نوح; 1] قال; ويجوز أن تحذف " أن ".والصواب في ذلك عندنا; أن كل كلام نطق به -مفهوم به معنى ما أريد- ففيه الكفاية من غيره.ويعني بقوله; (خذوا ما آتيناكم)، ما أمرناكم به في التوراة.وأصل " الإيتاء "، الإعطاء. (33)* * *ويعني بقوله; (بقوة) بجد في تأدية ما أمركم فيه وافترض عليكم، كما;-1126 - حدثت عن إبراهيم بن بشار قال، ; حدثنا ابن عيينة قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (خذوا ما آتيناكم بقوة). قال; تعملوا بما فيه.1127 - وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.1128 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن &; 2-161 &; الربيع, عن أبي العالية; (خذوا ما آتيناكم بقوة)، قال; بطاعة.1129 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرازق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة; (خذوا ما آتيناكم بقوة). قال; " القوة " الجد, وإلا قذفته عليكم. قال; فأقروا بذلك; أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة.1130 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (بقوة)، يعني; بجد واجتهاد.1131 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد - وسألته عن قول الله; (خذوا ما آتيناكم بقوة) - قال; خذوا الكتاب الذي جاء به موسى يصدق ويحق.* * *فتأويل الآية إذا; خذوا ما افترضناه عليكم في كتابنا من الفرائض، فاقبلوه، واعملوا باجتهاد منكم في أدائه، من غير تقصير ولا توان. وذلك هو معنى أخذهم إياه بقوة ، بجد.* * *القول في تأويل قوله تعالى ذكره وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)قال أبو جعفر; يعني; واذكروا ما فيما آتيناكم من كتابنا من وعد ووعيد شديد، وترغيب وترهيب, فاتلوه، واعتبروا به، وتدبروه إذا فعلتم ذلك، كي تتقوا وتخافوا عقابي، (34) بإصراركم على ضلالكم فتنتهوا إلى طاعتي، وتنـزعوا عما أنتم عليه من معصيتي. كما;-1132 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا ابن إسحاق, عن &; 2-162 &; داود بن الحصين, عن عكرمة عن ابن عباس; (لعلكم تتقون)، قال; تنـزعون عما أنتم عليه.* * *والذي آتاهم الله، هو التوراة. كما;-1133 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية; (واذكروا ما فيه) يقول; اذكروا ما في التوراة.1134 - كما حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله; (واذكروا ما فيه) يقول; أمروا بما في التوراة.1135 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سألت ابن زيد عن قول الله; (واذكروا ما فيه)، قال; اعملوا بما فيه بطاعة لله وصدق. (35) قال; وقال; اذكروا ما فيه، لا تنسوه ولا تغفلوه.-----------------الهوامش ;(26) انظر ما سلف 1 ; 414 ، في قوله تعالى ; "من بعد ميثاقه" [سورة البقرة ; 27] .(27) في المطبوعة ; "وأمره الذي أمركم" ، والتصحيح من روايته في رقم ; 959 .(28) في رقم ; 959 ; "قالوا أصابنا أنا متنا . . " .(29) الأثر رقم ; 1115 - مضى أكثره في رقم ; 959 .(30) ديوانه ; 17 ، وهو من قصيدة جيدة يذكر فيها مآثر عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وقد ولي الولايات العظيمة ، وفتح الفتوح الكثيرة ، وقاتل الخوارج . والضمير في قوله ; "دانى" يعود إلى متأخر ، وهو"البازي" المذكور في البيت بعده . فإن قبله ، ذكر عمر بن عبيد الله وكتائبه من حوله ;حـول ابـن غـراء حصـان إن وترفــات, وإن طـالب بـالوغم اقتـدرإذا الكـرام ابتــدروا البـاع ابتـدردانــــى جناحيــــه .........يريد ; "ابتدر منقضا انقضاض البازي من الطور ، دانى جناحيه . . فمر" فقدم وأخر . وهو من جيد التقديم والتأخير . وقوله ; "دانى" أي ضم جناحيه وقر بهما وضيق ما بينهما تأهبا للانقضاض من ذروة الجبل . ومر ; أسرع إسراعا شديدا . وقوله ; "تقضى" أصلها"تقضض" ، فقلب الضاد الأخيرة ياء ، استثقل ثلاث ضادات ، كما فعلوا في"ظنن""وتظنى" على التحويل . وتقضض الطائر ; هوى في طيرانه يريد الوقوع . والبازي ; ضرب من الصقور ، شديد . وكسر الطائر جناحيه ; ضم منهما شيئا - أي قليلا- وهو يريد السقوط .(31) هذا قول لم أجده في كتب اللغة في مادته .(32) الأثر رقم ; 1116 - مضى صدر منه برقم ; 1027 .(33) انظر ما سلف 1 ; 574 .(34) انظر ما مضى في بيان"لعل" بمعنى"كى" 1 ; 364 -365 ، وهذا الجزء 2 ; 68 .(35) في المطبوعة ; "بطاعة الله وصدق" خطأ .
أي: واذكروا { إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } وهو العهد الثقيل المؤكد بالتخويف لهم, برفع الطور فوقهم وقيل لهم: { خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ } من التوراة { بِقُوَّةٍ } أي: بجد واجتهاد, وصبر على أوامر الله، { وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ } أي: ما في كتابكم بأن تتلوه وتتعلموه، { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } عذاب الله وسخطه, أو لتكونوا من أهل التقوى.
(الواو) عاطفة
(إذ) اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا
(أخذ) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعلـ (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه
(الواو) حاليّة
(رفعنا) مثل أخذنا
(فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (رفعنا) و (كم) مضاف إليه
(الطور) مفعول به منصوب.
(خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.والواو فاعلـ (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(آتينا) مثل أخذنا و (كم) مفعول به، والمفعول الثاني محذوف أي آتيناكموه
(بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آتيناكم أي متمتعين بقوة
(الواو) عاطفة
(اذكروا) مثل خذوا
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير متّصل في محل نصب اسم لعلـ (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ بإضافة
(إذ) إليهاوجملة: «رفعنا..» في محلّ نصب حال بتقدير
(قد) وجملة: «خذوا ... » في محل نصب مقول القول لقول محذوف ، والجملة المقدّرة في موضع الحال وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذواوجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليليّةوجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