الرسم العثمانيأَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمٰىٓ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰبِ
الـرسـم الإمـلائـياَفَمَنۡ يَّعۡلَمُ اَنَّمَاۤ اُنۡزِلَ اِلَيۡكَ مِنۡ رَّبِّكَ الۡحَـقُّ كَمَنۡ هُوَ اَعۡمٰىؕ اِنَّمَا يَتَذَكَّرُ اُولُوا الۡاَلۡبَابِۙ
تفسير ميسر:
هل الذي يعلم أن ما جاءك -أيها الرسول- من عند الله هو الحق فيؤمن به، كالأعمى عن الحق الذي لم يؤمن؟ إنما يتعظ أصحاب العقول السليمة الذين يوفون بعهد الله الذي أمرهم به، ولا ينكثون العهد المؤكد الذي عاهدوا الله عليه.
يقول تعالى; لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي " أنزل إليك " يا محمد " من ربك " هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية ولا لبس فيه ولا اختلاف فيه بل هو كله حق يصدق بعضه بعضا لا يضاد شيء منه شيئا آخر فأخباره كلها حق وأوامره ونواهيه عدل كما قال تعالى " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا " أي صدقا في الإخبار وعدلا في الطلب فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه ولو فهمه ما انقاد له ولا صدقه ولا اتبعه كقوله تعالى " لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " وقال في هذه الآية الكريمة " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى " أي أفهذا كهذا ؟ لا استواء وقوله " إنما يتذكر أولو الألباب " أي إنما يتعظ ويعتبر ويعقل أولو العقول السليمة الصحيحة جعلنا الله مثهم.
قوله تعالى ; أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، وروي أنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وأبي جهل لعنه الله . والمراد بالعمى عمى القلب ، والجاهل بالدين أعمى القلب . إنما يتذكر أولو الألباب .
قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أهذا الذي يعلم أنّ الذي أنـزله الله عليك، يا محمد، حق فيؤمن به ويصدق ويعمل بما فيه, كالذي هو أعمى فلا يعرف موقع حُجَة الله عليه به ولا يعلم ما ألزمه الله من فَرَائصه؟* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .*ذكر من قال ذلك;20329- حدثنا إسحاق قال; حدثنا هشام, عن عمرو, عن سعيد, عن قتادة في قوله; (أفمن يعلم أنما أنـزل إليك من ربك الحق) ، قال; هؤلاء قوم انتفعُوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووَعَوْه، قال الله; (كمن هو أعمى) ، قال; عن الخير فلا يبصره .* * *وقوله; (إنما يتذكر أولو الألباب) يقول; إنما يتعظ بآيات الله ويعتبر بها ذوو العقول، (1) وهي" الألباب " واحدها " لُبٌّ" . (2)-------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير" التذكر" فيما سلف من فهارس اللغة (ذكر)(2) انظر تفسير" الألباب" فيما سلف 3 ; 383 / 4 ; 162 / 5 ; 580 / 6 ; 211 / 11 ; 97 .
يقول تعالى: مفرقا بين أهل العلم والعمل وبين ضدهم: { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ } ففهم ذلك وعمل به. { كَمَنْ هُوَ أَعْمَى } لا يعلم الحق ولا يعمل به فبينهما من الفرق كما بين السماء والأرض، فحقيق بالعبد أن يتذكر ويتفكر أي الفريقين أحسن حالا وخير مآلا فيؤثر طريقها ويسلك خلف فريقها، ولكن ما كل أحد يتذكر ما ينفعه ويضره. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } أي: أولو العقول الرزينة، والآراء الكاملة، الذين هم لُبّ العالم، وصفوة بني آدم
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) استئنافيّة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد
(أنّ) حرف توكيد ونصبـ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ
(أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد
(إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزل) ،
(من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنزل) ، و (الكاف) مضاف إليه
(الحقّ) خبر أنّ مرفوع
(الكاف) حرف جرّ
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر الموصول من(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أعمى) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(يتذكّر) مثل يعلم
(أولو) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع
(الواو) فهو ملحق بجمع المذكّر
(الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «من يعلم ... كمن هو أعمى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) ، والمصدر المؤوّلـ (أنّ ما أنزل.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي يعلم.
وجملة: «هو أعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «إنّما يتذكّر أولو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.(الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت-
(أولو) ،
(يوفون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعلـ (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يوفون) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(ينقضون) مثل يوفون
(الميثاق) مفعول به منصوب.
وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذّين) .
وجملة: «لا ينقضون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(الواو) عاطفة
(الذين يصلون) مثل الذين يوفون ومعطوف عليه
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(أمر) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أمر) ،
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يوصل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّلـ (أن يوصل) في محلّ جرّ بدل من الضمير في(به) .
(الواو) عاطفة
(يخشون ربّهم) مثل ينقضون الميثاق.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(يخافون سوء) مثل ينقضون الميثاق
(الحساب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: «يصلون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أمر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يوصل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون.
وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون.
(الواو) عاطفة
(الّذين) مثل الأول ومعطوف عليه
(صبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعلـ (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب ،
(وجه) مضاف إليه مجرور
(ربّهم) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(أقاموا) مثل صبروا
(الصلاة) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(أنفقوا) مثل صبروا
(من) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنفقوا) ،
(رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.
و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به
(سرّا) مصدر في موضع الحال ،
(علانية) معطوف على
(سرّا) بالواو منصوبـ (يدرءون) مثل يوفون
(بالحسنة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يدرءون) ،
(السيّئة) مفعول به منصوبـ (أولئك لهم عقبى الدار) مثل أولئك لهم سوء الحساب .
وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يدرءون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صبروا.
وجملة: «أولئك لهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .وجملة: «لهم عقبى الدار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) .
(جنّات) بدل من عقبى مرفوع
(عدن) مضاف إليه مجرور
(يدخلون) مثل يوفون و (ها) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ضمير الفاعل في(يدخلونها )،
(صلح) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد
(من آبائهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير العائد.. و (هم) مضاف إليه
(أزواجهم) معطوف على آبائهم بالواو مجرور فهو مثله، وكذلك
(ذرّيّاتهم) ،
(الواو) استئنافيّة
(الملائكة) مبتدأ مرفوع
(يدخلون) مثل يوفون
(عليهم) مثل لهم متعلّق بـ (يدخلون) ،
(من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يدخلون) ،
(باب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: «يدخلونها ... » في محلّ رفع نعت لجنّات .
وجملة: «صلح ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «الملائكة يدخلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الملائكة) .
(سلام) مبتدأ مرفوع ،
(عليكم) مثل لهم متعلّق بمحذوف خبر
(الباء) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ ،
(صبرتم) فعل ماض وفاعله.والمصدر المؤوّلـ (ما صبرتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به
(عليكم) ،
(الفاء) عاطفة
(نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح
(عقبى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(الدار) مضاف إليه مجرور، والمخصوص بالمدح محذوف أي الجنّة، أو عقباهم.
وجملة: «سلام عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون: سلام عليكم.. والجملة المقدّرة في محلّ نصب حال.
وجملة: «صبرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «نعم عقبى الدار ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سلام عليكم.
(الواو) استئنافيّة
(الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع
(ينقضون) مثلـ (يوفون) ،
(عهد) مفعول به منصوبـ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ينقضون) ،
(ميثاقه) مضاف إليه مجرور..
و (الهاء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(يقطعون ما ... أن يوصل) مثل يصلون ما ... أن يوصلـ (الواو) عاطفة
(يفسدون) مثل يوفون
(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يفسدون) ،
(أولئك لهم اللعنة، ولهم سوء الدار) مثل أولئك لهم عقبى الدار.
وجملة: «الّذين ينقضون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الّذين) .
وجملة: «يقطعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.
وجملة: «أمر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يوصل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.وجملة: «أولئك لهم اللعنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: «لهم اللعنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: «لهم سوء الدّار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم اللعنة.
- القرآن الكريم - الرعد١٣ :١٩
Ar-Ra'd13:19