وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا
وَقَالُوۡا اتَّخَذَ الرَّحۡمٰنُ وَلَدًا ؕ
تفسير ميسر:
وقال هؤلاء الكفار; اتخذ الرحمن ولدًا.
لما قرر تعالى في هذه السورة الشريفة عبودية عيسى عليه السلام وذكر خلقه من مريم بلا أب شرع في مقام الإنكار على من زعم أن له ولدا تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا فقال "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا.
قوله تعالى ; وقالوا اتخذ الرحمن ولدا يعني اليهود والنصارى ، ومن زعم أن [ ص; 77 ] الملائكة بنات الله . وقرأ يحيى وحمزة والكسائي وعاصم وخلف ; ولدا بضم الواو وإسكان اللام ، في أربعة مواضع ; من هذه السورة قوله تعالى ; ( لأوتين مالا وولدا ) وقد تقدم قوله ، وقوله ; ( أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) . وفي سورة نوح ( ماله وولده ) ووافقهم في ( نوح ) خاصة ابن كثير ومجاهد وحميد وأبو عمرو ويعقوب . والباقون في الكل بالفتح في الواو واللام وهما لغتان مثل العرب والعرب والعجم والعجم قال ;ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولداوقال آخر ;وليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حماروقال في معنى ذلك النابغة ;مهلا فداء لك الأقوام كلهم وما أثمر من مال ومن ولدففتح . وقيس يجعلون الولد بالضم جمعا والولد بالفتح واحدا . قال الجوهري ; الولد قد يكون واحدا وجمعا ، وكذلك الولد بالضم . ومن أمثال بني أسد ; ولدك من دمى عقبيك . وقد يكون الولد جمع الولد مثل أسد وأسد ; والولد بالكسر لغة في الولد . النحاس وفرق أبو عبيدة بينهما فزعم أن الولد يكون للأهل والولد جميعا قال أبو جعفر وهذا قول مردود لا يعرفه أحد من أهل اللغة ولا يكون الولد والولد إلا ولد الرجل ، وولد ولده ، إلا أن ولدا أكثر في كلام العرب ؛ كما قال ;مهلا فداء لك الأقوام كلهم وما أثمر من مال ومن ولدقال أبو جعفر وسمعت محمد بن الوليد يقول ; يجوز أن يكون ولد جمع ولد كما يقال وثن ووثن وأسد وأسد ، ويجوز أن يكون ولد وولد بمعنى واحد كما يقال عجم وعجم وعرب وعرب كما تقدم .
يقول تعالى ذكره; وقال هؤلاء الكافرون بالله (اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا) (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا) يقول تعالى ذكره للقائلين ذلك من خلقه; لقد جئتم أيها الناس شيئا عظيما من القول منكرا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
وهذا تقبيح وتشنيع لقول المعاندين الجاحدين، الذين زعموا أن الرحمن اتخذ ولدا، كقول النصارى: المسيح ابن الله، واليهود: عزير ابن الله، والمشركين: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
(الواو) استئنافيّة
(ولدا) مفعول به ثان.. والمفعول الأول مقدّر أي:
(عزيزا) على قول اليهود أو (عيسى) على قول النصارى أو (الملائكة) على قول بعض العرب.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّخذ الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
89-
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(شيئا) مفعول به منصوب بتضمين جئتم معنى فعلتم
(إدّا) نعت لـ (شيئا) منصوب.
وجملة: «جئتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
90-
(منه) متعلّق بـ (يتفطّرن) ،
(هدّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، منصوب .
وجملة: «تكاد السموات ... » في محلّ نصب نعت لـ (شيئا) ، وجملة: «يتفطّرن ... » في محلّ نصب خبر تكاد.
وجملة: «تنشقّ الأرض.....» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتفطّرن.وجملة: «تخرّ الجبال ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتفطّرن.
91-
(أن) حرف مصدري
(دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعلـ (للرحمن) متعلّق بـ (دعوا) ،
(ولدا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أن دعوا ... ) في محلّ جرّ بلام تعليليّة محذوفة متعلّق بالأفعال الثلاثة: يتفطّرن، وتنشقّ، وتخرّ أي لأن دعوا ... .
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .