وَجٰوَزْنَا بِبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُۥ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتّٰىٓ إِذَآ أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلٰهَ إِلَّا الَّذِىٓ ءَامَنَتْ بِهِۦ بَنُوٓا إِسْرٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وَجَاوَزۡنَا بِبَنِىۡۤ اِسۡرَآءِيۡلَ الۡبَحۡرَ فَاَتۡبـَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُوۡدُهٗ بَغۡيًا وَّعَدۡوًا ؕ حَتّٰۤى اِذَاۤ اَدۡرَكَهُ الۡغَرَقُ قَالَ اٰمَنۡتُ اَنَّهٗ لَاۤ اِلٰهَ اِلَّا الَّذِىۡۤ اٰمَنَتۡ بِهٖ بَنُوۡۤا اِسۡرَآءِيۡلَ وَ اَنَا مِنَ الۡمُسۡلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقطَعْنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوزوه، فأتبعهم فرعون وجنوده ظلمًا وعدوانًا، فسلكوا البحر وراءهم، حتى إذا أحاط بفرعون الغرق قال; آمنتُ أنه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنو إسرائيل، وأنا من الموحدين المستسلمين بالانقياد والطاعة.
يذكر تعالى كيفية إغراقه فرعون وجنوده فإن بني إسرائيل لما خرجوا من مصر في صحبة موسى عليه السلام وهم فيما قيل ستمائة ألف مقاتل سوى الذرية وقد كانوا استعاروا من القبط حليا كثيرا فخرجوا به معهم فاشتد حنق فرعون عليهم فأرسل في المدائن حاشرين يجمعون له جنوده من أقاليمه فركب وراءهم في أبهة عظيمة وجيوش هائلة لما يريده الله تعالى بهم ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته فلحقوهم وقت شروق الشمس "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون" وذلك أنهم لما انتهوا إلى ساحل البحر وفرعون وراءهم ولم يبق إلا أن يقاتل الجمعان وألح أصحاب موسى عليه السلام عليه في السؤال كيف المخلص مما نحن فيه؟ فيقول إني أمرت أن أسلك ههنا "كلا إن معي ربي سيهدين" فعند ما ضاق الأمر اتسع فأمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فضربه فانفلق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم وصار اثني عشر طريقا لكل سبط واحد وأمر الله الريح فنشفت أرضه "فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى" وتخرق الماء بين الطرق كهيئة الشبابيك ليرى كل قوم الآخرين لئلا يظنوا أنهم هلكوا وجاوزت بنو إسرائيل البحر فلما خرج آخرهم منه انتهى فرعون وجنوده إلى حافته من الناحية الأخرى وهو في مائة ألف أدهم سوى بقية الألوان فلما رأى ذلك هاله وأحجم وهاب وهم بالرجوع وهيهات ولات حين مناص نفذ القدر واستجيبت الدعوة. وجاء جبريل عليه السلام على فرس وديق حائل فمر إلى جانب حصان فرعون فحمحم إليها واقتحم جبريل البحر فاقتحم الحصان وراءه ولم يبق فرعون يملك من نفسه شيئا فتجلد لأمرائه وقال لهم ليس بنو إسرائيل بأحق بالبحر منا فاقتحموا كلهم عن آخرهم وميكائيل في ساقتهم لا يترك منهم أحدا إلا ألحقه بهم فلما استوسقوا فيه وتكاملوا وهم أولهم بالخروج منه أمر الله القدير البحر أن يرتطم عليهم فارتطم عليهم فلم ينج منهم أحد وجعلت الأمواج ترفعهم وتخفضهم وتراكمت الأمواج فوق فرعون وغشيته سكرات الموت فقال وهو كذلك "أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" فآمن حيث لا ينفعه الإيمان "فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون".
