وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرٰهِيمَ بِالْبُشْرٰى قَالُوا سَلٰمًا ۖ قَالَ سَلٰمٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَاۤ اِبۡرٰهِيۡمَ بِالۡبُشۡرٰى قَالُوۡا سَلٰمًا ؕ قَالَ سَلٰمٌ فَمَا لَبِثَ اَنۡ جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيۡذٍ
تفسير ميسر:
ولقد جاءت الملائكة إبراهيم يبشرونه هو وزوجته بإسحاق، ويعقوبَ بعده، فقالوا; سلامًا، قال ردًّا على تحيتهم; سلام، فذهب سريعًا وجاءهم بعجل سمين مشويٍّ ليأكلوا منه.
يقول تعالى "ولقد جاءت رسلنا" وهم الملائكة إبراهيم بالبشرى قيل تبشره بإسحاق وقيل بهلاك قوم لوط ويشهد للأول قوله تعالى "ولما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط" "قالوا سلاما قال سلام" أي عليكم قال علماء البيان; هذا أحسن مما حيوه به لأن الرفع يدل على الثبوت والدوام "فما لبث أن جاء بعجل حنيذ" أي ذهب سريعا فأتاهم بالضيافة وهو عجل فتى البقر حنيذ; مشوي على الرضف وهي الحجارة المحماة. هذا معنى ما روي عن ابن عباس وقتادة وغير واحد كما قال في الآية الأخرى "فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون" وقد تضمنت هذه الآية آداب الضيافة من وجوه كثيرة.
قوله ; ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذقوله تعالى ; ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى هذه قصة لوط - عليه السلام - ; وهو ابن عم إبراهيم - عليه السلام - لحا ، وكانت قرى لوط بنواحي الشام ، وإبراهيم ببلاد فلسطين ، فلما أنزل الله الملائكة بعذاب قوم لوط مروا بإبراهيم ونزلوا عنده ، وكان كل من نزل عنده يحسن قراه ، وكانوا مروا ببشارة إبراهيم ، فظنهم أضيافا . ( وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام - ) ; قاله ابن عباس . الضحاك ; كانوا تسعة . السدي ; أحد عشر ملكا على صورة الغلمان الحسان الوجوه ، ذو وضاءة وجمال بارع . بالبشرى قيل ; بالولد . وقيل ; بإهلاك قوم لوط . وقيل ; بشروه بأنهم رسل الله - عز وجل - وأنه لا خوف عليه .قالوا سلاما نصب بوقوع الفعل عليه ; كما تقول ; قالوا خيرا . وهذا اختيار الطبري . وأما قوله ; سيقولون ثلاثة فالثلاثة اسم غير قول مقول . ولو رفعا جميعا أو نصبا جميعا قالوا سلاما قال سلام جاز في العربية . قيل ; انتصب على المصدر . وقيل ; قالوا سلاما أي فاتحوه بصواب من القول . كما قال ; وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما أي صوابا ; فسلاما معنى قولهم لا لفظه ; قال معناه ابن العربي واختاره . قال ; ألا ترى أن الله تعالى لما أراد ذكر اللفظ قاله بعينه فقال مخبرا عن الملائكة ; سلام عليكم بما صبرتم سلام عليكم طبتم [ ص; 57 ] وقيل ; دعوا له ; والمعنى سلمت سلاما .قال سلام في رفعه وجهان ;أحدهما ; على إضمار مبتدأ أي هو سلام ، وأمري سلام .والآخر ; بمعنى سلام عليكم إذا جعل بمعنى التحية ; فأضمر الخبر . وجاز سلام على التنكير لكثرة استعماله ، فحذف الألف واللام كما حذفت من لاهم في قولك اللهم . وقرئ " سلم " قال الفراء ; السلم والسلام بمعنى ; مثل الحل والحلال .قوله تعالى ; فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فيه ;الأولى ; فما لبث أن جاء أن بمعنى حتى ، قاله كبراء النحويين ; حكاه ابن العربي . التقدير ; فما لبث حتى جاء . وقيل ; أن في موضع نصب بسقوط حرف الجر ; التقدير ; فما لبث عن أن جاء ; أي ما أبطأ عن مجيئه بعجل ; فلما حذف حرف الجر بقي أن في محل النصب . وفي لبث ضمير اسم إبراهيم . وما نافية ; قاله سيبويه . وقال الفراء ; فما لبث مجيئه ; أي ما أبطأ مجيئه ; فأن في موضع رفع ، ولا ضمير في لبث ، و " ما " نافية ; ويصح أن تكون ما بمعنى الذي ، وفي لبث ضمير إبراهيم و " أن جاء " خبر " ما " أي فالذي لبث إبراهيم هو مجيئه بعجل حنيذ . و " حنيذ " مشوي . وقيل ; هو المشوي بحر الحجارة من غير أن تمسه النار . يقال ; حنذت الشاة أحنذها حنذا أي شويتها ، وجعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ . وحنذت الفرس أحنذه حنذا ، وهو أن تحضره شوطا أو شوطين ثم تظاهر عليه الجلال في الشمس ليعرق ، فهو محنوذ وحنيذ ; فإن لم يعرق قيل ; كبا . وحنذ موضع قريب من المدينة . وقيل ; الحنيذ السميط . ابن عباس وغيره ; ( حنيذ نضيج . وحنيذ بمعنى محنوذ ) ; وإنما جاء بعجل لأن البقر كانت أكثر أمواله .الثانية ; في هذه الآية من أدب الضيف أن يعجل قراه ، فيقدم الموجود الميسر في الحال ، ثم يتبعه بغيره إن كان له جدة ، ولا يتكلف ما يضر به . والضيافة من مكارم الأخلاق ، ومن آداب الإسلام ، ومن خلق النبيين والصالحين . وإبراهيم أول من أضاف على ما تقدم في " البقرة " وليست بواجبة عند عامة أهل العلم ; لقوله - صلى الله عليه وسلم - الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة فما كان وراء ذلك فهو صدقة . والجائزة العطية والصلة التي أصلها على الندب .[ ص; 58 ] وقال - صلى الله عليه وسلم - ; من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه . وإكرام الجار ليس بواجب إجماعا ، فالضيافة مثله . والله أعلم . وذهب الليث إلى وجوبها تمسكا بقوله - صلى الله عليه وسلم - ; ليلة الضيف حق إلى غير ذلك من الأحاديث . وفيما أشرنا إليه كفاية ، والله الموفق للهداية . قال ابن العربي ; وقد قال قوم ; إن وجوب الضيافة كان في صدر الإسلام ثم نسخ ، وهذا ضعيف ; فإن الوجوب لم يثبت ، والناسخ لم يرد ; وذكر حديث أبي سعيد الخدري خرجه الأئمة ، وفيه ; ( فاستضفناهم فأبوا أن يضيفونا فلدغ سيد ذلك الحي ) الحديث . وقال ; هذا ظاهر في أن الضيافة لو كانت حقا للام النبي - صلى الله عليه وسلم - القوم الذين أبوا ، ولبين لهم ذلك .الثالثة ; اختلف العلماء فيمن يخاطب بها ; فذهب الشافعي ومحمد بن عبد الحكم إلى أن المخاطب بها أهل الحضر والبادية . وقال مالك ; ليس على أهل الحضر ضيافة . قال سحنون ; إنما الضيافة على أهل القرى ، وأما الحضر فالفندق ينزل فيه المسافر ، حكى اللغتين صاحب العين وغيره . واحتجوا بحديث ابن عمر قال ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; الضيافة على أهل الوبر وليست على أهل المدر . وهذا حديث لا يصح ، وإبراهيم ابن أخي عبد الرزاق متروك الحديث منسوب إلى الكذب ، وهذا مما انفرد به ، ونسب إلى وضعه ; قال أبو عمر بن عبد البر . قال ابن العربي ; الضيافة - حقيقة - فرض على الكفاية ، ومن الناس من قال ; إنها واجبة في القرى حيث لا طعام ولا مأوى ، بخلاف الحواضر فإنها مشحونة بالمأواة والأقوات ; ولا شك أن الضيف كريم ، والضيافة كرامة ; فإن كان غريبا فهي فريضة .الرابعة ; قال ابن العربي قال بعض علمائنا ; كانت ضيافة إبراهيم قليلة فشكرها الحبيب من الحبيب ، وهذا حكم بالظن في موضع القطع ، وبالقياس في موضع النقل ; من أين علم أنه قليل ؟ ! بل قد نقل المفسرون أن الملائكة كانوا ثلاثة ; جبريل وميكائيل وإسرافيل - صلى الله عليهم وسلم - وعجل لثلاثة عظيم ; فما هذا التفسير لكتاب الله بالرأي ! هذا بأمانة الله هو التفسير المذموم فاجتنبوه فقد علمتموه .[ ص; 59 ] الخامسة ; السنة إذا قدم للضيف الطعام أن يبادر المقدم إليه بالأكل ; فإن كرامة الضيف تعجيل التقديم ; وكرامة صاحب المنزل المبادرة بالقبول ; فلما قبضوا أيديهم نكرهم إبراهيم ; لأنهم خرجوا عن العادة ، وخالفوا السنة ، وخاف أن يكون وراءهم مكروه يقصدونه . وروي أنهم كانوا ينكتون بقداح كانت في أيديهم في اللحم ولا تصل أيديهم إلى اللحم ، فلما رأى ذلك منهم نكرهم وأوجس منهم خيفة أي أضمر . وقيل ; أحس ; والوجوس الدخول ; قال الشاعر ;جاء البريد بقرطاس يخب به فأوجس القلب من قرطاسه جزعاخيفة خوفا ; أي فزعا . وكانوا إذا رأوا الضيف لا يأكل ظنوا به شرا ; فقالت الملائكة لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوطالسادسة ; من أدب الطعام أن لصاحب الضيف أن ينظر في ضيفه هل يأكل أم لا ؟ وذلك ينبغي أن يكون بتلفت ومسارقة لا بتحديد النظر . روي أن أعرابيا أكل مع سليمان بن عبد الملك ، فرأى سليمان في لقمة الأعرابي شعرة فقال له ; أزل الشعرة عن لقمتك ؟ فقال له ; أتنظر إلي نظر من يرى الشعرة في لقمتي ؟ ! والله لا أكلت معك .قلت ; وقد ذكر أن هذه الحكاية إنما كانت مع هشام بن عبد الملك لا مع سليمان ، وأن الأعرابي خرج من عنده وهو يقول ;وللموت خير من زيارة باخل يلاحظ أطراف الأكيل على عمد
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; (ولقد جاءت رسلنا) ، من الملائكة وهم فيما ذكر ، كانوا جبريل وملكين آخرين. وقيل ; إن الملكين الآخرين كان ميكائيل وإسرافيل معه ، (إبراهيم) ، يعني; إبراهيم خليل الله ، (بالبشرى) ، يعني; بالبشارة. (26)* * *واختلفوا في تلك البشارة التي أتوه بها.فقال بعضهم; هي البشارة بإسحاق.وقال بعضهم; هي البشارة بهلاك قوم لوط.* * *، (قالوا سلاما) ، يقول; فسلموا عليه سلامًا.* * *ونصب " سلامًا " بإعمال " قالوا " فيه، كأنه قيل; قالوا قولا وسلَّموا تسليمًا.* * *، (قال سلام) ، يقول; قال إبراهيم لهم; سلام ، فرفع " سلامٌ"، بمعنى ; عليكم السلام ، أو بمعنى ; سلام منكم .* * *وقد ذكر عن العرب أنها تقول; " سِلْمٌ" بمعنى السلام ، كما قالوا; " حِلٌّ وحلالٌ"، " وحِرْم وحرام ". وذكر الفرَّاء أن بعض العرب أنشده; (27)مَرَرْنَــا فَقُلْنَـا إِيـهِ سِـلْمٌ فَسَـلَّمَتْكَمَـا اكْتَـلَّ بِـالَبْرقِ الغَمَـامُ الَّلـوَائِحُ (28)بمعنى سلام. وقد روي " كما انكلّ".* * *وقد زعم بعضهم أن معناه إذا قرئ كذلك; نحن سِلْمٌ لكم ، من " المسالمة " التي هي خلاف المحاربة.وهذه قراءة عامَّة قراء الكوفيين.* * *وقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والبصرة ، ( قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ ) ، على أن الجواب من إبراهيم صلى الله عليه وسلم لهم، بنحو تسليمهم; عليكم السلام.* * *والصواب من القول في ذلك عندي; أنهما قراءتان متقاربتا المعنى، لأن " السلم " قد يكون بمعنى " السلام " على ما وصفت، و " السلام " بمعنى " السلم "، لأن التسليم لا يكاد يكون إلا بين أهل السّلم دون الأعداء، فإذا ذكر تسليم من قوم على قوم ، ورَدُّ الآخرين عليهم، دلّ ذلك على مسالمة بعضهم بعضًا. وهما مع ذلك قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما أهل قدوة في القراءة، فبأيَّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ.* * *وقوله; (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) .* * *، وأصله " محنوذ "، صرف من " مفعول " إلى " فعيل ".* * *وقد اختلف أهل العربية في معناه، فقال بعض أهل البصرة منهم (29) معنى " المحنوذ "; المشويّ، قال; ويقال منه; " حَنَذْتُ فرسي"، بمعنى سخَّنته وعرَّقته. واستشهد لقوله ذلك ببيت الراجز; (30)*ورَهِبَا مِنْ حَنْذِهِ أَنْ يَهْرَجَا* (31)* * *وقال آخر منهم; " حنذ فرسه "; أي أضمره، وقال; قالوا حَنَذه يحنِذُه حَنْذًا; أي; عرَّقه.* * *وقال بعض أهل الكوفة; كل ما انشوَى في الأرض ، إذا خَدَدت له فيه ، فدفنته وغممته ، فهو " الحنيذ " و " المحنوذ ". قال; والخيل تُحْنَذ ، إذا القيت عليها الجِلال بعضُها على بعض لتعرق. قال; ويقال; " إذا سَقَيْتَ فَأحْنِذْ" ، يعني ; أخْفِسْ، يريد; أقلَّ الماء، وأكثر النبيذ.