وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمٰلَهُمْ حَسَرٰتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخٰرِجِينَ مِنَ النَّارِ
وَقَالَ الَّذِيۡنَ اتَّبَعُوۡا لَوۡ اَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّاَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوۡا مِنَّا ؕ كَذٰلِكَ يُرِيۡهِمُ اللّٰهُ اَعۡمَالَهُمۡ حَسَرٰتٍ عَلَيۡهِمۡؕ وَمَا هُمۡ بِخٰرِجِيۡنَ مِنَ النَّارِ
تفسير ميسر:
وقال التابعون; يا ليت لنا عودة إلى الدنيا، فنعلن براءتنا من هؤلاء الرؤساء، كما أعلنوا براءتهم مِنَّا. وكما أراهم الله شدة عذابه يوم القيامة يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم، وليسوا بخارجين من النار أبدًا.
الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار وقوله "وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا" أي لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم فلا نلتفت إليهم بل نوحد الله وحده بالعبادة; وهم كاذبون في هذا بل لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون كما أخبر الله تعالى عنهم بذلك ولهذا قال "كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم" أي تذهب وتضمحل كما قال تعالى "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" وقال تعالى "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف" الآية. وقال تعالى "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء" الآية ولهذا قال تعالى "وما هم بخارجين من النار".
قوله تعالى ; وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النارقوله تعالى ; وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة أن في موضع رفع ، أي لو ثبت أن لنا رجعة فنتبرأ منهم جواب التمني . والكرة ; الرجعة والعودة إلى حال قد كانت ، أي قال الأتباع ; لو رددنا إلى الدنيا حتى نعمل صالحا ونتبرأ منهم كما تبرءوا منا أي تبرؤا كما ، فالكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف . ويجوز أن يكون نصبا على الحال ، تقديرها متبرئين ، والتبرؤ الانفصال .قوله تعالى ; كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم الكاف في موضع رفع ، أي الأمر كذلك . أي كما أراهم الله العذاب كذلك يريهم الله أعمالهم . ويريهم الله قيل ; هي ، من رؤية البصر ، فيكون متعديا لمفعولين ; الأول الهاء والميم في يريهم ، والثاني أعمالهم ، وتكون حسرات حالا . ويحتمل أن يكون من رؤية القلب ، فتكون حسرات المفعول الثالث . أعمالهم قال الربيع ; أي الأعمال الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم بها النار . وقال ابن مسعود والسدي ; الأعمال الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة ، ورويت في هذا القول أحاديث . قال السدي ; ترفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله تعالى ، ثم تقسم بين المؤمنين فذلك حين يندمون . وأضيفت هذه الأعمال إليهم من حيث هم مأمورون بها ، وأما إضافة الأعمال الفاسدة إليهم فمن حيث عملوها . والحسرة واحدة الحسرات ، كتمرة وتمرات ، وجفنة وجفنات ، وشهوة وشهوات . هذا إذا كان اسما ، فإن نعته سكنت ، كقولك ; ضخمة وضخمات ، وعبلة وعبلات . والحسرة أعلى درجات الندامة على شيء فائت . والتحسر ; التلهف ، يقال ; حسرت عليه ( بالكسر ) أحسر حسرا وحسرة . وهي مشتقة من الشيء الحسير الذي قد انقطع وذهبت قوته ، كالبعير إذا عيي .[ ص; 195 ] وقيل ; هي مشتقة من حسر إذا كشف ، ومنه الحاسر في الحرب ; الذي لا درع معه . والانحسار ; الانكشاف .قوله تعالى ; وما هم بخارجين من النار دليل على خلود الكفار فيها وأنهم لا يخرجون منها . وهذا قول جماعة أهل السنة ، لهذه الآية ولقوله تعالى ; ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط . وسيأتي .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّاقال أبو جعفر; يعني بقوله تعالى ذكره; " وقَال الذين اتَّبعوا "، وقال أتباع الرجال -الذين كانوا اتخذوهم أندادًا من دون الله يطيعونهم في معصية الله, ويَعصُون ربَّهم في طاعتهم, إذ يرون عَذابَ الله في الآخرة-; " لو أن لنا كرة ".* * *يعني" بالكرة "، الرجعةَ إلى الدنيا, من قول القائل; " كررَت على القوم أكُرَّ كرًّا ", و " الكرَّة " المرة الواحدة, وذلك إذا حمل عليهم راجعًا عليهم بعد الانصراف عنهم، كما قال الأخطل;وَلَقَـدْ عَطَفْـنَ عَـلَى فَـزَارَةَ عَطْفَـةًكَـرَّ الْمَنِيـحِ, وَجُـلْنَ ثَــمَّ مَجَــالا (47)وكما;-2432- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد, عن سعيد, عن قتادة; " وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا "، أي; لنا رجعةً إلى الدنيا.2433- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع; " وقال الذين اتبعوا لو أنّ لنا كرة " قال، قالت الأتباع; لو أن لنا كرة إلى الدنيا فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا.* * *وقوله; " فنتبرأ منهم " منصوبٌ، لأنه جواب للتمني ب " الفاء ". لأن القوم تمنوا رجعةً إلى الدنيا ليتبرأوا من الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله، كما تبرأ منهم رؤساؤهم الذين كانوا في الدنيا، المتبوعون فيها على الكفر بالله، إذْ عاينوا عَظيم النازل بهم من عذاب الله، (48) فقالوا; يا ليت لنا كرّة إلى الدنيا فنتبرأ منهم, و يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سورة الأنعام; 27]* * *القول في تأويل قوله تعالى ; كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْقال أبو جعفر; ومعنى قوله; " كذلك يُريهمُ الله أعمالهم "، يقول; كما أراهم العذابَ الذي ذكره في قوله; وَرَأَوُا الْعَذَابَ ، الذي كانوا يكذبون به في الدنيا, فكذلك يُريهم أيضًا أعمالهم الخبيثة التي استحقوا بها العقوبة من الله " حسرات عليهم " يعني; نَدامات.* * *" والحسرات " جَمع " حَسْرة ". وكذلك كل اسم كان واحده على " فَعْلة " مفتوح الأول ساكن الثاني, فإن جمعه على " فَعَلات " مثل " شَهوة وتَمرة " تجمع " شَهوات وتَمرات " مثقَّلة الثواني من حروفها. فأما إذا كان نَعتًا فإنك تَدع ثانيَه ساكنًا مثل " ضخمة "، تجمعها " ضخْمات " و " عَبْلة " تجمعها " عَبْلات ", وربما سُكّن الثاني في الأسماء، كما قال الشاعر; (49)عَــلَّ صُـرُوفَ الدَّهْـرِ أوْ دُولاتِهَـايُدِلْنَنَـــا اللَّمَّــة مِــنْ لَمَّاتِهَــافَتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ زَفْرَاتِهَا (50)فسكنّ الثاني من " الزفرات "، وهي اسم. وقيل; إن " الحسرة " أشد الندامة.* * *فإن قال لنا قائل; فكيف يَرَون أعمالهم حَسرات عليهم, وإنما يتندم المتندم عَلى تَرْك الخيرات وفوتها إياه؟ وقد علمت أنّ الكفار لم يكن لهم من الأعمال ما يتندّمون على تركهم الازديادَ منه, فيريهم الله قليلَه! (51) بل كانت أعمالهم كلها معاصيَ لله, ولا حسرةَ عليهم في ذلك, وإنما الحسرة فيما لم يَعملوا من طاعة الله؟قيل; إن أهل التأويل في تأويل ذلك مختلفون, فنذكر في ذلك ما قالوا, ثم نخبر بالذي هو أولى بتأويله إن شاء الله.فقال بعضهم; معنى ذلك; كذلك يريهم الله أعمالهم التي فرضها عليهم في الدنيا فضيَّعوها ولم يعملوا بها، حتى استوجب =ما كان الله أعدَّ لهم، لو كانوا عملوا بها في حياتهم، من المساكن والنِّعم= غيرُهمْ بطاعته ربَّه. (52) فصار ما فاتهم من الثواب -الذي كان الله أعدَّه لهم عنده لو كانوا أطاعوه في الدنيا، إذ عاينوه (53) عند دخول النار أو قبل ذلك- أسًى وندامةً وحسرةً عليهم.