قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيْرُ صٰلِحٍ ۖ فَلَا تَسْـَٔلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۖ إِنِّىٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجٰهِلِينَ
قَالَ يٰـنُوۡحُ اِنَّهٗ لَـيۡسَ مِنۡ اَهۡلِكَ ۚاِنَّهٗ عَمَلٌ غَيۡرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسۡــَٔــلۡنِ مَا لَـيۡسَ لَـكَ بِهٖ عِلۡمٌ ؕ اِنِّىۡۤ اَعِظُكَ اَنۡ تَكُوۡنَ مِنَ الۡجٰهِلِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال الله; يا نوح إن ابنك الذي هلك ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم؛ وذلك بسبب كفره، وعمله عملا غير صالح، وإني أنهاك أن تسألني أمرًا لا علم لك به، إني أعظك لئلا تكون من الجاهلين في مسألتك إياي عن ذلك.
"قال يا نوح إنه ليس من أهلك" أي الذين وعدت إنجاءهم لأني إنما وعدتك بنجاة من آمن من أهلك ولهذا قال وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم" فكان هذا الولد ممن سبق عليه القول بالغرق لكفره ومخالفته أباه نبي الله نوح عليه السلام وقد نص غير واحد من الأئمة على تخطئة من ذهب في تفسير هذا إلى أنه ليس بابنه وإنما كان ابن زنية ويحكى القول بأنه ليس بابنه وإنما كان ابن امرأته عن مجاهد والحسن وعبيد بن عمير وأبي جعفر الباقر وابن جريج واحتج بعضهم بقوله "إنه عمل غير صالح" وبقوله "فخانتاهما" فممن قاله الحسن البصري احتج بهاتين الآيتين وبعضهم يقول ابن امرأته وهذا يحتمل أن يكون أراد ما أراد الحسن أو أراد أنه نسب إليه مجازا لكونه كان ربيبا عنده فالله أعلم. وقال ابن عباس وغير واحد من السلف ما زنت امرأة نبي قط قال; وقوله "إنه ليس من أهلك" أي الذين وعدتك نجاتهم وقول ابن عباس في هذا هو الحق الذي لا محيد عنه فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة ولهذا غضب الله علي الذين رموا أم المؤمنين عائشة بنت الصديق زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأنكر على المؤمنين الذين تكلموا بهذا وأشاعوه ولهذا قال تعالى "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم - إلى قوله - إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. وقال عبدالرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وغيره عن عكرمة عن أبن عباس قال; هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية قال عكرمة في بعض الحروف إنه عمل عملا غير صالح والخيانة تكون على غير باب وقد ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ بذلك فقال الإمام أحمد. حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ "إنه عمل غير صالح" وسمعته يقول "يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" ولا يبالي "إنه هو الغفور الرحيم" وقال أحمد أيضا حدثنا وكيع حدثنا هارون النحوي عن ثابت البناني عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأها "إنه عمل غير صالح" أعاده أحمد أيضا في مسنده أم سلمة هي أم المؤمنين والظاهر والله أعلم أنها أسماء بنت يزيد فإنها تكنى بذلك أيضا وقال عبدالرزاق أيضا أنا الثوري عن ابن عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قبة قال سمعت ابن عباس سئل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله "فخانتاهما" قال أما إنه لم يكن بالزنا ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف ثم قرأ "إنه عمل غير صالح" قال ابن عيينة وأخبرني عمار الذهبي أنه سأل سعيد بن جبير عن ذلك فقال; كان ابن نوح إن الله لا يكذب. قال تعالى "ونادى نوح ابنه" قال; وقال بعض العلماء ما فجرت امرأة نبي قط. وكذا روى عن مجاهد أيضا وعكرما والضحاك وميمون بن مهران وثابت بن الحجاج وهو اختيار أبي جعفر بن جرير وهو الصواب الذي لا شك فيه.
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْأي ليس , من أهلك الذين وعدتهم أن أنجيهم ; قاله سعيد بن جبير .وقال الجمهور ; ليس من أهل دينك ولا ولايتك ; فهو على حذف مضاف ; وهذا يدل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من حكم النسب .أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُقرأ ابن عباس وعروة وعكرمة ويعقوب والكسائي " إنه عمل غير صالح " أي من الكفر والتكذيب ; واختاره أبو عبيد .وقرأ الباقون " عمل " أي ابنك ذو عمل غير صالح فحذف المضاف ; قاله الزجاج وغيره .قال ; ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبال وإدبار أي ذات إقبال وإدبار .وهذا القول والذي قبله يرجع إلى معنى واحد .ويجوز أن تكون الهاء للسؤال ; أي إن سؤالك إياي أن أنجيه .عمل غير صالح .قال قتادة .وقال الحسن ; معنى عمل غير صالح أنه ولد على فراشه ولم يكن ابنه .وكان لغير رشدة , وقاله أيضا مجاهد .قال قتادة سألت الحسن عنه فقال ; والله ما كان ابنه ; قلت إن الله أخبر عن نوح أنه قال ; " إن ابني من أهلي " فقال ; لم يقل مني , وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر ; فقلت له ; إن الله حكى عنه أنه قال ; " إن ابني من أهلي " " ونادى نوح ابنه " ولا يختلف أهل الكتابين أنه ابنه ; فقال الحسن ; ومن يأخذ دينه عن أهل الكتاب ! إنهم يكذبون .وقرأ ; " فخانتاهما " [ التحريم ; 10 ] .وقال ابن جريج ; ناداه وهو يحسب أنه ابنه , وكان ولد على فراشه , وكانت امرأته خانته فيه , ولهذا قال ; " فخانتاهما " .وقال ابن عباس ; ( ما بغت امرأة نبي قط ) , وأنه كان ابنه لصلبه .وكذلك قال الضحاك وعكرمة وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وغيرهم , وأنه كان ابنه لصلبه .وقيل لسعيد بن جبير يقول نوح ; " إن ابني من أهلي " أكان من أهله ؟ أكان ابنه ؟ فسبح الله طويلا ثم قال ; ( لا إله إلا الله ! يحدث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه , وتقول إنه ليس ابنه ! نعم كان ابنه ; ولكن كان مخالفا في النية والعمل والدين , ولهذا قال الله تعالى ; " إنه ليس من أهلك " ) ; وهذا هو الصحيح في الباب إن شاء الله تعالى لجلالة من قال به , وإن قوله ; " إنه ليس من أهلك " ليس مما ينفي عنه أنه ابنه .وقوله ; " فخانتاهما " [ التحريم ; 10 ] يعني في الدين لا في الفراش , وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون , وذلك أنها قالت له ; أما ينصرك ربك ؟ فقال لها ; نعم .قالت ; فمتى ؟ قال ; إذا فار التنور ; فخرجت تقول لقومها ; يا قوم والله إنه لمجنون , يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور , فهذه خيانتها .وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف على ما سيأتي إن شاء الله .والله أعلم .وقيل ; الولد قد يسمى عملا كما يسمى كسبا , كما في الخبر ( أولادكم من كسبكم ) .ذكره القشيري .في هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبنائهم وإن كانوا صالحين .وروي أن ابن مالك بن أنس نزل من فوق ومعه حمام قد غطاه , قال ; فعلم مالك أنه قد فهمه الناس ; فقال مالك ; الأدب أدب الله لا أدب الآباء والأمهات , والخير خير الله لا خير الآباء والأمهات .وفيها أيضا دليل على أن الابن من الأهل لغة وشرعا , ومن أهل البيت ; فمن وصى لأهله دخل في ذلك ابنه , ومن تضمنه منزله , وهو في عياله .وقال تعالى في آية أخرى ; " ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون .ونجيناه وأهله من الكرب العظيم " [ الصافات ; 75 ] فسمى جميع من ضمه منزله من أهله .ودلت الآية على قول الحسن ومجاهد وغيرهما ; أن الولد للفراش ; ولذلك قال نوح ما قال آخذا بظاهر الفراش .وقد روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير يقول ; نرى رسول الله صلى عليه وسلم إنما قضى بالولد للفراش من أجل ابن نوح عليه السلام ; ذكره أبو عمر في كتاب " التمهيد " .وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ; ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) يريد الخيبة .وقيل ; الرجم بالحجارة .وقرأ عروة بن الزبير ." ونادى نوح ابنها " يريد ابن امرأته , وهي تفسير القراءة المتقدمة عنه , وعن علي رضي الله عنه , وهي حجة للحسن ومجاهد ; إلا أنها قراءة شاذة , فلا نترك المتفق عليها لها .والله أعلم .عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَأي أنهاك عن هذا السؤال , وأحذرك لئلا تكون , أو كراهية أن تكون من الجاهلين ; أي الآثمين .ومنه قوله تعالى ; " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا " [ النور ; 17 ] أي يحذركم الله وينهاكم .وقيل ; المعنى أرفعك أن تكون من الجاهلين .قال ابن العربي ; وهذه زيادة من الله وموعظة يرفع بها نوحا عن مقام الجاهلين , ويعليه بها إلى مقام العلماء والعارفين
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)قال أبو جعفر; يقول الله تعالى ذكره; قال الله يا نوح إن الذي غرقته فأهلكته الذي تذكر أنه من أهلك ليس من أهلك.* * *واختلف أهل التأويل في معنى قوله; (ليس من أهلك) .فقال بعضهم; معناه; ليس من ولدك ، هو من غيرك. وقالوا; كان ذلك من حِنْثٍ. (1)*ذكر من قال ذلك;18208- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، عن عوف، عن الحسن، في قوله; (إنه ليس من أهلك)، قال; لم يكن ابنه.18209- حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن جابر، عن أبي جعفر; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; ابن امرأته.18210- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم ، [عن] الحسن قال; لا والله ، ما هو بابنه. (2)18211-. . . . قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; هذه بلغة طيّ لم يكن ابنه، كان ابن امرأته.18212- حدثني المثني قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، حدثنا هشيم، عن عوف، ومنصور، عن الحسن في قوله; (إنه ليس من أهلك) ، قال; لم يكن ابنه. وكان يقرؤها; ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (3)18213- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة قال; كنت عند الحسن فقال; " نادى نوح ابنه "، لعمْر الله ما هو ابنه ! قال; قلت ; يا أبا سعيد يقول; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، وتقول; ليس بابنه؟ قال; أفرأيت قوله; (إنه ليس من أهلك) ؟ قال; قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك، (4) ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه. قال; إن أهل الكتاب يكذبون.18214- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قال; سمعت الحسن يقرأ هذه الآية; (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)، فقال عند ذلك; والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية; فَخَانَتَاهُمَا ، [ سورة التحريم; 10] قال سعيد; فذكرت ذلك لقتادة، قال; ما كان ينبغي له أن يحلف.18215- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ; (فلا تسألن ما ليس لك به علم) ، قال; تبيّن لنوح أنه ليس بابنه.18216- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (فلا تسألن ما ليس لك به علم) ، قال; بين الله لنوح أنه ليس بابنه.18217- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد مثله.18218- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.قال ابن جريج في قوله; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان وُلد على فراشه18219- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل، عن ثوير، عن أبي جعفر; (إنه ليس من أهلك) ، قال; لو كان من أهله لنجا. (5)18220- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع عبيد بن عمير يقول; نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الولد للفراش "، من أجل ابن نوح.18221- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن الحسن قال; لا والله ما هو بابنه.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; (ليس من أهلك) الذين وعدتك أن أنجيهم.*ذكر من قال ذلك;18222- حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن أبي عامر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; هو ابنه.18223- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة، عن سفيان قال ، حدثنا أبو عامر، عن الضحاك قال; قال ابن عباس; هو ابنه، ما بغت امرأة نبيٍّ قطُّ.18224- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال، أخبرنا الثوري، عن أبي عامر الهمدانيّ، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال، ما بغت امرأة نبي قط. قال; وقوله; (إنه ليس من أهلك)، الذين وعدتك أن أنجيهم معك.18225- حدثنا الحسن قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة وغيره، عن عكرمة، عن