فَذٰلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ
فَذٰلِكَ الَّذِيْ يَدُعُّ الْيَتِيْمَ
تفسير ميسر:
فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.
أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه.
يدع أي يدفع ، كما قال ; يدعون إلى نار جهنم دعا وقد تقدم . وقال الضحاك عن ابن عباس ; فذلك الذي يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه . قتادة ; يقهره ويظلمه . والمعنى متقارب . وقد تقدم في سورة ( النساء ) أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار ، ويقولون ; إنما يحوز المال من يطعن بالسنان ، ويضرب بالحسام . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ; من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة . وقد مضى هذا المعنى في غير موضع .
وقوله; ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) يقول; فهذا الذي يكذِّب بالدين, هو الذي يدفع اليتيم عن حقه, ويظلمه. يقال منه; دععت فلانًا عن حقه, فأنا أدعه دعًا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد, قال; ثني أبي, قال; ثني عمي, قال; ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس,( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) قال; يدفع حقّ اليتيم.حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله; ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) قال; يدفع اليتيم فلا يُطعمه.حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) ; أي يقهره ويظلمه.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) قال; يقهره ويظلمه.حُدثت عن الحسين, قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد, قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) قال; يقهره.حدثنا ابن حميد, قال; ثنا مهران, عن سفيان في قوله; ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) قال; يدفعه.
{ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } أي: يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابًا، ولا يخشى عقابًا.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة