الرسم العثمانيقُلْ يٰٓأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِى فَلَآ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِى يَتَوَفّٰىكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ يٰۤاَيُّهَا النَّاسُ اِنۡ كُنۡتُمۡ فِىۡ شَكٍّ مِّنۡ دِيۡنِىۡ فَلَاۤ اَعۡبُدُ الَّذِيۡنَ تَعۡبُدُوۡنَ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ وَلٰـكِنۡ اَعۡبُدُ اللّٰهَ الَّذِىۡ يَتَوَفّٰٮكُمۡ ۖۚ وَاُمِرۡتُ اَنۡ اَكُوۡنَ مِنَ الۡمُؤۡمِنِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء الناس; إن كنتم في شك من صحة ديني الذي دعوتكم إليه، وهو الإسلام ومن ثباتي واستقامتي عليه، وترجون تحويلي عنه، فإني لا أعبد في حال من الأحوال أحدًا من الذين تعبدونهم مما اتخذتم من الأصنام والأوثان، ولكن أعبد الله وحده الذي يميتكم ويقبض أرواحكم، وأُمِرْت أن أكون من المصدِّقين به العاملين بشرعه.
يقول تعالى لرسوله محمد صلي الله عليه وسلم قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من صحة ما جئتكم به من الدين الحنيف الذي أوحاه الله إليه فأنا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله وحده لا شريك له وهو الذي يتوفاكم كما أحياكم ثم إليه مرجعكم فإن كانت آلهتكم التي تدعون من دون الله حقا فأنا لا أعبدها فادعوها فلتضرني فإنها لا تضر ولا تنفع وإنما الذي بيده الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له وأمرت أن أكون من المؤمنين.
قوله تعالى قل ياأيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنينقوله تعالى " قل يا أيها الناس " يريد كفار مكة .إن كنتم في شك من ديني أي في ريب من دين الإسلام الذي أدعوكم إليه .فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله من الأوثان التي لا تعقل ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم أي يميتكم ويقبض أرواحكم .وأمرت أن أكون من المؤمنين أي المصدقين بآيات ربهم .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل ، يا محمد ، لهؤلاء المشركين من قومك الذين عجبوا أن أوحيت إليك ; إن كنتم في شك ، أيها الناس ، من ديني الذي أدعوكم إليه ، فلم تعلموا أنه حقّ من عند الله; فإني لا أعبد الذين تعبدون من دون الله من الآلهة والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عني شيئًا ، فتشكُّوا في صحته.وهذا تعريض ولحنٌ من الكلام لطيفٌ. (21)وإنما معنى الكلام; إن كنتم في شك من ديني، فلا ينبغي لكم أن تشكوا فيه، وإنما ينبغي لكم أن تشكوا في الذي أنتم عليه من عبادة الأصنام التي لا تعقل شيئًا ولا تضر ولا تنفع. فأما ديني فلا ينبغي لكم أن تشكُّوا فيه، لأني أعبد الله الذي يقبض الخلق فيميتهم إن شاء ، وينفعهم ويضرُّهم إن شاء . (22) وذلك أن عبادة من كان كذلك لا يستنكرها ذو فطرة صحيحة. وأما عبادة الأوثان فينكرها كل ذي لبٍّ وعقلٍ صحيح.* * *وقوله; (ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم ) ، يقول; ولكن أعبد الله الذي يقبض أرواحكم فيميتكم عند آجالكم (23) ، (وأمرت أن أكون من المؤمنين) ، يقول; وهو الذي أمرني أن أكون من المصدّقين بما جاءني من عنده.---------------------الهوامش ;(21) " اللحن " ، التعريض والإماء دون التصريح ، وذلك بأن تعدل الكلام عن جهته ، فيكون أجود له وأشد إثارة لفطنة سامعه .(22) في المطبوعة والمخطوطة ; " وينفعهم ويضر من يشاء " ، وكأنه سهو من الناسخ ، فإن السياق يقتضي ما أثبت .(23) انظر تفسير " التوفي " فيما سلف ص ; 98 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
تفسير الآيتين 104 و105 :ـ يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، سيد المرسلين، وإمام المتقين وخير الموقنين: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ْ} أي: في ريب واشتباه، فإني لست في شك منه، بل لدي العلم اليقيني أنه الحق، وأن ما تدعون من دون الله باطل، ولي على ذلك، الأدلة الواضحة، والبراهين الساطعة. ولهذا قال: { فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ْ} من الأنداد، والأصنام وغيرها، لأنها لا تخلق ولا ترزق، ولا تدبر شيئًا من الأمور، وإنما هي مخلوقة مسخرة، ليس فيها ما يقتضي عبادتها. { وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ْ} أي: هو الله الذي خلقكم، وهو الذي يميتكم، ثم يبعثكم، ليجازيكم بأعمالكم، فهو الذي يستحق أن يعبد، ويصلى له ويخضع ويسجد. { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ْ} أي: أخلص أعمالك الظاهرة والباطنة لله، وأقم جميع شرائع الدين حنيفًا، أي: مقبلاً على الله، معرضًا عما سواه، { وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ْ} لا في حالهم، ولا تكن معهم.
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(يا) أداة نداء
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه
(الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا
(إن) حرف شرط جازم
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو اسم كان
(في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنتم
(من ديني) جارّ ومجرور متعلّق بشك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لا) نافية
(أعبد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا
(الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به
(تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون الله
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(لكن) حرف للاستدراك لا عمل له
(أعبد الله) مثل أعبد الذين
(الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة
(يتوفّى) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (التاء) نائب الفاعلـ (أن) حرف مصدريّ ونصبـ (أكون) مضارع ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره أنا
(من المؤمنين) جارّ ومجرور خبر أكون، وعلامة الجر الياء.
والمصدر المؤوّلـ (أن أكون) في محل جرّ بحرف جر محذوف متعلّق بـ (أمرت) ، أي بأن أكون .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنتم في شك» لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: «لا أعبد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أعبد الله» في محل جزم معطوفة على جملة لا أعبد.
وجملة: «يتوفّاكم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «أمرت ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد.
وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
(الواو) عاطفة
(أن) حرف تفسير بإضمار فعل أي أوحي إليّ أن ...
(أقم) فعل أمر، والفاعل أنت
(وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه
(للدين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أقم) ،
(حنيفا) حال منصوبة من ضمير الفاعل في أقم، أو من الدين
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محل جزم.. و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت
(من المشركين) جارّ ومجرور خبر تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. والجملة المقدّرة: أوحي إليّ.. في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد ...وجملة: «لا تكوننّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
(الواو) عاطف
(لا) ناهية جازمة
(تدع) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت
(من دون) جارّ ومجرور حال من الموصول ما
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(لا) نافية
(ينفع) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنت
(الواو) عاطفة
(لا يضرّك) مثل لا ينفعك،(الفاء) استئنافيّة
(إن) حرف شرط جازم
(فعلت) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعلـ (الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(إذا) حرف جواب لا عمل له
(من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «لا تدع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم .
وجملة: «لا ينفعك ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «لا يضرّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «إن فعلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّك.. من الظالمين» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :١٠٤
Yunus10:104