الرسم العثمانيوَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَلٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَلَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ شَآءَ اللّٰهُ لَجَـعَلَكُمۡ اُمَّةً وَّاحِدَةً وَّلٰـكِنۡ يُّضِلُّ مَنۡ يَّشَآءُ وَيَهۡدِىۡ مَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَلَـتُسۡـــَٔلُنَّ عَمَّا كُنۡتُمۡ تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولو شاء الله لوفَّقكم كلكم، فجعلكم على ملة واحدة، وهي الإسلام والإيمان، وألزمكم به، ولكنه سبحانه يُضلُّ مَن يشاء ممن علم منه إيثار الضلال، فلا يهديه عدلا منه، ويهدي مَن يشاء مِمَّن علم منه إيثار الحق، فيوفقه فضلا منه، وليسألنَّكم الله جميعًا يوم القيامة عما كنتم تعملون في الدنيا فيما أمركم به، ونهاكم عنه، وسيجازيكم على ذلك.
يقول الله تعالى "ولو شاء الله لجعلكم" أيها الناس "أمة واحدة" كقوله تعالى "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا" أي لوفق بينكم ولما جعل اختلافا ولا تباغض ولا شحناء "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" وهكذا قال ههنا "ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء" ثم يسألكم يوم القيامة عن جميع أعمالكم فيجازيكم عليها على الفتيل والنقير والقطمير.
قوله تعالى ; ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة أي على ملة واحدة .ولكن يضل من يشاء بخذلانه إياهم ; عدلا منه فيهم .ويهدي من يشاء بتوفيقه إياهم ; فضلا منه عليهم ، ولا يسأل عما يفعل بل تسألون أنتم . والآية ترد على أهل القدر كما تقدم .واللام في وليبينن ولتسئلن مع النون المشددة يدلان على قسم مضمر ، أي والله ليبينن لكم ولتسئلن .
يقول تعالى ذكره; ولو شاء ربكم أيها الناس للطف بكم بتوفية من عنده، فصرتم جميعًا جماعة واحدة ، وأهل ملة واحدة لا تختلفون ولا تفترقون ، ولكنه تعالى ذكره خالف بينكم ، فجعلكم أهل ملل شتى، بأن وفَّق هؤلاء للإيمان به ، والعمل بطاعته ، فكانوا مؤمنين، وخذل هؤلاء فحَرَمهم توفيقه فكانوا كافرين، وليسألنكم الله جميعا يوم القيامة عما كنتم تعملون في الدنيا فيما أمركم ونهاكم، ثم ليجازينكم جزاء المطيع منكم بطاعته ، والعاصي له بمعصيته.--------------------------------------------------------------------------------الهوامش;(1) البخت; هي الإبل الخراسانية، وهي جمال طوال الأعناق، الواحد حتى (اللسان).(2) (البيت في اللسان; قسب) قال; القسب; التمر اليابس. يتفتت في الفم، صلب النواة قال الشاعر يصف رمحا; "وأسمر خطيا ... إلى آخر البيت" ... قال ابن بري; هذا البيت يذكر أنه لحاتم الطائي، ولم أجده في شعره. وأربى وأرمى; لغتان. ونوى القسب أصلب النوى. والخطى نسبة إلى الخط; بلد عند البحرين، مشهور بصنع الرماح. واستشهد المؤلف هنا بالبيت على أن معنى أربى; أكثر. وكذلك قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (1; 367).(3) أي مثله، وكثيراً ما يأتي بالسند ويترك المتن إذا تقدم، ولا يأتي بلفظ نحوه أو مثله، وتقدمت الإشارة إلى بعض ذلك في مواضعه.(4) في الأصل; هو، ولعله تحريف من الناسخ.
أي: { لَوْ شَاءَ اللَّهُ } لجمع الناس على الهدى وجعلهم { أُمَّةً وَاحِدَةً } ولكنه تعالى المنفرد بالهداية والإضلال، وهدايته وإضلاله من أفعاله التابعة لعلمه وحكمته، يعطي الهداية من يستحقها فضلا، ويمنعها من لا يستحقها عدلا. { وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشر فيجازيكم عليها أتم الجزاء وأعدله.
(الواو) استئنافيّة
(لو) حرف شرط غير جازم
(شاء) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(اللام) رابطة لجواب الشرط
(جعلكم) مثل شاء، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (أمّة) مفعول به ثان منصوبـ (واحدة) نعت لأمّة منصوبـ (الواو) عاطفة
(لكن) حرف استدراك
(يضلّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مثل يضلّ
(الواو) عاطفة
(يهدي من يشاء) مثل نظيرها
(الواو) عاطفة
(اللام) لام القسم
(تسألنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد
(عن) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (تسألنّ) .
(كنتم تعملون) مثل كنتم تختلفون .
جملة: «شاء ... الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلكم....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «يشاء ... »
(الثانية) لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٩٣
An-Nahl16:93