سُبْحٰنَهُۥ وَتَعٰلٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا
سُبۡحٰنَهٗ وَتَعٰلٰى عَمَّا يَقُوۡلُوۡنَ عُلُوًّا كَبِيۡرًا
تفسير ميسر:
تنزَّه الله وتقدَّس عَمَّا يقوله المشركون وتعالى علوًا كبيرًا.
فقال "سبحانه وتعالى عما يقولون" أي هؤلاء المشركون المعتدون الظالمون في زعمهم أن معه آلهة أخرى "علوا كبيرا" أي تعاليا كبيرا بل هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا نزه - سبحانه - نفسه وقدسه ومجده عما لا يليق به . والتسبيح ; التنزيه . وقد تقدم .
وهذا تنـزيه من الله تعالى ذكره نفسه عما وصفه به المشركون، الجاعلون معه آلهة غيره، المضيفون إليه البنات، فقال; تنـزيها لله وعلوّا له عما تقولون أيها القوم، من الفرية والكذب، فإن ما تضيفون إليه من هذه الأمور ليس من صفته، ولا ينبغي أن يكون له صفة.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان. وقال تعالى (عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا) ولم يقل; تعاليا، كما قال وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا كما قال الشاعر;أَنْــتَ الفِــدَاءُ لكَعْبَــةٍ هَدَّمْتَهــاوَنَقَرْتَهــا بِيَــدَيْكَ كُــلَّ مَنَقَّــرمُنِــعَ الحَمـامُ مَقِيلَـهُ مِـنْ سَـقْفِهاومِـنَ الحَـطِيم فَطَـارَ كُـلَّ مُطَـيَّرِ (1)-------------------الهوامش ;(1) البيتان شاهدان على أن المصدرين منقر ومطير المضافين إلى كل المعرب مفعولا مطلقا ليس من لفظ الفعل السابق عليهما ، لأن المنقر من نقر بتشديد القاف ، والمطير من طير بتشديد الياء ، مع أن الفعلين السابقين ثلاثيان . ولكن العرب تجيز وضع المصادر المختلفة عن الأفعال السابقة عليها ، ومنه في القرآن ; " وتبتل إليه تبتيلا " ومصدر تبتل ; هو التبتل لا التبتيل ، ولكن ذلك جائز لأن الحروف الأصول مشتركة في الأفعال والمصادر التي تليها .
{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى } أي: تقدس وتنزه وعلت أوصافه { عَمَّا يَقُولُونَ } من الشرك به واتخاذ الأنداد معه { عُلُوًّا كَبِيرًا } فعلا قدره وعظم وجلت كبرياؤه التي لا تقادر أن يكون معه آلهة فقد ضل من قال ذلك ضلالا مبينا وظلم ظلما كبيرا. لقد تضاءلت لعظمته المخلوقات العظيمة وصغرت لدى كبريائه السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وافتقر إليه العالم العلوي والسفلي فقرا ذاتيا لا ينفك عن أحد منهم في وقت من الأوقات.هذا الفقر بجميع وجوهه فقر من جهة الخلق والرزق والتدبير، وفقر من جهة الاضطرار إلى أن يكون معبودهم ومحبوبهم الذي إليه يتقربون وإليه في كل حال يفزعون
(سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(تعالى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (عمّا يقولون) مثل كما يقولون ،
(علوّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، منصوبـ (كبيرا) نعت لـ (علوّا) منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (ما يقولون) في محلّ جرّ بـ (عن) متعلّق بـ (تعالى) جملة: «
(نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) 44-
(تسبّح) مضارع مرفوع
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تسبّح) ،
(السموات) فاعل مرفوع
(السبع) نعت للسموات مرفوع
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(الأرض، من) اسمان معطوفان على السموات، والموصول في محلّ رفع
(في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول من(إن) نافية
(من) حرف جرّ زائد
(شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ
(إلّا) للحصر
(يسبّح) مثلـ (تسبّح)
(بحمده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل.. و (الهاء) مضاف إليه،
(لكن) حرف استدراك
(لا) نافية
(تفقهون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (تسبيحهم)مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه
(إنّه) حرف توكيد ونصب..
و (الهاء) اسم إنّ
(كان) فعل ماض ناقص
(حليما) خبر كان منصوب..
واسمه ضمير هو (غفورا) خبر ثان منصوب.
جملة: «تسبّح له السموات ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
وجملة: «إن من شيء إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تسبّح له السموات وجملة: «يسبّح بحمده ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(شيء) .
وجملة: «لا تفقهون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن من شيء..
وجملة: «إنّه كان حليما ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كان حليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