ذٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِـَٔايٰتِنَا وَقَالُوٓا أَءِذَا كُنَّا عِظٰمًا وَرُفٰتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا
ذٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ بِاَنَّهُمۡ كَفَرُوۡا بِاٰيٰتِنَا وَقَالُوۡۤا ءَاِذَا كُنَّا عِظَامًا وَّرُفَاتًا ءَاِنَّا لَمَبۡعُوۡثُوۡنَ خَلۡقًا جَدِيۡدًا
تفسير ميسر:
هذا الذي وُصِف من العذاب عقاب للمشركين؛ بسبب كفرهم بآيات الله وحججه، وتكذيبهم رسله الذين دَعَوْهم إلى عبادته، وقولهم استنكارًا - إذا أُمروا بالتصديق بالبعث -; أإذا متنا وصِرْنا عظامًا بالية وأجزاءً متفتتة نُبعث بعد ذلك خَلْقًا جديدًا؟
يقول تعالى هذا الذي جازيناهم به من البعث على العمى والبكم والصمم جزاؤهم الذي يستحقونه لأنهم كذبوا "بآياتنا" أي بأدلتنا وحجتنا واستبعدوا وقوع البعث "وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا" أي بالية نخرة "أئنا لبمعوثون خلقا جديدا" أي بعدما صرنا إلى ما صرنا إليه من البلى والهلاك والتفرق والذهاب في الأرض نعاد مرة ثانية؟ فاحتج تعالى عليهم ونبههم على قدرته على ذلك بأنه خلق السموات والأرض فقدرته على إعادتهم أسهل من ذلك كما قال "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس" وقال "أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى"الآيةوقال"أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"إلى آخر السورة لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى نزه نفسه عن النقائص فقال "وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك" بل هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.