قوله تعالى وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين[ ص; 284 ] قوله تعالى وجاوزنا ببني إسرائيل البحر تقدم القول فيه في " البقرة " في قوله ; وإذ فرقنا بكم البحر . وقرأ الحسن " وجوزنا " وهما لغتان .فأتبعهم فرعون وجنوده يقال ; تبع وأتبع بمعنى واحد ، إذا لحقه وأدركه . واتبع " بالتشديد " إذا سار خلفه . وقال الأصمعي ; أتبعه " بقطع الألف " إذا لحقه وأدركه ، واتبعه " بوصل الألف " إذا اتبع أثره ، أدركه أو لم يدركه . وكذلك قال أبو زيد . وقرأ قتادة " فاتبعهم " بوصل الألف . وقيل ; " اتبعه " " بوصل الألف " في الأمر اقتدى به . وأتبعه " بقطع الألف " خيرا أو شرا ; هذا قول أبي عمرو . وقد قيل هما بمعنى واحد . فخرج موسى ببني إسرائيل وهم ستمائة ألف وعشرون ألفا ، وتبعه فرعون مصبحا في ألفي ألف وستمائة ألف . وقد تقدم .( بغيا ) نصب على الحال ( وعدوا ) معطوف عليه ; أي في حال بغي واعتداء وظلم ; يقال ; عدا يعدو عدوا ; مثل غزا يغزو غزوا . وقرأ الحسن " وعدوا " بضم العين والدال وتشديد الواو ; مثل علا يعلو علوا . وقال المفسرون ; ( بغيا ) طلبا للاستعلاء بغير حق في القول ، ( وعدوا ) في الفعل ; فهما نصب على المفعول له .حتى إذا أدركه الغرق أي ناله ووصله قال ( آمنت ) أي صدقت ( أنه ) أي بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فلما حذف الخافض تعدى الفعل فنصب . وقرئ بالكسر ، أي صرت مؤمنا ثم استأنف . وزعم أبو حاتم أن القول محذوف ، أي آمنت فقلت إنه ، والإيمان لا ينفع حينئذ ; والتوبة مقبولة قبل رؤية البأس ، وأما بعدها وبعد المخالطة فلا تقبل ، حسب ما تقدم في " النساء " بيانه . ويقال ; إن فرعون هاب دخول البحر وكان على حصان أدهم ولم يكن في خيل فرعون فرس أنثى ; فجاء جبريل على فرس وديق أي شهي في صورة هامان وقال له ; تقدم ، ثم خاض البحر فتبعها حصان فرعون ، وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم أحد ، فلما صار آخرهم في البحر وهم أولهم أن يخرج انطبق عليهم البحر ، وألجم فرعون الغرق فقال ; آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ; فدس جبريل في فمه حال البحر . وروى الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ; لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال جبريل يا محمد فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة . قال أبو عيسى ; هذا حديث حسن . حال البحر ; الطين الأسود الذي يكون في أرضه ; قاله أهل اللغة . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر ; أن جبريل جعل يدس في في فرعون الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله [ ص; 285 ] فيرحمه الله أو خشية أن يرحمه . قال ; هذا حديث حسن غريب صحيح . وقال عون بن عبد الله ; بلغني أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم ; ما ولد إبليس أبغض إلي من فرعون ، فإنه لما أدركه الغرق قال ; ( آمنت ) الآية ، فخشيت أن يقولها فيرحم ، فأخذت تربة أو طينة فحشوتها في فيه . وقيل ; إنما فعل هذا به عقوبة له على عظيم ما كان يأتي . وقال كعب الأحبار ; أمسك الله نيل مصر عن الجري في زمانه . فقالت له القبط ; إن كنت ربنا فأجر لنا الماء ; فركب وأمر بجنوده قائدا قائدا وجعلوا يقفون على درجاتهم وقفز حيث لا يرونه ونزل عن دابته ولبس ثيابا له أخرى وسجد وتضرع لله تعالى فأجرى الله له الماء ، فأتاه جبريل وهو وحده في هيئة مستفت وقال ; ما يقول الأمير في رجل له عبد قد نشأ في نعمته لا سند له غيره ، فكفر نعمه وجحد حقه وادعى السيادة دونه ; فكتب فرعون ; يقول أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان جزاؤه أن يغرق في البحر ; فأخذه جبريل ومر فلما أدركه الغرق ناوله جبريل عليه السلام خطه . وقد مضى هذا في " البقرة " عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس مسندا ; وكان هذا في يوم عاشوراء على ما تقدم بيانه في " البقرة " أيضا فلا معنى للإعادة .قوله تعالى وأنا من المسلمين أي من الموحدين المستسلمين بالانقياد والطاعة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وقطعنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوزوه (7) ، (فأتبعهم فرعون) ، يقول; فتَبعهم فرعون (وجنوده) .، يقال منه " أتْبَعته " و " تبعته "، بمعنى واحد.وقد كان الكسائي فيما ذكر أبو عبيد عنه يقول; إذا أريد أنه أتبعهم خيرًا أو شرًّا فالكلام " أتبعهم " بهمز الألف، وإذا أريد ; اتبع أثرهم ، أو اقتدى بهم ، فإنه من " اتّبعت " مشددة التاء غير مهموزة الألف.* * *(بغيًا)على موسى وهارون ومن معهما من قومهما من بني إسرائيل (8) ، (وعدْوًا) ، يقول; واعتداء عليهم،* * *وهو مصدر من قولهم; " عدا فلان على فلان في الظلم ، يعدو عليه عَدْوًا " مثل " غزا يغزو غزوا ". (9)* * *وقد روى عن بعضهم أنه كان يقرأ; (بَغْيًا وَعُدُوًّا)، وهو أيضًا مصدر من قولهم; " عَدَا يَعدُو عُدُوًّا " ، مثل ; " علا يعلو عُلُوًّا ". (10)* * *، (حتى إذا أدركه الغرق) يقول; حتى إذا أحاط به الغرق (11) ، وفي الكلام متروك ، قد ترك ذكره لدلالة ما ظهر من الكلام عليه ، وذلك; " فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعدوًا فيه " ، فغرقناه (حتى إذا أدركه الغرق).* * *وقوله; (قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ، يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل فرعون حين أشفى على الغرق ، (12) وأيقن بالهلكة; (آمنت) ، يقول; أقررت، (أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل).* * *واختلفت القراء في قراءة ذلك.فقرأ بعضهم ، وهو قراءة عامّة المدينة والبصرة; (أَنَّهُ) بفتح الألف من " أنه "، على إعمال "آمَنْتُ" فيها ونصبها به.* * *وقرأ آخرون; (آمَنْتُ إِنَّهُ) بكسر الألف من " إنه " على ابتداء الخبر. وهي قراءة عامة الكوفيين. (13)* * *والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان متقاربتا المعنى، وبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;17857- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن شداد قال; اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ست مائة ألف، فلما أدركهم فرعون فرأوه قالوا; يا موسى أين المخرجُ؟ فقد أدركنا ، قد كنا نلقى من فرعون البلاء؟ فأوحى الله إلى موسى; أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطود العظيم ، (14) ويبس لهم البحرُ، وكشف الله عن وجه الأرض، وخرج فرعون على فرس حِصان أدهَم على لونه من الدُّهم ثمان مائة ألف سوى ألوانها من الدوابّ، وكانت تحت جبريل عليه السلام فرسٌ ودِيق ليس فيها أنثى غيرها ، (15) وميكائيل يسوقهم، لا يشذُّ رجل منهم إلا ضمّه إلى الناس. فلما خرج آخر بني إسرائيل ، دنا منه جبريل ولَصِق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا ، وقال; أقدموا ، فليس القومُ أحقَّ بالبحر منكم! ثم أتبعهم فرعون ، حتى إذا همّ أوّلهم أن يخرجوا ، ارتطم ونادى فيها; (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ، ونودي; آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ .17858- حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس; ،، وعن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال; يرفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال; إن جبرائيل كان يدسُّ في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله. (16)17859- حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال; " جعل جبرائيل عليه السلام يدسُّ ، أو; يحشو ، في فم فرعون الطين ، مخافة أن تدركه الرحمة.17860- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن كثير بن زاذان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال; قال النبي صلى الله عليه وسلم; قال لي جبريل; يا محمد ، لو رأيتني وأنا أغطُّه وأدسُّ من الحَالِ في فيه ، مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له! ، يعني فرعون. (17)17861- حدثني المثنى قال ، حدثنا حجاج قال ، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال; لما أغرق الله فرعون قال; (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)، فقال جبريل; يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حَالِ البحر وأدَسِّيه في فيه، مخافة أن تدركه الرحمة . (18)17862- حدثني المثنى قال ، حدثني عمرو، عن حكام قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال; لما قال فرعون " لا إله إلا الله "، جعل جبريل يحشو في فيه الطين والتراب. (19)17863- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال; أخبرني من سمع ميمون بن مهران يقول في قوله; (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)، قال; أخذ جبرائيل من حمأة البحر فضرب بها فاه ، أو قال; ملأ بها فاه ، مخافة أن تدركه رحمه الله.17864- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا الحسين بن علي، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال; خطب الضحاك بن قيس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال; إن فرعون كان عبدًا طاغيًا ناسيًا لذكر الله، فلما أدركه الغرق قال; (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)، قال الله; آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ .17865-. . . . قال، حدثني أبي، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس; أن فرعون لما أدركه الغرق جعل جبريل يحشو في فيه التراب خشية أن يغفر له. (20)17866-. . . . قال، حدثنا محمد بن عبيد، عن عيسى بن المغيرة، عن إبراهيم التيمي; أن جبريل عليه السلام قال; ما حسدتُ أحدًا من بني آدم الرحمة إلا فرعون، (21)فإنه حين قال ما قال ، خشيت أن تصل إلى الربّ فيرحمه، فأخذت من حَمْأة البحر وزَبَده ، فضربت به عينيه ووجهه.17867-. . . . قال، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن عمر بن يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال; قال جبريل عليه السلام; لقد حشوت فاه الحمأة مخافة أن تدركه الرحمة.-----------------------الهوامش ;(7) انظر تفسير " جاوز " فيما سلف 5 ; 345 / 13 ; 80 .(8) انظر تفسير " البغي " فيما سلف ص ; 53 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(9) انظر تفسير " العدوان " فيما سلف 14 ; 151 ، تعليق ; 4 ، والمراجع هناك .(10) انظر ما سلف 12; 35 ، 36 .(11) انظر تفسير " الإدراك " فيما سلف 12 ; 13 - 21 .(12) في المطبوعة ; " أشرف على الغرق " ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، لأنها غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت . " أشفى على الموت أو غيره " ، أشرف عليه ، وهو من " الشفى " ، وهو حرف كل شيء وحده .(13) انظر هاتين القراءتين في معاني القرآن للفراء 1 ; 478 .(14) تضمين آية سورة الشعراء ; 63(15) " وديق " ; مريدة للفحل تشتهيه ، وانظر ما سلف 2 ; 52 .(16) الأثران ; 17858 ، 17859 - خبر ابن عباس رواه أحمد من هذا الطريق ، طريق شعبة ، عن عدي بن ثابت ، وعطاء بن السائب ، في مسنده رقم ; 2144 ، 3154 . ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ; 341 رقم ; 2618 .ورواه الحاكم في المستدرك 2 ; 340 ، وقال ; " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس " ، وواقفه الذهبي . وانظر الموقوف فيما سيأتي ; 17865 ، ورواه الترمذي في كتاب التفسير وقال ; " حسن غريب صحيح " .وانظر ما سيأتي رقم ; 17862 .(17) الأثر ; 17860 - " حكام " ، هو " حكام بن سلم الكناني " ، ثقة ، ولكن قال أحمد فيه ; " كان حسن الهيئة قدم علينا ، وكان يحدث عن عنبسة أحاديث غرائب " ، مضى مرارًا . " وعنبسة " ، هو " عنبسة بن سعيد الضريس " ، ثقة ، لا بأس به . مضى مرارًا . " وكثير بن زاذان النخعي " ، قال ابن معين ; " لا أعرفه " ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة ، " هذا شيخ مجهول " ، لا نعلم أحدًا حدث عنه إلا ما روى ابن حميد ، عن هارون بن المغيرة ، عن عنبسة ، عنه " . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 151 ، ، وميزان الاعتدال 2 ; 353 ، وقال ; " عن عاصم بن ضمرة ، له حديث منكر " .و " أبو حازم " ، هو " سلمان الأشجعي " ، ثقة . مضى برقم ; 7616 .فهذا خبر ضعيف جدا ، لضعف كثير بن زاذان . وخرج نحوه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 ; 36 ، عن أبي هريرة وقال ; " رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه ; قيس بن الربيع ، وثقه شعبة والثوري ، وضعفه جماعة " .وقوله ; " أغطه " ، أي ; أغطسه في الماء وأغمسه . و " الحال " ، الطين الأسود والحمأة ، وهو " حال البحر " . وكان في المطبوعة " وحمئة " ، غير ما في المخطوطة ، لأنه لم يعرف معناه ، فظنه خطأ .(18) الأثر ; 17861 - " علي بن زيد بن جدعان " ، مضى مرارًا ، آخرها رقم ; 17154 - 17516 ، وثقه أخي السيد أحمد رحمه الله في المسند رقم 783 ، وفيما مضى من تعليقه على بعض أحاديث الطبري . ولكني رأيت الأئمة يضعفونه ، - لا أنهم يكذبونه - ويرونه إلى اللين أدنى ، وأنه كان يقلب الأحاديث وكان يحدث بالحديث اليوم ثم يحدث غدا ، فكأنه ليس بذاك ، وكان يسوء حفظه ، فأخشى أن يكون أخي جازف في توثيقه ، ولكني أرجح أنه يعتبر بحديثه ، ويكتب حديثه ، ولكن لا يحتج به ، وإنما روى له مسلم مقرونًا بغيره . فهذا غاية علي بن زيد فيما أرى ، والله أعلم . " ويوسف بن مهران " ، مضى مرارًا رقم ; 13494 . وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده رقم ; 2203 من طريق يونس ، عن حماد بن سلمة ، ورقم ; 2821 من طريق سليمان بن حرب ، عن حماد . وصححه أخي رحمه الله في الموضعين . وخرجه الترمذي في كتاب التفسير من سننه ، من هذه الطريق نفسها ، وقال ; " هذا حديث حسن " وكان في المطبوعة ; " آخذ من حمأة البحر " ، وأثبت ما في المخطوطة ،وقوله ; " وأدسيه في فيه " ( بتشديد السين ) من قولهم " دساه " إذا غيبه أو أخفاه . وأصله " دسسه " مضعفا ، ثم توالت السينات ، فقلبت أخراهن ياء . وكذلك جاء في المسند رقم ; 2821 ، وهو في المطبوعة " أدسه " ، وفي المخطوطة كما أثبتها ، إلا أنها غير منقوطة .(19) الأثر ; 17862 - سلف تخريجه في رقم ; 17858 ، 17859 .(20) الأثر ; 17865 - هذا الخبر الموقوف على ابن عباس ، كما سلف في تخريج رقم ; 17858 ، 17859 . وكان في المطبوعة ; " يحثو " بالثاء ، وأثبت ما في المخطوطة .(21) في المطبوعة ; " ما خشيت على أحد " ، غير ما في المخطوطة ، وهو الصواب المحض ، وأساء في التغيير .
