أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ
اَفَلَا يَعۡلَمُ اِذَا بُعۡثِرَ مَا فِى الۡقُبُوۡرِۙ
تفسير ميسر:
أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟
أي أخرج ما فيها من الأموات.
قوله تعالى ; أفلا يعلم أي ابن آدم إذا بعثر أي أثير وقلب وبحث ، فأخرج ما [ ص; 145 ] فيها . قال أبو عبيدة ; بعثرت المتاع ; جعلت أسفله أعلاه . وعن محمد بن كعب قال ; ذلك حين يبعثون . الفراء ; سمعت بعض أعراب بني أسد يقرأ ; ( بحثر ) بالحاء مكان العين ; وحكاه الماوردي عن ابن مسعود ، وهما بمعنى .
وقوله; ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ )يقول; أفلا يعلم هذا الإنسان الذي هذه صفته, إذا أثير ما في القبور, وأخرج ما فيها من الموتى وبحث.وذكر أنها في مصحف عبد الله; " إذا بحث ما في القبور ", وكذلك تأول ذلك أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;حدثني علي, قال; ثنا أبو صالح, قال; ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, في قوله; ( بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ) بحث. وللعرب في ( بُعْثِرَ ) لغتان; تقول; بعثر, وبحثر, ومعناهما واحد.
{ أَفَلَا يَعْلَمُ } أي: هلا يعلم هذا المغتر { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم.
(الفاء) عاطفة، والاستفهام للإنكار
(لا) نافية
(إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط ، متعلّق بمحذوف يفسّره قوله تعالى: إنّ ربّهم ... خبير أي يعلمهم الله ،
(في القبور) متعلّق بمحذوف صلة ما الأولـ (في الصدور) صلة ما الثاني
(بهم) متعلّق بـ (خبير) وكذلك
(يومئذ) الظرف المنصوب- أو المبنيّ-
(اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيفعل القبائح فلا يعلم أنّا نجازيه يوم القيامة.
وجملة: «بعثر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حصّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثر.
وجملة: «إنّ ربّهم بهم ... لخبير» لا محلّ لها تعليل للمفعول المقدّر .