الرسم العثمانيأَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓ ۚ ءَآلْـٰٔنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِۦ تَسْتَعْجِلُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَثُمَّ اِذَا مَا وَقَعَ اٰمَنۡتُمۡ بِهٖؕ اٰۤلْــٴٰـنَ وَقَدۡ كُنۡتُمۡ بِهٖ تَسۡتَعۡجِلُوۡنَ
تفسير ميسر:
أبعدما وقع عذاب الله بكم -أيها المشركون- آمنتم في وقت لا ينفعكم فيه الإيمان؟ وقيل لكم حينئذ; آلآن تؤمنون به، وقد كنتم من قبل تستعجلون به؟
"أثم إذا ما وقع آمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون" يعني أنهم إذا جاءهم العذاب قالوا "ربنا أبصرنا وسمعنا" الآية وقال تعالى "فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشـركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون".
قوله تعالى ; أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون أثم إذا ما وقع آمنتم به في الكلام حذف ، والتقدير ; أتأمنون أن ينزل بكم العذاب ثم يقال لكم إذا حل ; الآن آمنتم به ؟ قيل ; هو من قول الملائكة استهزاء بهم . وقيل ; هو من قول الله تعالى ، ودخلت ألف الاستفهام على ثم والمعنى ; التقرير والتوبيخ ، وليدل على أن معنى الجملة الثانية بعد الأولى . وقيل ; إن ثم هاهنا بمعنى ; " ثم " بفتح الثاء ، فتكون ظرفا ، والمعنى ; أهنالك ; وهو مذهب الطبري ، وحينئذ لا يكون فيه معنى الاستفهام . و الآن قيل ; أصله فعل مبني مثل حان ، والألف واللام لتحويله إلى الاسم . الخليل ; بنيت لالتقاء الساكنين ، والألف واللام للعهد والإشارة إلى الوقت ، وهو حد الزمانين .وقد كنتم به أي بالعذاب تستعجلون
القول في تأويل قوله تعالى ; أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أهنالك إذا وقع عذابُ الله بكم أيها المشركون "آمنتم به "، يقول; صدّقتم به في حالٍ لا ينفعكم فيها التصديق، وقيل لكم حينئذ; آلآنَ تصدّقون به، وقد كنتم قبل الآن به تستعجلون، وأنتم بنـزوله مكذبون؟ فذوقوا الآن ما كنتم به تكذّبون.* * *ومعنى قوله; (أثم)، في هذا الموضع; أهنالك ، وليست " ثُمَّ" هذه هاهنا التي تأتي بمعنى العطف. (13)------------------الهوامش ;(13) انظر تفسير " ثم " فيما سلف 2 ; 535 وفيه تفسير " ثم " المفتوحة ، بمعنى ; هنالك . وقد قال الطبري في تفسيره 8 ; 351 ; " وقيل إن " ثم " ههنا بمعنى " ثم " بفتح التاء فتكون ظرفا ، والمعنى ; أهنالك ، وهو مذهب الطبري . وقال أبو حيان في تفسيره 5 ; 167 " وقال الطبري في قوله ; أثم ، بضم الثاء أن معناه ; أهنالك ، وليست " ثم " هذه ههنا التي تأتي بمعنى العطف ، وما قاله الطبري دعوى " .
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} فإنه لا ينفع الإيمان حين حلول عذاب الله، ويقال لهم توبيخًا وعتابًا في تلك الحال التي زعموا أنهم يؤمنون، {الْآنَ} تؤمنون في حال الشدة والمشقة؟ {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} فإن سنة الله في عباده أنه يعتبهم إذا استعتبوه قبل وقوع العذاب، فإذا وقع العذاب لا ينفع نفسًا إيمانها، كما قال تعالى عن فرعون، لما أدركه الغرق {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وأنه يقال له: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} . وقال تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ} وقال هنا: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ، آلْآنَ} تدعون الإيمان {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} فهذا ما عملت أيديكم، وهذا ما استعجلتم به.
(الهمزة) للاستفهام
(ثمّ) حرف عطف
(إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ النصب متعلّق-
(آمنتم) ،
(ما) زائدة
(وقع) فعل ماض، والفاعل هو أي العذابـ (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (آمنتم) ، والضمير يعود على الله
(الهمزة) للاستفهام
(الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمنون
(الواو)حاليّة
(قد) حرف تحقيق
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان
(به) مثل الأول متعلّق
(تستعجلون) بتضمينه معنى تكذبون
(تستعجلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرأيتم .
وجملة: «وقع ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنتم به ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «الآن
(تؤمنون) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم به تستعجلون» في محلّ نصب حال من فاعل تؤمنون.
وجملة: «تستعجلون» في محلّ نصب خبر كنتم.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :٥١
Yunus10:51