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ } وذلك أن الله أوحى إلى موسى، لما وصل البحر، أن يضربه بعصاه، فضربه، فانفلق اثنى عشر طريقًا، وسلكه بنو إسرائيل، وساق فرعون وجنوده خلفه داخلين. فلما استكمل موسى وقومه خارجين من البحر، وفرعون وجنوده داخلين فيه، أمر الله البحر فالتطم على فرعون وجنوده، فأغرقهم، وبنو إسرائيل ينظرون. حتى إذا أدرك فرعون الغرق، وجزم بهلاكه { قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ } وهو الله الإله الحق الذي لا إله إلا هو { وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } أي: المنقادين لدين الله، ولما جاء به موسى.
(الواو) استئنافيّة
(جاوزنا) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعلـ (ببني) جارّ ومجرور متعلق بـ (جاوزنا) ، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم
(إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة
(البحر) مفعول به منصوبـ (الفاء) عاطفة
(أتبع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(فرعون) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة
(جنود) معطوف على فرعون بالواو مرفوع و (الهاء) مضاف إليه
(بغيا) مفعول لأجله منصوب ،
(عدوا) معطوف على
(بغيا) بالواو منصوبـ (حتى) حرف ابتداء
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ (قال) ،
(أدرك) فعل ماض و (الهاء) ضميرمفعول به
(الغرق) فاعل مرفوع
(قال) مثل أدرك، والفاعل هو (آمنت) فعل ماض وفاعله
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل ناسخ- للتوكيد و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم أنّ
(لا) نافية للجنس
(إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب وخبر لا محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ
(إلّا) حرف للاستثناء
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر
(آمنت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (آمنت) ،
(بنو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم
(إسرائيل) مثل الأول.
والمصدر المؤوّلـ (أنّه لا إله ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (آمنت) أي: آمنت بأنّه لا إله إلّا ...(الواو) عاطفة
(أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(من المسلمين) جارّ ومجرور خبر المبتدأ وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «جاوزنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أتبعهم فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاوزنا.
وجملة: «أدركه الغرق» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آمنت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا إله إلّا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «آمنت به بنو ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «أنا من المسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمن(الواو) واو الحالـ (قد) حرف تحقيق
(عصيت) مثل آمنت
(قبل) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق بـ (عصيت) ،
(الواو) عاطفة
(كنت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير اسم كان في محلّ رفع
(من المفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «
(تؤمن) الآن ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو استئناف بياني.
وجملة: «قد عصيت» في محلّ نصب حال من الفاعل في(تؤمن) .
وجملة: «كنت من المفسدين» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
(الفاء) عاطفة
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (ننجيك) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الكاف) ضمير مفعول به.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(ببدن) جارّ ومجرور حال من ضمير الخطاب و (الكاف) مضاف إليه
(اللام) للتعليلـ (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت
(اللام) حرف جرّ
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت-
(آية) خبر تكون منصوب و (خلف) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مثل الأخير.
والمصدر المؤوّلـ (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (ننجيك) .
(الواو) اعتراضيّة
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(كثيرا) اسم إنّ منصوبـ (من الناس) جارّ ومجرور نعت لـ (كثيرا) ،
(عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (غافلون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه
(اللام) هي المزحلقةتفيد التوكيد
(غافلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «ننجيك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المضمر.
وجملة: «إنّ كثيرا من الناس ... » لا محلّ لها اعتراض تذييلي لتقرير الكلام المحكيّ.