* ذكر من قال ذلك;2434- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; " كذلك يُريهم الله أعمالهم حَسرات عليهم "، زعم أنه يرفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها، لو أنهم أطاعوا الله, فيقال لهم; تلك مساكنكم لو أطعتم الله ثم تُقسَّم بين المؤمنين, فيرثونهم. فذلك حين يندمون.2435- حدثنا محمد بن بشار قال; حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال، حدثنا أبو الزعراء, عن عبد الله -في قصة ذكرها- فقال; فليس نَفْسٌ إلا وهي تنظر إلى بَيتٍ في الجنة وبَيتٍ في النار, وهو يومُ الحسرة. قال; فيرى أهلُ النار الذين في الجنة, فيقال لهم; لو عَملتم! فتأخذهم الحسرة. قال; فيرى أهلُ الجنة البيتَ الذي في النار, فيقال; لولا أن منَّ الله عليكم! (54)* * *فإن قال قائل; وكيف يكون مضافًا إليهم من العمل ما لم يَعملوه على هذا التأويل؟قيل; كما يُعرض على الرجل العملُ فيقال [له] قبل أن يعمله; (55) هذا عملك. يعني; هذا الذي يجب عليك أن تَعمله, كما يقال للرجل يَحضُر غَداؤه قبل أن يَتغدى به; (56) هذا غَداؤك اليوم. يعني به; هذا ما تَتغدى به اليوم. فكذلك قوله; " كذلك يُريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "، يعني; كذلك يُريهم الله أعمالهم التي كان لازمًا لهم العمل بها في الدنيا، حسرات عليهم.* * *وقال آخرون; كذلك يُريهم الله أعمالهم السيئة حسرات عليهم، لم عَملوها؟ وهلا عملوا بغيرها مما يُرضي الله تعالى ذكره؟* ذكر من قال ذلك;2436- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع; " كذلك يُريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "، فصَارت أعمالهم الخبيثة حَسرةً عليهم يوم القيامة.2437- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " أعمالهم حسرات عليهم " قال، أوليس أعمالهم الخبيثةُ التي أدخلهم الله بها النار؟ [فجعلها] حسرات عليهم. (57) قال; وجعل أعمالَ أهل الجنة لهم, وقرأ قول الله; بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [سورة الحاقة; 24]* * *قال أبو جعفر; وأولى التأويلين بالآية تأويل من قال; معنى قوله; " كذلك يُريهم الله أعمالهمْ حَسرات عليهم "، كذلك يُرِي الله الكافرين أعمالهم الخبيثة حسرات عليهم، لم عملوا بها؟ وهلا عملوا بغيرها؟ فندموا على ما فرط منهم من أعمالهم الرديئة، إذ رأوا جزاءها من الله وعقابها، (58) لأن الله أخبر أنه يريهم أعمالهم ندمًا عليهم.فالذي هو أولى بتأويل الآية، ما دلّ عليه الظاهرُ دون ما احتمله الباطن الذي لا دلالة له على أنه المعنيُّ بها. (59) والذي قال السدي في ذلك، وإن كان مَذهبًا تحتمله الآية, فإنه مَنـزع بعيد. ولا أثر -بأنّ ذلك كما ذكر- تقوم به حُجة فيسلم لها، (60) ولا دلالة في ظاهر الآية أنه المراد بها. فإذْ كان الأمر كذلك، لم يُحَلْ ظاهر التنـزيل إلى باطن تأويل. (61)* * *القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)قال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بذلك; وما هؤلاء الذين وصَفتهم من الكفار =وإنْ نَدموا بعد معاينتهم مَا عاينوا من عذاب الله, فاشتدت ندامتهم على ما سلف منهم من أعمالهم الخبيثة, وتمنَّوا إلى الدنيا كرةً ليُنيبوا فيها, ويتبرأوا من مُضليهم وسادتهم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله فيها = بخارجين من النار التي أصلاهُموها الله بكفرهم به في الدنيا, ولا ندمُهم فيها بمنجيهم من عذاب الله حينئذ, ولكنهم فيها مخلدون.* * *وفي هذه الآية الدلالةُ على تكذيب الله الزاعمين أن عَذابَ الله أهلَ النار من أهل الكفر مُنقضٍ, وأنه إلى نهاية, ثم هو بعدَ ذلك فانٍ. لأن الله تعالى ذكره أخبرَ عن هؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية, ثم ختم الخبر عنهم بأنهم غيرُ خارجين من النار، بغير استثناء منه وَقتًا دون وقت. فذلك إلى غير حدّ ولا نهاية.-------------------الهوامش ;(47) ديوانه 48 ، ونقائض جرير والأخطل ; 79 . وفي المطبوعة ; "كر المشيح" ، وهو خطأ وفي الديوان"على قدارة" ، وهو خطأ . وفزارة بن ذبيان بن بغيض . والمنيح ; قدح لاحظ له في الميسر ، وأقداح الميسر سبعة دوات أنصباء ، وأربعة لا نصيب لها مع السبعة ، ولكنها تعاد معها في كل ضربة . وقوله ; "عطفن" يعني الخيل ، ذكرها في بيت قبله . وقد مضى من هذه القصيدة أبيات في 2 ; 38 ، 39 ، 492 ، 496 .(48) في المطبوعة ; "إذا عاينوا" ، وهو خطأ .(49) لم أعرف قائله .(50) سيأتي في التفسير 24 ; 43 / 30 ; 34 (بولاق) بزيادة بيت . والعيني 4 ; 396 واللسان (لمم) (زفر) (علل) وغيرها . والدولة (بفتح فسكون) والدولة (بضم الدال) ; العقبة في المال والحرب وغيرهما ، وهو الانتقال من حال إلى حال ، هذا مرة وهذا مرة . ودالت الأيام ; دارت بأصحابها . ويروي ; "تديلنا" وأداله ; جعل له العقبة في الأمر الذي يطلبه أو يتمناه ، بتغيره وانتقاله عنه إلى حال أخرى . واللمة ; النازلة من نوازل الدهر ، كالملمة . والبيت الرابع الذي زاده الطبري ;وَتَنْقَـــعُ الغُلّــة مــن غُلاّتِهــاوالغلة ; شدة العطش وحرارته . ونقع الغلة ; سكنها وأطفأها وأذهب ظمأها .(51) قوله ; "فيريهم الله قليله" ، يعني به ; فيريهم الله أنه قليل ، فيتمنون أن لو كانوا ازدادوا من فعله حتى يكثر .(52) سياق هذه الجملة ; حتى استوجب غيرهم بطاعته ربه ، ما كان الله أعد لهم . . . " فقدم وأخر وفصل ، كعادته .(53) في المطبوعة ; "إذا عاينوه" ، والصواب ما أثبت .(54) الحديث ; 2435- سفيان ; هو الثوري . سلمة بن كهيل الحضرمي . سبق توثيقه ; 439 ، ونزيد هنا أن الثوري قال ; "كان ركنًا من الأركان" . وقال أحمد ; "سلمة متقن الحديث" . وقال أبو زرعة ; "كوفي ثقة مأمون ذكي" . مترجم في التهذيب ، والكبير 2/2/75 ، وابن سعد 6 ; 221 ، وابن أبي حاتم 2/1/170-171 ، وتاريخ الإسلام 5 ; 81-82 .أبو الزعراء - بفتح الزاي والراء بينهما عين مهملة ساكنة؛ هو عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكبير ، وهو خال سلمة بن كهيل . وهو ثقة من كبار التابعين . مترجم في التهذيب ، وابن سعد 6 ; 119 ، وابن أبي حاتم 2/2/195 .وهذا الحديث قطعة من حديث طويل - كما قال الطبري هنا ; "في قصة ذكرها" وستأتي قطعة أخرى منه في الطبري 15 ; 97 (بولاق) . وهو حديث موقوف من كلام ابن مسعود ولكنه -عندنا- وإن كان موقوفًا لفظًا ، فإنه مرفوع حكمًا ، لأنه في صفة آخر الزمان ، وما يأتي من الفتن ، ثم فناء الدنيا ، ثم البعث والنشور والشفاعة ، وما إلى ذلك ، مما لا يعلم بالرأي .وقد رواه -بطوله كاملا- الحاكم في المستدرك 4 ; 496-498 ، من طريق الحسين بن حفص الإصبهاني ، عن سفيان ، بهذا الإسناد . وقال ; "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه" . ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10 ; 328-330 ، بطوله ، وقال ; رواه الطبراني وهو موقوف ، مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلم ; "أنا أول شافع"! هكذا قال الهيثمي ولم يذكر شيئًا عن إسناده . وليس هذا موضع التعقب على تعليله .وروى أبو داود الطيالسي ; 389- قطعة أخرى منه ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه . و"يحيى بن سلمة" . ضعيف جدًا . قال البخاري في الصغير ، ص ; 143"منكر الحديث" ولا يضر ضعف الإسناد عند الطيالسي ، إذ جاء الحديث -كما ترى- بإسناد صحيح ، من رواية سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل .(55) ما بين القوسين زيادة يستقيم بها الكلام .(56) في المطبوعة ; "كما يقال للرجل" ، وزيادة الواو لازمة .(57) الزيادة بين القوسين مما يستقيم به معنى الكلام ، ليطابق القول الذي قاله هؤلاء . ويوافق الشطر الثاني من هذا الخبر في ذكر أعمال أهل الجنة .(58) في المطبوعة ; "إذا رأوا جزاءها" ، والصواب ما أثبت .(59) انظر تفسير معنى ; "الظاهر ، والباطن" فيما سلف 2 ; 15 ، واطلبه في فهرس المصطلحات .(60) في المطبوعة ; "تقوم له حجة" ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .(61) في المطبوعة ; "فإذا كان الأمر . . . " ، والصواب ما أثبت . وقوله ; "لم يحل" من أحال الشيء يحيله ; إذا حوله من مكان إلى مكان ، أو من وجه إلى وجه .
وحينئذ يتمنى التابعون أن يردوا إلى الدنيا فيتبرأوا من متبوعيهم, بأن يتركوا الشرك بالله, ويقبلوا على إخلاص العمل لله، وهيهات, فات الأمر, وليس الوقت وقت إمهال وإنظار، ومع هذا, فهم كذبة, فلو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وإنما هو قول يقولونه, وأماني يتمنونها, حنقا وغيظا على المتبوعين لما تبرأوا منهم والذنب ذنبهم، فرأس المتبوعين على الشر, إبليس, ومع هذا يقول لأتباعه لما قضي الأمر { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ }
(الواو) عاطفة
(قال) فعل ماض
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله
(لو) حرف تمنّ تضمّن معنى الشرط
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد
(اللام) حرف جرّ
(نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم
(كرة) اسم أنّ منصوب والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت حصول الكرّة لنا.. وجواب لو محذوف تقديره لتبرّأنا(الفاء) فاء السببيّة
(نتبرّأ) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد الفاء، وقد اعتمد النصب على التمنّي المشربة به لو، والفاعل ضمير مستترتقديره نحنوالمصدر المؤوّلـ (أن نتبرّأ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول المسبوك من الكلام السابق أي: لو ثبت حصول كرّة لنا فتبرئتنا منهم(من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بـ (نتبرّأ) ،
(الكاف) حرف جرّ وتشبيه
(ما) حرف مصدريّ
(تبرّؤوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (منا) مثل منهم متعلّق بـ (تبرّؤوا) والمصدر المؤوّل من(ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل نتبرّأ(الكاف) مثل الأولـ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب.. أي:
يريهم رؤية أو يحشرهم حشرا أو يجزيهم جزاء كذلك.
(يري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّلـ (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(أعمال) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه
(حسرات) مفعول به ثالث منصوب وعلامة النصب الكسرة ،
(عليهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف نعت لحسرات ،
(الواو) عاطفة أو حاليّة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(هم) ضمير منفصل في محل رفع اسم ما
(الباء) حرف جرّ زائد
(خارجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الباء
(من النار) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خارجين) جملة قال الذين اتّبعوا في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ فيالسابقةوجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) وجملة: «نتبرّأ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر
(أن) وجملة: «تبرّؤوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(ما) ومقول القول هي جملة
(ثبت) حصول الكرّة ...
وجملة: «يريهم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «ما هم بخارجين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يريهم الله.. أو في محلّ نصب حال من ضمير يريهم المفعول