وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرٰٟىهَاوَمُرْسٰىهَآ ۚ إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَقَالَ ارۡكَبُوۡا فِيۡهَا بِسۡمِ اللّٰهِ مَجْرٖٮٰھَا وَمُرۡسٰٮهَا ؕ اِنَّ رَبِّىۡ لَـغَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
وقال نوح لمن آمن معه; اركبوا في السفينة، باسم الله يكون جريها على وجه الماء، وباسم الله يكون منتهى سيرها ورُسوُّها. إن ربي لَغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده، رحيم بهم أن يعذبهم بعد التوبة.
يقول تعالى إخبارا عن نوح عليه السلام انه قال للذين أمر بحملهم معه في السفينة "اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها" أي بسم الله يكون جريها على وجه الماء وبسم الله يكون منتهى سيرها وهو رسّوها وقرأ أبو رجاء العطاردي "بسم الله مجريها ومرسيها" وقال الله تعالى "فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" ولهذا تستحب التسمية في ابتداء الأمور عند الركوب على السفينة وعلى الدابة كما قال تعالى "والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره الآية وجاءت السنة بالحث على ذلك والندب إليه كما سيأتي في سورة الزخرف إن شاء الله وبه الثقة وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا إبراهيم بن هشام البغوي حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا محمد بن موسى الجرثي قالا حدثنا عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا بسم الله الملك "وما قدروا الله حق قدره" الآية. "بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم" وقوله "إن ربي لغفور رحيم" مناسب عند ذكر الانتقام من الكافرين بإغراقهم أجمعين فذكر أنه غفور رحيم كقوله "إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم" وقال "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب" إلى غير ذلك من الآيات التي يقرن فيها بين رحمته وانتقامه.