* * *وأما [أهل ] التأويل، فإنهم قالوا في معناه ما أنا ذاكره، وذلك ما;-18297- حدثني به المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله; (بعجل حنيذ) ، يقول; نضيج18298- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (بعجل حنيذ) قال; " بعجل " ، (32) حَسِيل البقر، ، و " الحنيذ " ; المشوي النضيج.18299- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله; (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) إلى (بعجل حنيذ) ، (33) قال; نضيج ، سُخِّن ، أنضج بالحجارة.18300- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) ، و " الحنيذ "; النضيج.18301- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة; (بعجل حنيذ) ، قال; نضيج. قال; [وقال الكلبي]; و " الحنيذ "; الذي يُحْنَذُ في الأرض. (34)18302- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر في قوله; (فجاء بعجل حنيذ) ، قال; " الحنيذ "; الذي يقطر ماء ، وقد شوى ، وقال حفص; " الحنيذ "; مثل حِنَاذ الخيل.18303- حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال; ذبحه ثم شواه في الرَّضْف ، (35) فهو " الحنيذ " حين شواه.18304- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو يزيد، عن يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية; (فجاء بعجل حنيذ) ، قال; المشويّ الذي يقطر.18305- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا هشام قال ، حدثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، قال; " الحنيذ " الذي يقطر ماؤه وقد شُوِي.18306- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك; (بعجل حنيذ) ، قال; نضيج.18307- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; (بعجل حنيذ) ، الذي أنضج بالحجارة.18308- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان; (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) ، قال; مشويّ.18309- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهب بن منبه يقول; " حينذ "، يعني; شُوِي.18310- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، " الحِناذ "; الإنضاج. (36)* * *قال أبو جعفر; وهذه الأقوال التي ذكرناها عن أهل العربية وأهل التفسير متقارباتُ المعاني بعضها من بعض.* * *وموضع " أن " في قوله; (أن جاء بعجل حنيذ) نصبٌ بقوله; (فما لبث أن جاء).-------------------------الهوامش ;(26) انظر تفسير " البشرى " فيما سلف من فهارس اللغة ( بشر ) .(27) لم أعرف قائله . والذي أنشده الفراء في تفسير هذه الآية بيت آخر غير هذا البيت ، شاهدًا على حذف " عليكم " ، وهو قوله ;فَقُلْنَـا ; السَّـلامُ , فـاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرَهاوَمَــا كَـانَ إلاَّ وَمْؤُهـا بـالحواجِبِوأما هذا البيت الذي هنا ، فقد ذكره صاحب اللسان في مادة ( كلل ) ، عن ابن الأعرابي ، فلعل الفراء أنشده في مكان آخر .(28) اللسان ( كلل ) ، يقال ; " انكل السحاب عن البرق ، واكتل " ، أي ; لمع به ، و" اللوائح " التي لاح برقها ، أي لمع وظهر .(29) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن .(30) هو العجاج .(31) ديوانه 9 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 292 ، واللسان ( حنذ ) ، و ( هرج ) ، من رجزه المشهور ، وهذا البيت من أبيات يصف حمار الوحش وأتنه ، لما جاء الصيف ، وخرج بهن يطلب الماء البعيد فقال ;حَـتَّى إِذَا مَـا الصَّيْـفُ كَـانَ أَمَجَـاوَفَرَعَــا مِــنْ رَعْـىِ مَـا تَلَزَّجَـاورَهِبَــا مِــنْ حَــنْذِهِ أَنْ يَهْرَجَـاتَذَكَّـــرَا عَيْنًـــا رِوًى وَفَلَجَــاو" الأمج " شدة الحر والعطش ، يأخذ بالنفس . و" تلزج الكلأ " تتبعه ، و" الحنذ " ، شدة الحر وإحراقه . و" هرج البعير " تحير وسدر من شدة الحر .(32) " الحسيل " ( بفتح الحاء وكسر السين ) ; ولد البقرة .(33) كان في المطبوعة والمخطوطة هنا " ولما جاءت رسلنا " ، وهو سهو من الناسخ ، وحق التلاوة ما أثبت . وكذلك جاء سهوًا منه في نص الآية التي يفسرها أبو جعفر ، وصححتها ، ولم أشر إليه هناك .(34) الذي بين القوسين ليس في المخطوطة ، وقد تركته على حاله ، وإن كنت أشك فيه ، وأرجح أنه زيادة من ناسخ آخر ، بعد ناسخ مخطوطتنا .(35) " الرضف " ( بفتح فسكون ) الحجارة المحماة على النار . و " شواء مرضوف " ، مشوي على الرضفة .(36) الأثر ; 18310 - من خبر الطويل ، رواه أبو جعفر في تاريخه 1 ; 127 . وفيه " التحناذ " ، وكلاهما مما يزاد على معاجم اللغة .
{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا } من الملائكة الكرام، رسولنا { إِبْرَاهِيمَ } الخليل { بِالْبُشْرَى } أي: بالبشارة بالولد، حين أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط، وأمرهم أن يمروا على إبراهيم، فيبشروه بإسحاق، فلما دخلوا عليه { قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ } أي: سلموا عليه، ورد عليهم السلام. ففي هذا مشروعية السلام، وأنه لم يزل من ملة إبراهيم عليه السلام، وأن السلام قبل الكلام، وأنه ينبغي أن يكون الرد، أبلغ من الابتداء, لأن سلامهم بالجملة الفعلية، الدالة على التجدد، ورده بالجملة الاسمية، الدالة على الثبوت والاستمرار، وبينهما فرق كبير كما هو معلوم في علم العربية. { فَمَا لَبِثَ } إبراهيم لما دخلوا عليه { أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } أي: بادر لبيته، فاستحضر لأضيافه عجلا مشويا على الرضف سمينا، فقربه إليهم فقال: ألا تأكلون؟.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث
(رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه
(إبراهيم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة
(بالبشرى) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي إبراهيم
(سلام) مبتدأ مرفوع ، خبره محذوف أي سلام عليكم
(الفاء) عاطفة
(ما) نافية ،
(لبث) مثل قالـ (أن) حرف مصدريّ
(جاء) مثل قالـ (بعجل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاء) ،
(حنيذ) نعت لعجل مجرور.
والمصدر المؤوّلـ (أن جاء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأن جاء- أو في أن جاء- أو عن أن جاء.. متعلّق بـ (لبث) .
جملة: «جاءت رسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «
(نسلّم) سلاما» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «سلام
(عليكم) » في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «ما لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المستأنفة.
وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
(الفاء) عاطفة
(لمّا رأى) مثل لمّا جاء ، والفاعل هو (أيدي) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(لا) نافية
(تصل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تصل) ،
(نكر) فعل ماض والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(أوجس) مثل نكر
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أوجس) ،
(خيفة) مفعول به منصوب ،
(قالوا) مثل الأولى
(لا) ناهية جازمة
(تخف) مضارع مجزوم والفاعل أنت
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير نائب الفاعلـ (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أرسلنا) ،
(لوط)مضاف إليه مجرور.
وجملة: «رأى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تصل ... » في محلّ نصب حال من الأيدي.
وجملة: «نكرهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أوجس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(إنّ) .