الرسم العثمانيإِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيٰوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايٰتِنَا غٰفِلُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ الَّذِيۡنَ لَا يَرۡجُوۡنَ لِقَآءَنَا وَرَضُوۡا بِالۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَا وَاطۡمَاَنُّوۡا بِهَا وَالَّذِيۡنَ هُمۡ عَنۡ اٰيٰتِنَا غٰفِلُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
إن الذين لا يطمعون في لقائنا في الآخرة للحساب، وما يتلوه من الجزاء على الأعمال لإنكارهم البعث، ورضوا بالحياة الدنيا عوضًا عن الآخرة، وركنوا إليها، والذين هم عن آياتنا الكونية والشرعية ساهون.
يخبر الله تعالى عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئا ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها نفوسهم. قال الحسن; والله ما زينوها ولا رفعوها حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها والشرعية فلا يأتمرون بها.
قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون[ ص; 227 ] قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا يرجون يخافون ; ومنه قول الشاعر ;إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسلوقيل يرجون يطمعون ; ومنه قول الآخر ;أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيافالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع ; أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا . وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيما لهما . وقيل ; يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية ; أي لا يطمعون في رؤيتنا . وقال بعض العلماء ; لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد ; كقوله تعالى ; ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقال بعضهم ; بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى .قوله تعالى ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها . واطمأنوا بها أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل اطمأن طمأن من طمأنينة ، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره الغزنوي .والذين هم عن آياتنا أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون ولا يتفكرون .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; إن الذين لا يخافون لقاءَنا يوم القيامة، فهم لذلك مكذِّبون بالثواب والعقاب، متنافسون في زين الدنيا وزخارفها، راضُون بها عوضًا من الآخرة، مطمئنين إليها ساكنين (1) ، والذين هم عن آيات الله ، وهي أدلته على وحدانيته، وحججه على عباده ، في إخلاص العبادة له ، (غافلون) ، معرضون عنها لاهون، (2) لا يتأملونها تأمُّل ناصح لنفسه، فيعلموا بها حقيقة ما دلَّتهم عليه، ويعرفوا بها بُطُول ما هم عليه مقيمون.--------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير " الاطمئنان " فيما سلف 13 ; 418 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(2) انظر تفسير " الغفلة " فيما سلف 13 ; 281 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
يقول تعالى { إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } أي: لا يطمعون بلقاء الله، الذي هو أكبر ما طمع فيه الطامعون، وأعلى ما أمله المؤملون، بل أعرضوا عن ذلك، وربما كذبوا به { وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } بدلا عن الآخرة. { وَاطْمَأَنُّوا بِهَا } أي: ركنوا إليها، وجعلوها غاية مرامهم ونهاية قصدهم، فسعوا لها وأكبوا على لذاتها وشهواتها، بأي طريق حصلت حصلوها، ومن أي وجه لاحت ابتدروها، قد صرفوا إرادتهم ونياتهم وأفكارهم وأعمالهم إليها. فكأنهم خلقوا للبقاء فيها، وكأنها ليست دار ممر، يتزود منها المسافرون إلى الدار الباقية التي إليها يرحل الأولون والآخرون، وإلى نعيمها ولذاتها شمر الموفقون. { وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } فلا ينتفعون بالآيات القرآنية، ولا بالآيات الأفقية والنفسية، والإعراض عن الدليل مستلزم للإعراض والغفلة، عن المدلول المقصود.
(إنّ) مثل السابق ،
(الذين) موصول اسم إنّ
(لا) نافية
(يرجون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (لقاء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(رضوا) فعل ماض وفاعله
(بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (رضوا) ،
(الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف
(الواو) عاطفة
(اطمأنوا) مثل رضوا
(الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (اطمأنّوا) ،
(الواو) عاطفة
(الذين) مثل الأول ومعطوف عليه
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (غافلون) ، و (نا) ضمير مضاف إليه
(غافلون) خبر المبتدأ
(هم) مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «رضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.وجملة: «اطمأنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: «هم.. غافلون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
(أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطابـ (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) متّصل مضاف إليه
(النار) خبر المبتدأ مأوى
(الباء) حرف جرّ
(ما كانوا يكسبون) مثل ما كانوا يكفرون .
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي عوقبوا بما كانوا..
وجملة: «أولئك مأواهم النار ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «مأواهم النار ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ
(أولئك) .
وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :٧
Yunus10:7