ابن عباس قال; هو ابنه; غير أنه خالفه في العمل والنية ، قال عكرمة في بعض الحروف; (إِنَّهُ عَمِلَ عَمَلا غَيْرَ صَالِحٍ) ، والخيانة تكون على غير بابٍ.18226- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، كان عكرمة يقول; كان ابنه، ولكن كان مخالفًا له في النية والعمل، فمن ثم قيل له; (إنه ليس من أهلك).18227- حدثنا الحسن قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري وابن عيينة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة قال; سمعت ابن عباس يُسْأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى; فَخَانَتَاهُمَا ، [سورة التحريم; 10] ، قال; أما إنه لم يكن بالزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل ، على الأضياف. ثم قرأ; (إنه عملٌ خير صالح) ، قال ابن عيينة; وأخبرني عمار الدُّهني ; أنه سأل سعيد بن جبير عن ذلك فقال; كانَ ابن نوح، إن الله لا يكذب! قال; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; وقال بعض العلماء; ما فجرت امرَأة نبيٍّ قط.18228- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير قال; قال الله ، وهو الصادق، وهو ابنه; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ .18229- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبن يمان، عن سعيد، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال; ما بَغَت امرأة نبي قط.18230- حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، قال; سألت أبا بشر عن قوله; (إنه ليس من أهلك)، قال; ليس من أهل دينك، وليس ممن وعدتك أن أنجيهم ، قال يعقوب; قال هشيم; كان عامة ما كان يحدِّثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير.18231- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا محمد بن عبيد، عن يعقوب بن قيس قال; أتى سعيد بن جبير رجلٌ فقال; يا أبا عبد الله، الذي ذكر الله في كتابه " ابن نوح " أبنُه هو؟ قال; نعم، والله إن نبيَّ الله أمره أن يركب معه في السفينة فعصى، فقال; سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ، قال; ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) ، لمعصية نبي الله.18232- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير ; أنه جاء إليه رجل فسأله . فقال; أرأيتك ابن نُوح أبنه؟ فسبَّحَ طويلا ثم قال; لا إله إلا الله، يحدِّث الله محمدًا; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وتقول ليس منه ؟ ولكن خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.18233- حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية، عن أبي هارون الغنوي، عن عكرمة في قوله; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، قال; أشهد أنه ابنه، قال الله; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ .18234- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة قالا هو ابنه.18235- حدثني فضالة بن الفضل الكوفي قال، قال بزيع; سأل رجل الضحاك عن ابن نوح ، فقال; ألا تعجبون إلى هذا الأحمق ! يسألني عن ابن نوح، وهو ابن نوح كما قال الله; قال نوح لابنه. (6)18236- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا عبيد، عن الضحاك أنه قرأ; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، وقوله; (ليس من أهلك) ، قال; يقول; ليس هو من أهلك. قال; يقول; ليس هو من أهل ولايتك، ولا ممن وعدتك أن أنجى من أهلك ، (إنه عمل غير صالح) ، قال; يقول كان عمله في شرك.18237- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك قال، هو والله ابنه لصُلْبه.18238- حدثني المثني قال ، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك في قوله; (ليس من أهلك) ، قال; ليس من أهل دينك، ولا ممن وعدتك أن أنجيه، وكان ابنه لصلبه.18239- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله; (قال يا نوح إنه ليس من أهلك) ، يقول; ليس ممن وعدناه النجاة.18240- حدثت عن الحسين بن الفرج قال; سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; (إنه ليس من أهلك) ، يقول; ليس من أهل ولايتك، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك ، (إنه عمل غير صالح) ، يقول; كان عمله في شرك.18241- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا خالد بن حيان، عن جعفر بن برقان، عن ميمون، وثابت بن الحجاج قالا هو ابنه ، ولد على فراشه.* * *قال أبو جعفر; وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال; تأويل ذلك; إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم، لأنه كان لدينك مخالفًا ، وبي كافرًا ، وكان ابنه لأن الله تعالى ذكره قد أخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه فقال; وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، وغير جائز أن يخبر أنه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر. وليس في قوله; (إنه ليس من أهلك) ، دلالةٌ على أنه ليس بابنه، إذ كان قوله; (ليس من أهلك) ، محتملا من المعنى ما ذكرنا، ومحتملا أنه ليس من أهل دينك، ثم يحذف " الدين " فيقال; (إنه ليس من أهلك)، كما قيل; وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ، [سورة يوسف; 82] .* * *وأما قوله; (إنه عمل غير صالح) ، فإن القراء اختلفت في قراءته.فقرأته عامة قراء الأمصار; ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) بتنوين " عمل " ورفع " غير ".* * *واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في تأويله.فقال بعضهم; معناه; إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح.*ذكر من قال ذلك;18242- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم; (إنه عمل غير صالح) ، قال; إن مسألتك إياي هذه عملٌ غير صالح.18243- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (إنه عمل غير صالح) ، أي سوء (7) ، (فلا تسألن ما ليس لك به علم).18244- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله; (إنه عمل غير صالح) ، يقول; سؤالك عما ليس لك به علم.18245- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن مجاهد قوله; (إنه عمل غير صالح) ، قال; سؤالك إياي، عمل غير صالح ، (فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ).* * *وقال آخرون; بل معناه; إن الذي ذكرت أنّه ابنك فسألتني أن أنجيه ، عملٌ غير صالح، أي ; أنه لغير رشدة . وقالوا; " الهاء "، في قوله; " إنه " عائدة على " الابن ".*ذكر من قال ذلك;18246- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن أنه قرأ; ( عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ، قال; ما هو والله بابنه. (8)* * *وروي عن جماعة من السلف أنهم قرءوا ذلك; (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) ، على وجه الخبر عن الفعل الماضي، وغير منصوبة. وممن روي عنه أنه قرأ ذلك كذلك ، ابنُ عباس.18247- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عينة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة، عن ابن عباس أنه قرأ; (عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) .* * *ووجَّهوا تأويل ذلك إلى ما;-18248- حدثنا به ابن وكيع قال ، حدثنا غندر، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس; (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ)، قال; كان مخالفًا في النية والعمل.* * *قال أبو جعفر; ، ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحد من قراء الأمصار ، إلا بعض المتأخرين، واعتلَّ في ذلك بخبر روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ ذلك كذلك ، غيرِ صحيح السند. وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب، فمرة يقول ; " عن أم سلمة "، ومرة يقول ; " عن أسماء بنت يزيد " ، ولا نعلم أبنت يزيد [يريد] ؟ (9) ولا نعلم لشهر سماعًا يصح عن أمّ سلمة. (10)* * *قال أبو جعفر ; والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار، وذلك رفع (عَمَلٌ) بالتنوين، ورفع (غَيْرُ)، يعني; إن سؤالك إياي ما تسألنيه في أبنك ، المخالفِ دينَك ، الموالي أهل الشرك بي من النجاة من الهلاك، وقد مضت إجابتي إياك في دعائك; لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ، ما قد مضى من غير استثناء أحد منهم ، (11) عملٌ غير صالح، لأنَّه مسألة منك إليّ أن لا أفعل ما قد تقدّم مني القول بأني أفعله ، في إجابتي مسألتك إياي فعله. فذلك هو العمل غير الصالح.* * *وقوله; ( لا تسألن ما ليس لك به علم) ، نهيٌ من الله تعالى ذكرهُ نبيه نوحًا أن يسأله أسباب أفعاله التي قد طوى علمها عنه وعن غيره من البشر. يقول له تعالى ذكره; إني يا نوح قد أخبرتك عن سؤالك سبب إهلاكي ابنك الذي أهلكته، فلا تسألن بعدها عما قد طويتُ علمه عنك من أسباب أفعالي، وليس لك به علم ، " إني أعظك أن تكون من الجاهلين " في مسألتك إياي عن ذلك.* * *وكان ابن زيد يقول في قوله; (إني أعظك أن تكون من الجاهلين)، ما;-18249- حدثني به يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) ، أنْ تبلغ الجهالة بك أن لا أفي لك بوعد وعدتك ، حتى تسألني ما ليس لك به علم ، وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ .* * *واختلفت القراء في قراءة قوله; (فلا تسألن ما ليس لك به علم) ، فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار ( فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ) ، بكسر النون وتخفيفها ، ونحْوًا بكسرها إلى الدلالة على " الياء " التي هي كناية اسم الله [في] ; فلا تسألني. (12)وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض أهل الشام; ( فَلا تَسْأَلَنَّ ) ، بتشديد النون وفتحها بمعنى; فلا تسألنَّ يا نوح ما ليس لك به علم.* * *قال أبو جعفر ; والصواب من القراءة في ذلك عندنا ، تخفيفُ النون وكسرها، لأن ذلك هو الفصيح من كلام العرب المستعمل بينهم.----------------------الهوامش ;(1) " الحنث " (بكسر الحاء وسكون النون ) ، الذنب والمعصية . وفي الحديث " يكثر فيهم أولاد الحنث " ، أي ; أولاد الزنا . ويروى " الخبث " ( بالخاء مضمومة والثاء ) ، من " الخبث " ، وهو الفساد والفجور . وفي الحديث ; " إذا كثر الخبث كان كذا وكذا " ، أي ; الفسق والفجور . وفي الحديث " أنه أتى برجل مخدج سقيم ، وجد مع أمة يخبث بها " ، أي ; يزني بها . ويقال ; " هو ابن خبثة " ، لابن الزنية ، ولد لغير رشدة .(2) الأثر ; 18210 - كان في المطبوعة ; " عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم الحسن " ، وهو كلام لا معنى له ، وخاصة بعد تصرفه في نص المخطوطة ، لأنه لم يفهم معنى هذا الإسناد ، إذ كان فيها ; " عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم الحسن " ، وهذا أيضًا فاسد ، يصلحه ما زدته بين القوسين، فإن " ابن علية " يروي عن " سعيد بن أبي عروبة " ، و " ابن أبي عروبة " روى عن " الحسن البصري ".(3) الأثر ; 18212 - انظر ما سيأتي رقم ; 18246 .(4) في المخطوطة ; " إنه ليس من أهلي " ، وفوقها حرف ( ط ) دلالة على الخطأ .(5) الأثر ; 18219 - " ثوير " ، هو " ثوير بن أبي فاختة " ، ضعيف ، مضى مرارًا ، آخرها برقم ; 9833 . وكان في المطبوعة ; " ثور " ، والصواب من المخطوطة .(6) الأثر ; 18235 - " فضالة بن الفضل بن فضالة التميمي الطهوي الكوفي " ، شيخ الطبري ، صدوق ربما أخطأ . مترجم في التهذيب وابن أبي حاتم 3 / 2 / 79 .و" بزيع " هو اللحام ، أبو حازم ، وهو "بزيع بن عبد الله " سمع الضحاك . كان أبو نعيم يتكلم فيه ، وضعفه النسائي وغيره . وقال ابن عدي ; " إنما أنكروا عليه ما يحكيه عن الضحاك من التفسير ولا يتابع عليه " . مترجم في الكبير 1 / 2 / 130 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 420 ، ولسان الميزان 2 ; 12 ، وميزان الاعتدال 1 ; 143 . وهكذا جاء في المخطوطة والمطبوعة في آخر الخبر ; " كما قال الله ، قال نوح لابنه " ، والآية ; " ونادى نوح ابنه " ، وأخشى أن يكون أراد ; " قال نوح لابنه ; يا بني اركب معنا " .(7) أخشى أن يكون الصواب ; " أي سؤالك إياي " ، ولكن هكذا هو في المخطوطة والمطبوعة .(8) الأثر ; 18246 - انظر ما سلف رقم ; 18212 .(9) في المطبوعة ; " ولا نعلم لبنت يزيد ، ولا نعلم لشهر . . . " ، وفي المخطوطة مثله ، إلا أن فيها ; " أبنت يريد " ، ورأيت أن أبا جعفر أراد ما أثبت ، بهذه الزيادة بين القوسين ، وكأنه يقول ; إنه يقول مرة " أم سلمة " ومرة " أسماء بنت يزيد " ، ولا نعلم أهي التي يريد بقوله ; " أم سلمة " ، أم غيرها ، وانظر التعليق التالي .(10) . . . حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد ، أو " أم سلمة " ، لم يذكر أبو جعفر إسناده ، وسأفصل القول فيه في هذا الموضع ، فإن أبا جعفر لم يوف الأمر حقه ، ولم يبينه بيانًا شافيًا .1 - وهذا الحديث ، رواه أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع 6 ; 454 ، 459 ، 460 ، كلها من طريق ; حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن شهر بن حوشب ، عن " أسماء بنت يزيد " ، والطريق الأولى والثالثة ، مطولة ، فيها قراءة آية سورة الزمر ; 53{ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلاَ يُبَالِي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .2 - ومن هذه الطريق نفسها ، رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ; 226 ، رقم ; 1631 ، مقتصرًا على الآية الأولى ، " شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية " .3 - ورواه أبو داود في سننه 4 ; 47 ، من طريقين ، رقم ; 3982 ، 3983 . الأولى ; حماد ، عن ثابت ، عن شهر ، عن أسماء بنت يزيد .الثانية ; عبد العزيز بن المختار ، عن ثابت ، عن شهر قال ; سألت أم سلمة ; كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية ؟4 - ورواه الترمذي في " القراءات " ، من طريق عبد الله بن حفص ، عن ثابت البناني ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة .وقال ; وقد روي هذا الحديث أيضًا عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد .5 - ورواه أبو نعيم في الحلية 8 ; 301 ، من طريق محمد بن ثابت البناني ، عن ثابت البناني ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة . " وقال ; حديث مشهور من حديث ثابت " ، وانظر رقم ( 8 ) ، فإن الطيالسي جعله من حديث أم سلمة أم المؤمنين .6 - ورواه الحاكم في المستدرك 2 ; 249 ، مقتصرًا على آية " سورة الزمر " ، التي ذكرتها في رقم ; 1 ، من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن شهر ، عن أسماء بنت يزيد ، ثم قال ; " هذا حديث غريب عال ، ولم أذكر في كتابي هذا عن شهر ، غير هذا الحديث الواحد " .7 - ورواه أحمد في مسنده 6 ; 294 ، 322 ، من طريق هارون النحوي ، عن ثابت البناني ، عن أبيه ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ( وذلك في مسند أم سلمة أم المؤمنين . ( وظني أن أبا جعفر ذهب إلى أن شهرًا دلس في هذا الحديث ، فلا يعلم أأراد " أسماء بنت يزيد الأنصارية " ، أم " أم سلمة " أم المؤمنين ، ولذلك قال بعد ; "ولا نعلم لشهر سماعًا يصح عن أم سلمة " ، ولا شك أن الطبري عنى هنا " أم سلمة " أم المؤمنين ." وأسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية " ، هي مولاة " شهر بن حوشب " ، وكنيتها " أم سلمة " ، فلذلك صرح باسمها مرة ، وكناها أخرى ، وهذا لا يضر . و" شهر بن حوشب " ، كان أروى الناس عن مولاته " أم سلمة " ، "أسماء بنت يزيد " وقال أحمد ; " ما أحسن حديثه " ، ووثقه ، وقال ; " روى عن أسماء أحاديث حسانًا " .وقال الترمذي ، بعد أن ساق الخبر ، " وسمعت عبد بن حميد يقول ; أسماء بنت يزيد ، هي أم سلمة الأنصارية ، كلا الحديثين عندي واحد . وقال روى شهر بن حوشب غير حديث عنه أم سلمة الأنصارية ، وهي أسماء بنت يزيد . وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو هذا " وسنذكر حديث عائشة بعد . ومع ذلك ، فرواية شهر بن حوشب ، عن " أم سلمة " أم المؤمنين قد ذكر البخاري في الكبير 2 / 2 / 259 ، فقال ; " سمع أم سلمة " ، ولم يزد ، ولم يذكر " أسماء بنت يزيد " ، ومن أجل ذلك خشيت أن يكون البخاري أراد " أم سلمة ، " أسماء بنت يزيد " ، لا أم المؤمنين . وأما ابن أبي حاتم 2 / 1 / 382 فذكر أنه ; " روى عن أم سلمة ، وأسماء بنت يزيد " ، ففرق ، ودل التفريق على أنه أراد " أم سلمة " ، أم المؤمنين . صرح الحافظ ابن حجر في ترجمته ، بسماعه عن " أم سلمة " أم المؤمنين . وروايته عن أم المؤمنين جائزة ، فإن " أم سلمة " زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفيت على الصحيح سنة 61 أو سنة ; 62 . وشهر بن حوشب عاش ثمانين سنة ، ومات سنة 100 ، ويقال سنة 111 ، أو سنة 112 . فسماعه منها لا ينقضه شيء من شبهة العمر . أما الرواية ، فقد صحح العلماء أنه روى عنها . فرد الطبري روايته بأنه لا يعلم له سماعًا عن أم المؤمنين، لا يقوم على شيء ، فقد عرف ذلك غيره . بيد أن الحافظ بن حجر ، نقل في ترجمة " شهر بن حوشب " ، فذكر عن صالح بن محمد ، بعد توثيقه شهرًا ، وأنه لم يوقف له على كذب ، ثم قال ; "ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في القراءات ، لا يأتي بها غيره " . وقد كان شهر قارئا ، ذكر ذلك الطبري نفسه ، حتى قال أيوب بن أبي حسين ; " ما رأيت أحدًا أقرأ لكتاب الله منه " ، فإن يكن في حديث شهر شيء ، فإنما هو غرابة خبره ، وهذا لا يضر إذا صح الإسناد . ولكن يبقى الإشكال من ناحية أخرى ، رواية أحمد من طريق هارون النحوي ، عن ثابت البناني نفسه ( كما في رقم 7 ) ، والذي رواه الطيالسي رقم ( 8 ) من طريق محمد بن ثابت ، عن ثابت ، يضم إليه رقم ( 5 ) من رواية أبي نعيم ، ويضم إليها ، الطريق الثانية من رقم ( 3 ) ، ثم رقم ( 4 ) من رواية الترمذي ، وإن كان قد نقل عن " عبد بن حميد " ، أنهما واحد . كما سلف . ورواية هذه الأخبار كلها تدور على " ثابت البناني ، عن شهر " ، فكأن ثابتًا البناني ، رواه عن شهر عن ; أم سلمة أسماء بنت يزيد ، وعنه عن أم سلمة أم المؤمنين ، فهما حديثان لا شك في ذلك ، لا كما قال " عبد بن حميد " ، ولكن هل روى ذلك أحد عن أم سلمة أم المؤمنين ، غير شهر بن حوشب ؟ لا أدري . فإذا صح أن شهرًا قد انفرد به عن أم المؤمنين ، فهل وقع الخطأ في ترك الفصل بينهما ، من ثابت أم من الذي يليه ؟ لا أدري أيضًا . وإذا كانا حديثًا واحدًا ، فكيف وقع التفريق في المسانيد ، فجعل حديثين ، وكيف وقع هذا التفريق ؟ ولم وقع ؟ ألمجرد الشبهة من قبل الكنية " أم سلمة " ؟ هذا موضع يحتاج إلى تفصيل دقيق . وهذا ، فيما أظن ، هو الذي جعل أبا جعفر الطبري ، يشكك في رواية الخبر ، لاختلاطه ، ولكنه علله بغير علة الاختلاط والاضطراب كما رأيت .* * * وأما حديث عائشة ، الموافق لحديث أم سلمة ، في هذه القراءة ، فقد رواه البخاري في الكبير 1 / 1 / 286 ، 287 ، من طريق إبراهيم بن الزبرقان ، عن أبي روق ، عن محمد بن جحادة ، عن أبيه ، عن عائشة ، ثم رواه أيضًا منها 1 / 2 / 251 .ورواه الحاكم في المستدرك من هذه الطريق نفسها ، وقال الذهبي تعليقا عليه " إسناده مظلم " . وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 ; 155 ، وقال ; " رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه حميد بن الأزرق ، ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات " . والكلام في حديث عائشة يطول ، ففي رواية محمد بن جحادة الإيامي ، عن أبيه ، كلام ليس هذا موضع تحقيقه .(11) السياق ; " إن سؤالك إياي . . . عمل غير صالح " ، فقوله " عمل " ، خبر " إن " في صدر الجملة .(12) في المخطوطة والمطبوعة ; " كناية اسم الله فلا تسألن " وبنون مفردة في آخرها . والصواب ، إن شاء الله ، ما أثبت ، بزيادة " في " ، وزيادة الياء في " تسألني " .
فـ { قَالَ } الله له: { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } الذين وعدتك بإنجائهم { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } أي: هذا الدعاء الذي دعوت به، لنجاة كافر, لا يؤمن بالله ولا رسوله. { فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي: ما لا تعلم عاقبته،ومآله، وهل يكون خيرا، أو غير خير. { إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } أي: أني أعظك وعظا تكون به من الكاملين، وتنجو به من صفات الجاهلين.
(قال يا نوح) مرّ إعرابها ،
(إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن
(ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من أهلك) مثل من أهلي متعلّق بخبر ليس
(إنّه) مثل الأولـ (عمل) خبر إنّ مرفوع على حذف مضاف أي ذو عملـ (غير) نعت لعمل مرفوع
(صالح) مضاف إليه مجرور
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لا) ناهية حازمة
(تسألن) مضارع مجزوم.. و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان
(ليس) مثل الأولـ (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم
(به) مثل لك متعلق بحال من(علم) وهو اسم لبس مؤخّر مرفوع
(إنّي) مثل إنّه
(أعظ) مضارع مرفوع، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به
(أن) حرف مصدريّ
(تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنت
(من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.
والمصدر المؤوّلـ (أن تكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من متعلّق بـ (أعظك) بمعنى أنهاك .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا نوح ... » في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «إنّه ليس من أهلك» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ليس من أهلك» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّه عمل ... » لا محلّ لها تعليلية.وجملة: «لا تسألن ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: أي إن جاءك علم هذا فلا تسألني ...وجملة: «ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «إنّي أعظك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعظك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .