وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
وَّاَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا اَبَابِيۡلَۙ
تفسير ميسر:
وبعث عليهم طيرًا في جماعات متتابعة، تقذفهم بحجارة من طين متحجِّر.
وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان.
قوله تعالى ; وأرسل عليهم طيرا أبابيل[ ص; 176 ] قال سعيد بن جبير ; كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ، ولا بعدها مثلها . وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، قال ; سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ; [ إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ ] . وعن ابن عباس ; كانت لها خراطيم كخراطيم الطير ، وأكف كأكف الكلاب وقال عكرمة ; كانت طيرا خضرا ، خرجت من البحر ، لها رءوس كرءوس السباع . ولم تر قبل ذلك ولا بعده . وقالت عائشة - رضي الله عنها - ; هي أشبه شيء بالخطاطيف . وقيل ; بل كانت أشباه الوطاويط ، حمراء وسوداء . وعن سعيد بن جبير أيضا ; هي طير خضر لها مناقير صفر . وقيل ; كانت بيضا . وقال محمد بن كعب ; هي طير سود بحرية ، في مناقيرها وأظفارها الحجارة . وقيل ; إنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال ; قال عكرمة ; أبابيل أي مجتمعة . وقيل ; متتابعة ، بعضها في إثر بعض ; قاله ابن عباس ومجاهد . وقيل مختلفة متفرقة ، تجيء من كل ناحية من هاهنا وهاهنا ; قاله ابن مسعود وابن زيد والأخفش . قال النحاس ; وهذه الأقوال متفقة ، وحقيقة المعنى ; أنها جماعات عظام . يقال ; فلان يؤبل على فلان ; أي يعظم عليه ويكثر ; وهو مشتق من الإبل . واختلف في واحد ( أبابيل ) ; فقال الجوهري ; قال الأخفش يقال ; جاءت إبلك أبابيل ; أي فرقا ، وطيرا أبابيل . قال ; وهذا يجيء في معنى التكثير ، وهو من الجمع الذي لا واحد له . وقال بعضهم ; واحده إبول مثل عجول . وقال بعضهم - وهو المبرد - ; إبيل مثل سكين . قال ; ولم أجد العرب تعرف له واحدا في غير الصحاح . وقيل في واحده إبال . وقال رؤبة بن العجاج في الجمع ;ولعبت طير بهم أبابيل فصيروا مثل كعصف مأكولوقال الأعشى ;طريق وجبار رواء أصوله عليه أبابيل من الطير تنعبوقال آخر ;كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيلوقال آخر ;تراهم إلى الداعي سراعا كأنهم أبابيل طير تحت دجن مسخنقال الفراء ; لا واحد له من لفظه . وزعم الرؤاسي - وكان ثقة - أنه سمع في واحدها [ ص; 177 ] ( إبالة ) مشددة . وحكى الفراء ( إبالة ) مخففا . قال ; سمعت بعض العرب يقول ; ضغث على إبالة . يريد ; خصبا على خصب . قال ; ولو قال قائل إيبال كان صوابا ; مثل دينار ودنانير . وقال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ; الأبابيل ; مأخوذ من الإبل المؤبلة ; وهي الأقاطيع .
وقوله; ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول تعالى ذكره; وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك. وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى, أنه لم ير أحدا يجعل لها واحدا. وقال الفرّاء; لم أسمع من العرب في توحيدها شيئا. قال; وزعم أبو جعفر الرُّؤاسِيّ, وكان ثقة, أنه سمع أن واحدها; إبالة. وكان الكسائي يقول; سمعت النحويين يقولون; إبول, مثل العجول. قال; وقد سمعت بعض النحويين يقول. واحدها; أبيل.وبنحو الذي قلنا في الأبابيل; قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا سوّار بن عبد الله, قال; ثنا يحيى بن سعيد, قال; ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم بن بهدلة, عن زرّ, عن عبد الله, في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; فرق.حدثنا ابن بشار, قال; ثنا يحيى وعبد الرحمن, قالا ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم, عن زرّ, عن عبد الله, قال; الفِرَق.حدثني عليّ, قال; ثنا أبو صالح, قال; ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; يتبع بعضُها بعضا.حدثني محمد بن سعد, قال; ثني أبي, قال; ثني عمي, قال; ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله; ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; هي التي يتبع بعضها بعضا.حدثنا ابن المثنى, قال; ثني عبد الأعلى, قال; ثنا داود, عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل, أنه قال في; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; هي الأقاطيع, كالإبل المؤَبَّلة.حدثنا ابن حميد, قال; ثنا يعقوب القُمِّيّ, عن جعفر, عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; متفرّقة.حدثنا أبو كُرَيب, قال; ثنا وكيع, قال; ثنا الفضل, عن الحسن ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; الكثيرة.حدثنا أبو كُرَيب, قال; ثنا وكيع, عن إسرائيل, عن جابر, عن ابن سابط, عن أبي سلمة, قالا الأبابيل; الزُّمَر.حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله; ( أَبَابِيلَ ) قال; هي شتى متتابعة مجتمعة.حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة قال; الأبابيل; الكثيرة.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة قال; الأبابيل; الكثيرة.حُدثت عن الحسين, قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد, قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول; متتابعة. بعضها على أثر بعض.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد; في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; الأبابيل; المختلفة, تأتي من ها هنا, وتأتي من ها هنا, أتتهم من كلّ مكان.وذُكر أنها كانت طيرا أُخرجت من البحر. وقال بعضهم; جاءت من قبل البحر.ثم اختلفوا في صفتها, فقال بعضهم; كانت بيضاء.وقال آخرون; كانت سوداء.وقال آخرون; كانت خضراء, لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.حدثني يعقوب, قال; ثنا ابن علية, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; قال ابن عباس; هي طير, وكانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.حدثني الحسن بن خلف الواسطي, قال; ثنا وكيع وروح بن عبادة, عن ابن عون, عن ابن سيرين عن ابن عباس, مثله.حدثنا أبو كُرَيب, قال; ثنا وكيع, عن ابن عون, عن ابن عباس, نحوه.حدثنا يعقوب, قال; ثنا هشيم, قال; أخبرنا حسين, عن عكرمة, في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; كانت طيرا خرجت خضرا, خرجت من البحر, لها رءوس كرءوس السباع.حدثنا ابن بشار, قال; ثنا عبد الرحمن, قال; ثنا سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; هي طير سود بحرية, في مناقرها وأظفارها الحجارة.حدثنا ابن حميد, قال; ثنا مهران, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; سود بحرية, في أظافيرها ومناقيرها الحجارة.قال; ثنا مهران, عن خارجة, عن عبد الله بن عون, عن ابن سيرين, عن ابن عباس قال; لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعى, قال; ثنا فضيل بن عياض, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, في قوله; ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال; طير خُضْر, لها مناقير صُفْر, تختلف عليهم.حدثنا أبو كُرَيب, قال; ثنا وكيع, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير, قال; طير سود تحمل الحجارة في أظافيرها ومناقيرها.
أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة