خٰلِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ
خٰلِدِيۡنَ فِيۡهَا ۚ لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ الۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنۡظَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
دائمين في اللعنة والنار، لا يخفف عنهم العذاب، ولا هم يمهلون بمعذرة يعتذرون بها.
ثم قال جل وعز ; خالدين فيها يعني في اللعنة ، أي في جزائها . وقيل ; خلودهم في اللعنة أنها مؤبدة عليهم خالدين نصب على الحال من الهاء والميم في عليهم ، والعامل فيه الظرف من قوله ; عليهم لأن فيها معنى استقرار اللعنة .
القول في تأويل قوله تعالى ; خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)* * *قال أبو جعفر; إن قال لنا قائل; ما الذي نصب " خالدين فيها "؟قيل; نُصب على الحال من " الهاء والميم " اللتين في" عليهم ". وذلك أنّ معنى قوله; أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ، أولئك يلعنهم الله والملائكةُ والناس أجمعون خالدين فيها. ولذلك قرأ ذلك; " أولئك عَليهم لعنة الله والملائكةُ والناس أجمعون " &; 3-264 &; مَنْ قرأَهُ كذلك، (90) توجيهًا منه إلى المعنى الذي وصفتُ. وذلك وإن كان جائزًا في العربية, فغيرُ جائزةٍ القراءةُ به، لأنه خلافٌ لمصاحف المسلمين، وما جاء به المسلمون من القراءة مستفيضًا فيهم. فغير جائز الاعتراضُ بالشاذّ من القول، على ما قد ثبتت حُجته بالنقل المستفيض.* * *وأما " الهاء والألف " اللتان في قوله; " فيها "، فإنهما عائدتان على " اللعنة ", والمرادُ بالكلام; ما صار إليه الكافر باللعنة من الله ومن ملائكته ومن الناس. والذي صار إليه بها، نارُ جهنم. وأجرى الكلام على " اللعنة "، والمراد بها ما صار إليه الكافر، كما قد بينا من نظائر ذلك فيما مضى قبل، كما;-2396- حدثت عن عمار قال; حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, عن أبي العالية; " خالدين فيها "، يقول; خالدين في جهنم، في اللعنة.* * *وأما قوله; " لا يخفّف عنهم العذاب "، فإنه خبرٌ من الله تعالى ذكره عن دَوَام العذاب أبدًا من غير توقيت ولا تخفيف, كما قال تعالى ذكره; وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا [سورة فاطر; 36]، وكما قال; كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا [سورة النساء; 56]* * *وأما قوله; " ولا هم يُنظرون "، فإنه يعني; ولا هُم يُنظرون بمعذرة يَعتذرون، كما;-2397- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, عن أبي العالية; " ولا هم ينظرون "، يقول; لا يُنظرون فيعتذرون, &; 3-265 &; كقوله; هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ . [سورة المرسلات; 35-36]-----------------------الهوامش ;(90) في المطبوعة ; "والناس أجميعن" ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبت ، برفع"الملائكة والناس أجمعون" ، وهي قراءة الحسن . وانظر معاني القرآن للفراء 1 ; 96-97 ، وتفسير هذه الآية في سائر كتب التفسير .
وأما من كفر واستمر على كفره حتى مات ولم يرجع إلى ربه, ولم ينب إليه, ولم يتب عن قريب فأولئك { عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لأنه لما صار كفرهم وصفا ثابتا, صارت اللعنة عليهم وصفا ثابتا لا تزول, لأن الحكم يدور مع علته, وجودا وعدما. و { خَالِدِينَ فِيهَا } أي: في اللعنة, أو في العذاب والمعنيان { لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ } بل عذابهم دائم شديد مستمر { وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } أي: يمهلون, لأن وقت الإمهال وهو الدنيا قد مضى, ولم يبق لهم عذر فيعتذرون.
(خالدين) ، حال منصوبة من الضمير في(عليهم) - الآية السابقة- وعلامة نصبه الياء
(في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها
(لا) نافية
(يخفّف) فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع
(عنهم) مثل فيها متعلّق بـ (يخفّف) ،
(العذاب) نائب فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي(هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل جملة: يخفّف عنهم العذاب في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافية.وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم العذاب.. أو لا محلّ لهاوجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم)